samedi 20 janvier 2024

تأطير إشكالي لمفهوم التاريخ

 

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باكالوريا ( الشعبة الأدبية)

مجزوءة: الوضع البشري

 




وضعية مشكلة:

" أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرحال. وتسمو إلى معرفته السوقة والأغفال. وتتنافس فيه الملوك والأقيال. ويتساوى في فهمه العلماء والجهال، إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمو فيها الأقوال. وتضرب فيها الأمثال. وتطْرَفُ بها الأندية إذا غصها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال. واتسع للدول فيها النطاق والمجال. وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال. وحان منهم الزوال. وفي باطنه نظر وتحقيق. وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق. فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق وجدير بأن يعد في علومها وخليق."

عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة، تحقيق عبد السلام الشدادي، بيت الفنون والعلوم والآداب، الدار البيضاء، 2005، الجزء الأول، ص9.

 

 في هذا النص يتحدث ابن خلدون عن فوائد علم التاريخ الكثيرة. ويميز بين ظاهر التاريخ الذي هو في نظره مجرد سرد لأخبار الدول والأمم السابقة، وبين باطن التاريخ وهو بحث في الأسباب والكيفيات التي تصير بها الوقائع، وهو ما يسميه بعلم العمران. لذلك نتساءل: لماذا يهتم الإنسان بالتاريخ؟ وكيف تتحرك الأحداث التاريخية؟ وما دور الإنسان فيها؟

تقديم إشكالي

يقصد بالتاريخ في الاصطلاح " تعريف بالوقت الذي تضبطه الأحوال والوقائع المرتبطة بالإنسان".

أما تعريفه الفلسفي فهو "سلسلة الأحداث والوقائع التي تنتهي إلى ما في الإنسانية."

ويتبين من خلال اشتغالنا على مفهوم الشخص والغير على أن الوضع البشري يتميز كذلك ببعد آخر هو البعد الزمني التاريخي.

ويشير التاريخ إلى كل الأحداث الماضية. وهو عبارة عن سيرورة فكل من الأنا والغير يخضعان إلى هذه السيرورة، باعتبارها مجموعة من التحولات والتغيرات التي تؤثر على الفرد وعلى المجتمع. فالإنسان كائن تاريخي بامتياز: يعي تاريخه (الوعي التاريخي). ويساهم في صنع أحداثه باعتباره مجال لحرية الإنسان. وهذا ما يضعنا أمام مجموعة من المفارقات:

أولا: يحيل التاريخ إلى أحداث الماضي وتتطلب المعرفة التاريخية استحضاره بناء تلك الأحداث في الحاضر.

ثانيا: تسير الأحداث التاريخية حسب ما يريده الإنسان لأنه صانعها أي أنها تخضع لمنطق ما لكنها أيضا تتعالى على الإنسان وتنفلت من قبضته فتسقط في الصدفة والعرضية.

ثالثا: يعي الإنسان تاريخه ويصنعه كمجال لتجديد حريته لكنه في المقابل خاضع للتاريخ وصنيعة له.

ويمكن من خلال هذه التقابلات والمفارقات صياغة الإشكاليات التالية:

أولا: إذا كان التاريخ يحيل إلى أحداث الماضي فيكيف يمكن معرفة أحداث مضت؟ وماهي الصعوبات المنهجية التي تعترض عملية بناء المعرفة التاريخية في الحاضر؟

ثانيا: هل الأحداث التاريخية تسير وفق منطق معروف سلفا منذ البداية أم أن أحداث التاريخ لا منطق لها وإنما هي نتيجة للصدفة والعرضية؟

ثالثا: ما هو دور الإنسان في التاريخ؟ هل الإنسان باعتباره كائنا حرا أم أن التاريخ هو الذي يصنع الإنسان؟

محاور المفهوم:

المحور الأول: المعرفة التاريخية

المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم

المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire