jeudi 18 janvier 2024

المحور الثالث: العلاقة مع الغير


الفئة المستهدفة: الثانية بكالوريا جميع الشعب

المجزوءة: الوضع البشري

المفهوم: الغير




إشكالية المحور: هل العلاقة مع الغير هل هي علاقة صداقة وحوار وغيرية أم علاقة غرابة وصراع؟

التصور الهيجلي: ألكسندر كوجيف (علاقة صراع وهيمنة لنزع الاعتراف)

يرى كوجيف أن العلاقة بين الأنا والغير علاقة صراع دائم يتأسس على مبدأ الهيمنة والرغبة في نزع الاعتراف، فكل من الأنا والغير يسعى لنزع الاعتراف به كذات حرة وواعية، إلا أن هذا الاعتراف لا يمنح بشكل سلمي، وإنما ينتزع عبر صراع يخاط فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت، ولكن الموت الفعلي لا يحقق هذا الاعتراف، وإنما يحققه استسلام أحد الطرفين بتفضيله لحياة التبعية على الموت والفناء.

التصور الوضعي: أوغست كونت (علاقة تكامل وتضامن)

يعتبر أوغست كونت أن الإنسان مدين للإنسانية بحياته وثروته ومعارفه...فما كان له أن يحافظ على بقائه ويبلغ أشده لولا الحماية التي وفرها له الآخرون من آباء وأبناء وأصدقاء...إن وصول الإنسان إلى الحالة الوضعية، التي تمثل حالة نضج العقل البشري، تحتاج إلى تجاوز المصالح الشخصية والسعي لتحقيق المصالح العامة المشتركة، الشيء الذي يقتضي انفتاح الأنا على الغير ونسج علاقات تكامل وتعاون معه.

التصور النفسي: جوليا كرستيفا (علاقة الأنا بالغير علاقة صداقة)

ترفض جوليا كرستيفا، اعتبار الغريب هو ذلك الدخيل الأجنبي الذي يهدد وحدة الجماعة وانسجامها.  وتؤكد بالمقابل أن الغريب حقا، هو ذلك لذي يسكن دواخلنا هلة نحو غريب، إنه ذلك المكون اللاشعوري المعبر عن تناقض الذات وتمزقها. الشيء الذي يفرض على الأنا أن تتخلى عن كل أشكال النبذ والإقصاء والتهميش تجاه الغير الغريب، وتسعى جاهدة لنسج علاقات صادقة معه، أساسها الحوار ولتسامح والاحترام المتبادل.

خلاصة تركيبية:

من خلال الاشتغال على مفهوم الغير، يتبين أن إشكالاته مرتبطة بالمحدد العلائقي في الوجود الإنساني. فرغم حاجة الذات للآخر، إلا أن هذه الحاجة تصطدم برهانات محافظة الذات على أصالتها في وجه محاولة تشييئها أو السيطرة عليها أو الحجر على حريتها. وكذا في رهان معرفة الذات للآخر، هل هذه المعرفة ممكنة سواء كان الآخر قريبا، لغويا أو أسريا أو ثقافيا، أو بعيدا ثقافيا وحضاريا، لأن هذه المعرفة تظل محصورة في إطار افتراضات ذاتية تسقط على الآخر، ولكن قد تكون هذه المعرفة ممكنة، إن أخذنا بعين الاعتبار المماثلة بين الذوات، وهو ما يسقطنا في إشكالية محو الأصالة الشخصية. إن إشكالية وجود ومعرفة الغير هو ما يفتح النقاش حول العلاقة مع الغير، خاصة مع الغير " البعيد" ثقافيا والمختلف، هل الاختلاف في الذين واللغة واللون والانتماء والعرق يشكل حاجزا أزليا أمام أي تواصل. هنا تؤسس الفلسفة لخطاب مبني على الإنسانية التي تنتفي معها كل الحواجز لصالح تأسيس علاقة قائمة على الغيرية أو كذلك على الصداقة ضد كل نزعات الانغلاق التي لا تؤدي إلى العنف والتطرف. 




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire