الفئة المستهدفة : 2 بكالوريا جميع الشعب
مجزوءة : الوضع البشري
مفهوم: الغير
تأطير إشكالي:
يقصد المعرفة الفعالية الفكرية التي يدرك من خلالها
الفكر موضوعا ما، سواء كان موضوعا جامدا أو ذات أخرى. ويعالج هذا
المحور قضية معرفة الغير، ويحيل هذا الإشكال على عدة مفارقات: الذات/الموضوع، الجانب
الداخلي/الجانب الخارجي، معرفة يقينية / معرفة نسبية.
من خلال هذه المفارقات نستنتج مجموعة من التساؤلات: هل
معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟ إن كان الجواب بالإيجاب فكيف يتم ذلك؟
التصور الوجودي: معرفة الأنا للغير معرفة
مستحيلة
يؤكد سارتر على استحالة معرفة الأنا للغير بسبب النظرة التشييئية،
فالأنا تنظر إلى الغير كموضوع خارجي وتسلبه كل معاني الوعي، والإرادة والمسؤولية،
فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وتلقائية، وما أن ينتبه إلى أن أحدا ما
يراقبه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. إن حالة التحول هاته
هي التي تجعل من معرفة الأنا للغير معرفة خارجية وسطحية لا ترقى إلى المعرفة
اليقينية الحقة.
التصور العقلاني: نيكولا مالبرانش معرفة
الأنا للغير معرفة تخمينية
يؤكد مالبرانش على صعوبة معرفة الغير لأنه ذات أخرى مختلفة عنا، وأقصى ما يمكن بلوغه هو محاولة إسقاط فرضيات تدعي أن ما نشعر به هو نفسه ما يشعر به الآخرون مادام أنهم من نفس فصيلتنا، إلا أن مبدأ الإسقاط والمماثلة هذا، ليس فعالا لمعرفة الغير، خاصة، حين يتعلق الأمر بالأحاسيس والانفعالات الذاتية. وبالتالي فمعرفة الغير تظل معرفة احتمالية تخمينية وليست معرفة يقينية، مادام أن الأنا لا تستطيع أن تنفذ إلى أعماق الغير لإدراك حقيقة مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته.
التصور الفينومينولوجي : موريس ميرلوبونتي
يرى ميرلوبونتي أن نظرة الغير لا تحول الأنا إلى موضوع،
كما أن نظرة الأنا إل الغير لا تحوله إلى موضوع، إلا إذا كان أحد الطرفين مجهولا
بالنسبة إلى الآخر أو متعاليا عليه، ولكن ما أن يهم الغير بالحديث إلى الأنا أو
العكس، حتى ينشأ نوع من التواصل والحوار بينهما، مما يؤدي إلى تحقيق معرفة يقينية
ببعضهما البعض، أساسها التعاون والمشاركة. فالأنا ، حسب ميرلوبونتي، قادرة على
معرفة الغير، والنفاذ إلى أعماقه إذا تخلت عن تعاليها، وحققت شرط التواصل اللغوي
والوجداني معه، واعترفت به كذات واعية، حرة ومستقلة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire