‏إظهار الرسائل ذات التسميات مفهوم التاريخ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مفهوم التاريخ. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 23 يناير 2024

المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ

 

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 بكالوريا «الشعبة الأدبية "

مجزوءة: الوضع البشري


يعتبر البحث في إشكالية دور الإنسان في التاريخ استمرارا للتساؤل حول منطق التاريخ وغائيته، ذلك أن القول بوجود منطق أو غاية في التاريخ يقتضي أن الصيرورة التاريخية تمضي وفق مبادئ وقوانين موضوعية مادية أو عقلية بعيدا عن الذاتية المتقلبة للإنسان، فمن جهة يبدو الإنسان هو صانع التاريخ ومن جهة أخرى يبدو أن هذا التاريخ نتاج ظروف معينة. من هذا المنطلق يجوز لنا أن نطرح التساؤلات التالية:

ما دور الإنسان في التاريخ؟

هل الإنسان فاعل في التاريخ أم مفعول به؟

هل الإنسان حر في صناعة التاريخ؟ م هو خاضع للضرورة التاريخية؟

التصور المثالي: أطروحة فردريك هيجل

في ظل هذا التصور المثالي الذي يقول بوجود روح كلية تسري في الكون وتتحكم في حركة وغاية التاريخ. يمثل الإنسان أداة في يد هذه القوة التي نستخدمه من أجل تحقيق المطلق وهي تختار من الناس الأبطال والعباقرة (نابليون، القيصر، الإسكندر...)، لكونهم يجسدون الغايات التي ترمي إليها الإرادة الإلهية، فيكون دورهم هو تحقيق التقدم.

فالإنسان ليس سوى وسيلة في يد التاريخ وليس صانعا له بل يتجلى دوره في تنفيذ برنامج معد سلفا.

التصور الوجودي: أطروحة جون بول سارتر

تحتل مسألة الإنسان مكانة هامة في الفلسفة الوجودية التي يغد سارتر أحد أبرز أعلامها، وذلك من خلال تأكيدها على أن الإنسان يبني ماهيته وفقا لما يريد أن يكون عليه، ونتيجة هذا الموقف فالإنسان قادر على صنع التاريخ وتوجيه مساره عندما يمتلك الوعي بالممكنات أو الاختيارات المتاحة له لكي يتمكن من تجاوز وضعيته وتحقيق مشروعه في الوجود والحياة ضمن حقل الممكنات التي يختار إحداها.

خلاصة تركيبية لمفهوم التاريخ:

من خلال الاشتغال على مفهوم التاريخ، يتبين أن مختلف الإشكالات التي يتناولها، تؤكد على كون الإنسان كائن تاريخي، يعيش في إطار منظومة تاريخية تربط حاضره بماضيه ومستقبله. كان رهان المؤرخين خلال القرن 19 بناء معرفة حقيقية حول الماضي. وجعله علما دقيقا، ونزع القداسة والإيديولوجيا والأساطير عنه. وهو الرهان الذي أفرز تصورين الأول الذي يؤكد على إمكانية جعل هذه المعرفة دقيقة وعلمية والآخر الذي يؤكد على الصعوبات المنهجية التي تعترض المؤرخ.

كما عالج المفهوم قضية التقدم في التاريخ، بين من يراه تقدما حتميا وجدليا، وبين اتجاه يؤكد على دور الصدفة والعرضية.

وأخيرا إشكالية الحرية، بين اتجاه يؤكد على قدرة الإنسان على صناعة التاريخ وتوجيهه، وبين اتجاه آخر يؤكد على الحتمية التاريخية التي لا يمكن للإنسان أن يغيرها أو يتحكم فيها.



الاثنين، 22 يناير 2024

المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 بكالوريا «الشعبة الأدبية "

مجزوءة: الوضع البشري



تأطير إشكالي للمحور:

لعل المتأمل في الأحداث التاريخية: (الحروب، الثورات، الاكتشافات العلمية...)، سيلاحظ ولا شك أن هذه الأحداث التاريخية تثير مجموعة من التساؤلات:

هل هذه الأحداث ناتجة عن الصدفة؟ أم أنها خاضعة لمنطق وقوانين وحتميات؟

للإجابة عن هذه التساؤلات نستحضر مجموعة من التصورات والمواقف الفلسفية:

التصور المثالي الجدلي: أطروحة فردريك هيجل (1770-1831): التاريخ يسير بشكل تقدمي نحو غاية مطلقة

لا يمكن الحديث عن مفهوم التقدم في تاريخ الفلسفة دون استحضار تصور هيجل المثالي حيث يرى أن التاريخ لا يسير سيرا عشوائيا بل هو يسير سيرا تقدميا نحو تحقيق الفكرة المطلقة في الزمان – كقوة روحية لامتناهية- كما تحققها الطبيعة في المكان. فكل أحداث التاريخ معقولة وكل حقبة تاريخية ضرورية في المسار الديالكتيكي (الجدلي) للفكرة المطلقة في سعيها نحو التحقق التدريجي في هذا العالم. وقد شبه التاريخ بكرة ثلج متدرجة تتراكم وتحتوي السابق في سيرها المتناهي نحو تحقيق اكتمالها، كل حقبة تاريخية هي ضرورية وحتمية في مسار تحقيق هذا الكمال. فالتقدم والحتمية حسب هيجل خاصيتان مميزتان لأحداث التاريخ.

التصور المادي الجدلي: أطروحة كارل ماركس: التاريخ يتقدم نحو تحقيق المجتمع الشيوعي

يؤكد كارل ماركس على أن التاريخ البشري يسير وفق منطق جدلي، إنه صيرورة محكومة بقوانين جدلية وعلى رأسها قانون التناقض والصراع الطبقي بين (قوى الإنتاج = العمال) و (علاقات الإنتاج = أصحاب المصانع)، كمحرك فعلي للتاريخ الذي يسير في خط مستقيم وحتمي أساس التعاقب الجدلي بين أنماط الإنتاج التي تنتهي بقيام الشيوعية حيث تختفي التناقضات وتعيش الإنسانية بدون ملكية وبدون استغلال طبقي.

التصور البنيوي: أطروحة كلود ليفي ستروس

لا يرفض كلود ليفي ستروس فكرة التقدم في التاريخ لكنه يرى أن التقدم لا يسير بشكل منتظم ومتصل بل إن أحداث التاريخ هي عبارة عن قفزات وطفرات في اتجاهات متعددة. فالتاريخ لا يسير سيرا تقدميا تصاعديا بل هو حركة مبنية على القطائع والانفصالات بالإضافة إلى أن كل تاريخ أي مجتمع ما يتقدم وفق خصوصياته، فتاريخ الإنسانية حسب ستروس لا يشبه الفرد الذي يصعد سلما فيخطو خطوات في اتجاه مسار واحد بل يشبه لاعب النرد الذي يرمي بالمكعب رميات متعددة فيحصل على حسابات مختلفة غير متوقعة. يقول ستروس: " ليس هناك نظام علمي للتقدم، ولا أعتقد أن هناك اتجاها للتاريخ."

الموقف الفينومينولوجي: أطروحة ميرلوبونتي

يؤكد ميرلوبونتي على جدلية الضرورة والصدفة في مجرى التقدم التاريخي، إذ يعتبر أننا سنكون مخطئين إذا قلنا بالضرورة المطلقة أو بالصدفة المطلقة وأنه إذا تبين لنا بالفعل أن التاريخ يتقدم وفق منطق محدد وخاضع للضرورة فإن هذا لا يعني أن الصدفة والعرضية لا تلعب دورا في التاريخ. فتاريخ الإنسان هو أيضا ما يفاجئ ويكون غير متوقع.

تركيب:

من خلال ما سبق يتبين لنا أن إشكالية التقدم في التاريخ، قد أفرزت تصورين متعارضين: الأول يؤكد على اتصال كل أحداث التاريخ واتجاهها نحو غاية مطلقة وفق منطق تعاقبي وحتمي، وهو الموقف الجدلي. وتصور يؤكد على دور الصدفة والعرضية في رسم التاريخ الإنساني، وهو ما يؤكد عليه الاتجاه الفينومينولوجي والأنثروبولوجي.

 


 


الأحد، 21 يناير 2024

المحور الأول: المعرفة التاريخية

 

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باكالوريا    " الشعبة الأدبية"

مجزوءة: الوضع البشري





إشكالية المحور:

كيف يمكن معرفة أحداث التاريخ؟ ماهي الصعوبات المنهجية التي تعترض المؤرخ؟

موقف ريمون آرون: تحليل منهجي للنص ص 45

أولا: التحليل

أفكار النص:

يعرف صاحب النص في الفقرة الأولى المعرفة التاريخية ويذكر أهم مميزاتها ويؤكد على أن المؤرخ تعترضه مجموعة كمن الصعوبات المنهجية، نظرا لوجود مسافة زمنية تفصل بين الماضي الذي انقضى وبين الحاضر المعاش.

يتنقل صاحب النص في الفقرة الثانية إلى التأكيد على صعوبة فهم الماضي من طرف المؤرخ المعاصر لأنه مليء بالدلالات غير المفهومة والخاصة بذلك المجتمع فقط أو تلك الفترة التاريخية فقط.

إن انهماك الإنسان على معرفة ماضي الآخرين الهدف منه هو جعل ذلك العالم مألوفا من خلال فهم كل تلك الدلالات، وهو ما يجعل حسب آرون معرفة الماضي معرفة تعترضها مجموعة من الصعوبات المنهجية.

مفاهيم النص:

المعرفة التلقائية: هي كل ما نعرفه بطريقة مباشرة وعفوية بدون توسط المنهج العلمي.

المعرفة التاريخية: هو كل ما نعرفه بطرقة غير مباشرة وهي تلك المعرفة المعتمدة على إعادة يناء الوقائع والأحداث السابقة اعتمادا على الأثار والوثائق والمنهج.

أطروحة النص:

إن إعادة بناء فهم الماضي هو عملية صعبة تتطلب مجهودا كبيرا نظرا لقلة الوثائق التاريخية وغرابة أحداث ووقائع الماضي بالنسبة لنا كأفراد نعيش الحاضر ونفهمه أكثر من هذا الماضي، هكذا تصبح معرفة الحاضر معرفة تلقائية في حين تكون معرفة الماضي معرفة صعبة ونسبية لا ترقى إلى مستوى العلمية، لأن محاولة فهم وتفسير حياة السابقين علينا تتطلب جهدا منهجيا.

ثانيا: المناقشة

أطروحة هنري إيريني مارو:

يعتبر مارو أن المعرفة التاريخية هي معرفة علمية دقيقة تقوم على أساس منهج منظم وصارم هدفه الكشف عن حقيقة الماضي الإنساني وليست عملا أدبيا أو سردا لأساطير أو قصص خيالية، أو حكايات شعبية...فالتاريخ ضد كل التمثلات العامية الخاطئة عن ماضي الإنسان.

ثالثا: خلاصة تركيبية

من خلال تحليل إشكالية المعرفة التاريخية، يتبين أن المواقف تضاربت بين اتجاه يؤكد على إمكانية تأسيس معرفة علمية دقيقة بالماضي كما يؤكد مارو، اتجاه يؤكد على الصعوبات المنهجية التي تعترض المؤرخ أهمها مشكل المسافة الزمنية بين الحاضر المعاش والماضي المستعاذ. وهو ما يؤكد آرون. ويمكن القول أن مشكل التاريخ كمجال معرفي دقيق لا ينفصل عن باقي العلوم الإنسانية، التي رغم طموحها لتحقيق الصرامة العلمية، لكن العوائق الإبستمولوجية المرتبطة بالماضي وبالوثائق وكذلك ذاتية الباحث تجعل الأمر معقدا وصعبا.



السبت، 20 يناير 2024

تأطير إشكالي لمفهوم التاريخ

 

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باكالوريا ( الشعبة الأدبية)

مجزوءة: الوضع البشري

 




وضعية مشكلة:

" أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرحال. وتسمو إلى معرفته السوقة والأغفال. وتتنافس فيه الملوك والأقيال. ويتساوى في فهمه العلماء والجهال، إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمو فيها الأقوال. وتضرب فيها الأمثال. وتطْرَفُ بها الأندية إذا غصها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال. واتسع للدول فيها النطاق والمجال. وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال. وحان منهم الزوال. وفي باطنه نظر وتحقيق. وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق. فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق وجدير بأن يعد في علومها وخليق."

عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة، تحقيق عبد السلام الشدادي، بيت الفنون والعلوم والآداب، الدار البيضاء، 2005، الجزء الأول، ص9.

 

 في هذا النص يتحدث ابن خلدون عن فوائد علم التاريخ الكثيرة. ويميز بين ظاهر التاريخ الذي هو في نظره مجرد سرد لأخبار الدول والأمم السابقة، وبين باطن التاريخ وهو بحث في الأسباب والكيفيات التي تصير بها الوقائع، وهو ما يسميه بعلم العمران. لذلك نتساءل: لماذا يهتم الإنسان بالتاريخ؟ وكيف تتحرك الأحداث التاريخية؟ وما دور الإنسان فيها؟

تقديم إشكالي

يقصد بالتاريخ في الاصطلاح " تعريف بالوقت الذي تضبطه الأحوال والوقائع المرتبطة بالإنسان".

أما تعريفه الفلسفي فهو "سلسلة الأحداث والوقائع التي تنتهي إلى ما في الإنسانية."

ويتبين من خلال اشتغالنا على مفهوم الشخص والغير على أن الوضع البشري يتميز كذلك ببعد آخر هو البعد الزمني التاريخي.

ويشير التاريخ إلى كل الأحداث الماضية. وهو عبارة عن سيرورة فكل من الأنا والغير يخضعان إلى هذه السيرورة، باعتبارها مجموعة من التحولات والتغيرات التي تؤثر على الفرد وعلى المجتمع. فالإنسان كائن تاريخي بامتياز: يعي تاريخه (الوعي التاريخي). ويساهم في صنع أحداثه باعتباره مجال لحرية الإنسان. وهذا ما يضعنا أمام مجموعة من المفارقات:

أولا: يحيل التاريخ إلى أحداث الماضي وتتطلب المعرفة التاريخية استحضاره بناء تلك الأحداث في الحاضر.

ثانيا: تسير الأحداث التاريخية حسب ما يريده الإنسان لأنه صانعها أي أنها تخضع لمنطق ما لكنها أيضا تتعالى على الإنسان وتنفلت من قبضته فتسقط في الصدفة والعرضية.

ثالثا: يعي الإنسان تاريخه ويصنعه كمجال لتجديد حريته لكنه في المقابل خاضع للتاريخ وصنيعة له.

ويمكن من خلال هذه التقابلات والمفارقات صياغة الإشكاليات التالية:

أولا: إذا كان التاريخ يحيل إلى أحداث الماضي فيكيف يمكن معرفة أحداث مضت؟ وماهي الصعوبات المنهجية التي تعترض عملية بناء المعرفة التاريخية في الحاضر؟

ثانيا: هل الأحداث التاريخية تسير وفق منطق معروف سلفا منذ البداية أم أن أحداث التاريخ لا منطق لها وإنما هي نتيجة للصدفة والعرضية؟

ثالثا: ما هو دور الإنسان في التاريخ؟ هل الإنسان باعتباره كائنا حرا أم أن التاريخ هو الذي يصنع الإنسان؟

محاور المفهوم:

المحور الأول: المعرفة التاريخية

المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم

المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ