أولا: مطلب الفهم (المقدمة)
انطلاقا من المفاهيم المتضمنة في هذا النص الفلسفي
قيد الاشتغال (الاجتماع البشري، المدنية،
الإنسان ...) يتضح لنا أنه يتموضع داخل مجال مجزوءة الإنسان، والذي يقصد
به الكائن العاقل والقادر على التمييز بين الخير والشر، وهو كائن متعدد الأبعاد (وعي،
رغبة ، مجتمع...) وهو من القضايا الكبرى في تاريخ الفلسفة منذ ظهورها في اليونان،
فهو حيوان سياسي عند أرسطو، ومقياس كل شيء عند السفسطائيين، و كائن مفكر عند
ديكارت وحيوان ميتافزيقي عند شوبنهور ...الخ. ويتأطر السؤال تحديدا
ضمن المجتمع: وهو " تجمع للناس في إطار علاقات متبادلة وقيم ومعايير
اجتماعية، تنظمهم مؤسسات ويتقاسمون هوية ثقافية مشتركة ويتبادلون مصالح مشتركة."،
وبالتمعن في النص الماثل أمامنا نجده يسلط الضوء على إشكالية أساس المجتمع
وبذلك فهو يفضي الى مفارقة واضحة تتمثل في أن الإنسان حينما يولد كفرد مستقل لكن
يجد نفسه في إطار جماعة. فالبعد الطبيعي في الإنسان هو حاجته إلى الآخر، لكن قد
يعيش منعزلا أحيانا. إذن استنادا إلى هذه المفارقة الفلسفية يمكننا
طرح مجموعة من الاشكالات من قبيل: كيف ينشأ
المجتمع الإنساني؟ هل على أساس فطري طبيعي؟ أم على أساس ثقافي مكتسب؟
ثانيا: مطلب التحليل
جوابا
عن الإشكال لمطروح أعلاه يقدم النص أطروحة فلسفية مفادها: أن أساس الاجتماع البشري
هو أساس طبيعي وضروري، فالإنسان لا يستطيع تحقيق حاجاته بمعزل عن الآخرين. يعتبر
الاجتماع الإنساني أو ما يسمى بالعمران البشري حياة جماعية للأفراد، تنبني على
التعاون والتضامن من توفير الغداء والأمن والاستقرار، ولا يستطيع الفرد لوحده أن
يحقق لنفسه هذه الاحتياجات دفعة واحدة، لأن طبيعة الفرد تد فعه إلى التعاون
والتعايش ضمن مجال مشترك مع الآخرين لذلك يمكن القول إن الإنسان مدني أو اجتماعي
بفطرته.
وقد وظف صاحب النص مجموعة من المفاهيم الفلسفية نذكر منها:
الاجتماع
الإنساني: وهو تجمع البشر في إطار مجتمع منظم وفقا لفطرتهم التي فطرهم الله عليها.
المدنية: بمعنى حالة التمدن والتحضر وهي نقيض
التوحش والحيوانية.
الإنسان: كائن مدني بطبعه بمعنى اجتماعي، لا
يستطيع العيش خارج إطار المجتمع.
العلاقة
التي تربط هذه المفاهيم هي علاقة تكامل وانسجام لأن
الإنسان كائن مدني بطبعه وبفطرته التي فطره الله عليها.
وإقناعنا
بصواب أطروحته اعتمد صاحب النص مسلكا حجاجيا، يمكن أن نميز فيه بين العمليات
التالية:
- المثال : حاول النص بيان موقفه بمثالين يتلخص
الأول في التعاون من أجل تحصيل قوت يوم. والمغزى المقصود من وراء توظيف هدا المثال
هو إثبات أطروحته. وتعلق المثال الثاني بالتعاون من أجل الدفاع عن النفس والسيطرة
على الطبيعة ويؤدي هدا المثال نفس الوظيفة التي أداها المثال الأول.
- بالحجاج المستند إلى سلطة: حاول النص الدفاع عن
أطروحته باعتماد حجة نقلية تتمثل في الاستشهاد بالقول الفلسفي للفلاسفة القدماء
(أفلاطون أرسطو) فقد عمد النص إلى ذلك لأجل الإقناع. والقول الذي تم الاستشهاد به
هو "الإنسان مدني بالطبع".
ثالثا: مطلب المناقشة
يتبين مما سبق إن الدافع إلى تأسيس المجتمع دافع فطري اقتضته طبيعة الإنسان،
وتتجلى القيمة الفلسفية لأطروحة النص في التركيز على البعد الفطري للاجتماع
الإنساني، أما من الناحية التاريخية فالنص نموذج لتصور الفكر الإسلامي لمسألة
الاجتماع الإنساني، وهو الفكر الذي تأثر بالفلسفة اليونانية، وابن خلدون حاول
تأسيس علم يفهم تطور التاريخ والمجتمع الإنساني. لكن إلى أي حد يمكن القبول بهذا
التصور كإجابة وحيدة ممكنة لمعالجة الإشكال المطروح؟ أليست هناك تصورات فلسفية
أخرى مدعمة او معارضة لهدا التصور؟ في سياق الإجابة عن التساؤل يمكن أن نقف
عند التصور اليوناني والدي استشهد به صاحب النص ويتعلق الأمر بأرسطو Aristoteيؤكد
هذا الفيلسوف أن الإنسان اجتماعي بفطرته، لذلك يعتبر المجتمع استجابة تلقائية
للفطرة الإنسانية، إن الإنسان يميل إلى التعاون والتآزر قصد تلبية حاجياته
الأساسية، من هنا نشأت قرى ومدن ودول وهذه التجمعات تمثل تحقيق للذات الإنسانية
وإكمالا لماهية الإنسان.
ومن منطلق آخر، أن الاجتماع الإنساني لم يكن طبيعيا ولا ضروريا، ويمكن أن نستحضر في هذا الصدد المواقف التعاقدية التي أقرت بأن الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع والسياسة كان عبر تعاقد اجتماعي. فقد كان الإنسان يعيش حالة سماها فلاسفة التعاقد الاجتماعي (جون لوك، باروخ اسبينوزا، توماس هوبز جان جاك روسو) بحالة الطبيعية، وهي حالة يختلف بخصوصها فلاسفة التعاقد، فهناك من يرى أن حالة حرب، وهناك من يرى أنها حالة حرية أمن، وهناك من يرى أن حالة الشهوات. وعلى العموم، فهم يتفقون في كون الإنسان قد انتقل من تلك الحالة التي هي حالة الطبيعة إلى حالة المدنية والاجتماع عبر عقد اجتماعي، الذي هو عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وأخلاقي يقوم على اتفاق الأفراد فيما بينهم لتدبير الشأن العام بواسطة المؤسسات والقوانين. ولتوضيح ضرورة الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المدنية نستحضر قول واحد من فلاسفة التعاقد الاجتماعي وهو الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو. فقد ذهب هذا الأخير في كتابه العقد الاجتماعي، إلى أن أساس المجتمع هو اتفاق وتعاقد بين الناس، هو ما يصطلح عليه عادة بالعقد الاجتماعي. واقد انتقال الانسان إلى حالة المدنية لأن الأفراد في حالة الطبيعية كانت تغلب عليهم الأنانية، ولم يكونوا ليحصلوا الكثير من المزايا إلا بالانتقال إلى حالة المدنية. يقول روسو في هذا الصدد: “إنه وإن يكن قد حرم، في هذه الحال (حال المدنية) مزايا كثيرة استمدها من الطبيعة، فلقد اكتسب بدلا منها مزايا أخرى كبيرة: لقد انجلت قواه العقلية ونمت، وتسعت أفكاره، ونبلت عواطفه، وسمت نفسه كلها حتى إنه كان يجب عليه أن يبارك، بلا انقطاعـ الساعة السعيدة التي انتزعته منه تلك الحياة إلى الأبد، والتي جعلت منه كائنا ذكيا، ورجلا، بعد أن كان حيوانا بليدا محدود الفهم“.
رابعا: مطلب التركيب
إن
المتأمل في كل ما سبق، لا يمكن إلا أن يخلص إلى أن الإنسان كائن اجتماعي، سواء كان
يميل إلى الاجتماع بطبيعته وفطرته كما ذهب إلى ذلك عبد الرحمان بن خلدون،
والفيلسوف اليوناني أرسطو، أو بإرادته واختياره وانطلاقا من الاتفاق والتعاقد كما
ذهب إلى ذلك فلاسفة التعاقد الاجتماعي. ومنه يمكن أن نؤكد على ضرورة المجتمع
وأهميته، فهو بمثابة الحضن الذي يجد فيه الفرد الحماية والرعاية والأمن، وانطلاقا
من هذا القول وجب التأكيد على ضرورة تأسيس المجتمع على أسس أخلاقية تضمن العيش
المشترك وأسس سياسية تساهم في حفظ المصالح العامة وتدبير الأزمات والخلافات بين
الأفراد.
وفي
الأخير نتساءل: ما هي العلاقة بين الفرد والمجتمع؟
أخطاء منهجية تحليل نص فلسفي:
- يجب
تجنب نسخ محتويات النص وترديد بعض محتوياته.
- يجب
الاهتمام بجوهر وأساسيات النص وعدم الانسياق وراء العموميات التي يتحدث عنها النص.
- أفهم
النص جيدا فسوء الفهم للنص هو إهمال وخروج عن التحليل الصحيح للنص يمكن أن يؤدي بك
الى التحدث بشكل عمومي وسرد قضايا أخرى بعيدة عن النص.
- عند
الاعتماد على حجج وبراهين أخرى يجب أن تكون موثقة حتى يتم تجنب السقوط في الأحكام
الاعتباطية والمسبقة.
-
عند التحليل يجب استخدام المسودة ففيها يتم وضع النقاط كرؤوس أقلام وبشكل مختصر
جدا، ولكن ما بعد المسودة أي تحرير النص وتحليله يجب الابتعاد عن الاختصار بقدر
الإمكان وأن لا تكتب بشكل رمزي فهذا لا يعتبر تحليلاً بذاته بل يصبح ضمن تلخيص
النص.
يكون الموضوع جيدا إذا استوفى الشروط التالية:
1. سلامة
اللغة وخلوها من الأخطاء الإملائية.
2.
حسن الانتقال والتخلص من فكرة إلى أخرى.
3.
الحرص على تنظيم الورقة على شكل فقرات.
4.
الكتابة بلغة مقروءة وواضحة / انسجام وتماسك الفقرات/ احترام علامات الوقف
والترقيم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire