‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس 2 باك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس 2 باك. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 7 فبراير 2024

المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك " الشعبة الأدبية"

مجزوءة: المعرفة

مفهوم: مسألة العلمية في العلوم الإنسانية



نموذج تحليل قولة فلسفية  مرفقة بسؤال:

" إن العلوم الإنسانية تجد نفسها في وسط الطريق بين التفسير والتنبؤ"

حلل هذه القولة مبرزا المنهج الملائم لدراسة الظاهرة الإنسانية هل هو التفسير أم الفهم؟

المقدمة:

        حاول الإنسان منذ أن وجد فهم وتفسير الظواهر المحيطة به، لذلك يسمى بالكائن العارف، ولقد بدأت محاولاته الأولى في تفسير العالم منذ نشأة الفلسفة في اليونان التي تجاوزت التفسيرات الأسطورية (الميتوس)، وذلك من خلال اعتماد العقل والبرهان (اللوغوس)، لكن رغم هذه المحاولة إلا أن الفلسفة لم تستطع إعطاء حقائق يقينية نهائية نظرا التجريدي والتأملي. وهذا ما حاولت العلوم تداركه بانفصالها عن الفلسفة خلال القرن 17م، وقد حققت نتائج باهرة وذلك باعتماد النظرية (الرياضيات) والتجربة. وقد حاولت العلوم الإنسانية إنتاج معرفة علمية عن الإنسان، خلال القرن 19م، بعد انفصالها بدورها عن الفلسفة، لكن اعترضتها مجموعة من العوائق الإبستمولوجية، وأهمها تلك المتعلقة ب"المنهج". والقولة الماثلة أمامنا، تندرج ضمن هذا الإطار الإشكالي أي "مجال إنتاج المعرفة العلمية حول الإنسان". وتعالج بالتحديد قضية التفسير والفهم في العلوم الإنسانية." ويحيل على عدة مفارقات: الذات/الموضوع، التفسير/الفهم السبب/ النتيجة، الثابت / المتغير...

وبناء على هذه المفارقات نستنتج التساؤلات التالية:

ما هو المنهج الملائم لدراسة الظواهر الإنسانية؟ هل هو منهج الفهم؟ أم منهج التفسير؟ هل الظاهرة الإنسانية تفسر وبالتالي تخضع لقانون السببية مثلها في ذلك مثل الظاهرة الطبيعية؟ أم أن الظاهرة الإنسانية تفهم؟ نظرا لخصوصيتها؟ ألا يمكن حينما نستعمل منهج الفهم أن نسقط في الذاتية وبالتالي تغيب عنا الموضوعية التي هي أساس العلمية؟

مطلب التحليل:

           جوابا على هذه الأسئلة المطروحة أعلاه، يؤكد صاحب القولة على أن العلوم الإنسانية تتأرجح بين التفسير والتنبؤ، أي أنها تبقى وسط الطريق، عكس العلوم الحقة التي حققت تقدما بفضل عمليتي التفسير والتنبؤ، وهو الأمر الذي يجعل العلوم الإنسانية في وضعية إبستمولوجية غير مستقرة.

معنى ذلك أن الظاهرة الإنسانية لا يمكن تفسيرها، بطريقة منهجية، كما أن المشتغل في حقل العلوم الإنسانية لا يستطيع أن يعمم النتائج المتوصل إليها، أي انه لا يستطيع التنبؤ بالظاهرة

وقد استثمر صاحب القولة جملة من المفاهيم الفلسفية أهمها مفهوم العلوم الإنسانية، ويقصد بها العلوم التي تدرس الإنسان، كعلم الاجتماع وعلم النفس. والتي ظهرت خلال القرن 19م على يد الوضعيين أمثال (كونت، دوركهايم..)، وحاولت تأسيس معرفة علمية للظواهر النفسية والاجتماعية والتاريخية. وكذلك مفهوم التفسير الذي يقصد به الكشف عن الأسباب والعلاقات المتحكمة في ظاهرة ما. ومفهوم التنبؤ وهو افتراض حدوث ظاهرة محددة بناء على قانون سببي.

إن العلاقة بين هذه المفاهيم هي علاقة تقابل وتعارض. لأن العلوم الإنسانية تظل في وضعية ابستمولوجية بين التفسير والتنبؤ.

برجوعنا إلى القولة نجدها تؤكد على أن العلوم الإنسانية تظل في وضعية ابستمولوجية متأرجحة بين التفسير والتنبؤ، وبالتالي لا تستطيع أن تقتدي بالعلوم الطبيعية لأن هذه الأخيرة لا تستطيع أن تفسر وتنبؤ في نفس الوقت، وهذا ما تعجز عنه العلوم التي تعنى بالإنسان لأن وضعيتها الإبستمولوجية معقدة نظرا لتداخل الذات والموضوع أو ما يسميه بياجي ب " تمركز الذات حول ذاتها"، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وقوف العالِم الإنساني في منتصف الطريق بين التفسير والتنبؤ.

ونجد لهذه القولة حضورا قويا عند الأنثروبولوجي الفرنسي كلود ليفي ستروس، الذي يؤكد على أن العلوم الإنسانية لم تستطع لحد الآن، المضي بعيدا، فهي لا تقدم سوى تفسيرات فضفاضة وعامة تفتقد للدقة والموضوعية اللازمة في مجال العلم الحق. كما أنها لا تستطيع التوقع بشكل يقيني وأكيد. والسبب في ذلك راجع إلى الوعي، فالوعي بالظاهرة الإنسانية مكن من تحقيق الفصل بين الذات والموضوع. لكن هذا الوعي يكون سلبيا في حالة الموضوع الملاَحظ، فالإنسان حينما يحس أنه موضوع ملاحظة تجريبية قد يغير ذلك من مسار التجربة ويؤثر على موضوع الدراسة.

فمثلا عندما حاول دوركهايم تفسير ظاهرة الانتحار من وجهة نظر اجتماعية، فإننا لا يمكن أن نقول بأن نظريته صحيحة مائة في المائة، رغم بيان أسباب الانتحار فإننا لا يمكن أن نقول بأن نظرية صحيحة مائة فالمائة رغم بيان أسباب الانتحار فإننا لا نستطيع القول إن التفسيرات التي قدمها دوركهايم ترقى لمستوى الحقيقة العلمية الموضوعية.

أما في العلوم الحقة فهي على العكس تماما فبفضل المنهج التفسيري نستطيع أن نكشف عن أسباب الظاهرة ونتنبأ بها في نفس الوقت. فمثلا تبخر الماء، دوران الكواكب، سقوط الأجسام، ظاهرة الكسوف والخسوف...

من خلال تحليل هذه القولة يتبين لنا إذن أنها تراهن على أن المنهج التفسيري تعترضه مجموعة من العوائق الإبستمولوجية أهمها عجزه عن التنبؤ، وعدم دقته تفسيراته، إذن نتساءل: هل هذا معناه أن الإنسان لا نستطيع تفسير سلوكه وبالتالي وجب فهمه وبالتالي فالمنهج التفهمي هو المنهج الملائم لدراسة العلوم الإنسانية؟

مطلب المناقشة:

         قبل الخوض في مناقشة هذه القولة لابد من التأكيد أولا على قيمتها الفلسفية والتاريخية. فهي تعبر بوضوح عن موقف بنيوي معاصر، يؤكد على المنهج التفسيري تعترضه صعوبات كما أنها تعبر عن رأي واحد من أهم المشتغلين في حقل العلوم الإنسانية وهو كلود ليفي ستروس، فهذا الموقف إذن يعبر عن موقف واحد من المشتغلين في حقل العلوم الإنسانية خاصة الأنثروبولوجيا الثقافية وقد مارس عمله في الميدان لمدة طويلة.

لكن رغم أهمية هذه القولة إلا أن هناك مجموعة من المواقف الأخرى، فمن جهة يؤكد الاتجاه الوضعي ( إميل دوركهايم، أوغست كونت) على أن الإنسان قابل للتحديد العلمي الدقيق مادام جزءا من الطبيعة لذلك فهو يخضع لقوانين الطبيعة ويقبل التجريب، لذلك في فإن الظاهرة الإنسانية قابلة للتفسير السببي مثلها مثل باقي العلوم وهو ما حاول دوركهايم تطبيقه على مجموعة من الظواهر الإنسانية التي درسها باعتماد مؤشرات إحصائية ودراسات ميدانية تجريبية وفي اتجاه آخر يحضر موقف كارل بوبر الذي يؤكد بدوره على صعوبة تطبيق منهج التفسير لأن في نظره المنهج الملائم هو منهج الفهم، لأن الإنسان يُفهم ولا يُفسر، والظواهر المرتبطة به ليست ثابتة، بل إنها متغيرة باستمرار في الزمان والمكان فهي تتميز بالحركة  والتغير والنسبية التاريخية، الشيء الذي يجعل منها ظواهر غير قابلة للتفسير العلمي والدراسة.

مطلب التركيب:

          من خلال تحليلنا ومناقشتنا للقولة نخلص إلى أن إشكالية التفسير والفهم في العلوم الإنسانية قد أفرزت مجموعة من المواقف المتعارضة، فمن جهة يوكد صاحب القولة على صعوبة التفسير السببي، إلا أنه من جهة أخرى يعتبره الوضعيون منهجا مناسبا، أما كارل بوبر فإنه يعتبر أن المنهج المناسب هو منهج الفهم وليس منهج التفسير وربما هو الموقف الذي يثبت صحته نظرا لأن الإنسان كائن متعدد الأبعاد. وليس كائنا ذو بعد واحد كما يقول الفيلسوف الأمريكي هربرت ماركيوز. وفي الأخير نتساءل: هل معيار قياس علمية النظريات في العلوم الإنسانية هو مقارنتها بالعلمية الخاصة بالعلوم الحقة؟

الجوانب الشكلية :  تنظيم الورقة +  اللغة + تماسك الموضوع

 

 


الاثنين، 5 فبراير 2024

المحور الأول: موضعة الظاهرة الإنسانية

 



المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك " الشعبة الأدبية"

مجزوءة : المعرفة 

مفهوم: مسألة العلمية في العلوم الإنسانية

تأطير إشكالي للمحور:

يقصد بالموضعة الإجراءات المنهجية التي تهدف إلى تعيين ظاهرة ما أو مجموعة من الظواهر كموضوع علمي متمايز ومنفصل عن الذات الدارسة وهو المشكل المطروح في العلوم الإنسانية الذي يتميز بتداخل الذات والموضوع.

فكيف يمكن للظاهرة الإنسانية أن تصبح موضوعا للعلم أي موضوعا للدراسة المنهجية؟

ألا يشكل تداخل الذات والموضوع عائقا أمام تحقيق الموضوعية العلمية في العلوم الإنسانية؟

إلى أي حد استطاعت العلوم الإنسانية موضعة الظاهرة الإنسانية؟

تصور النزعة الوضعية: موضعة الظاهرة الإنسانية ممكنة

حاولت النزعات الاختبارية الوضعية موضعة الظاهرة الإنسانية والتعامل معها باعتبارها شيئا موضوعيا ومستقلا عن الذات وهذا ما نجده عند مؤسس الفلسفة الوضعية ومؤسس علم الاجتماع " أوغست كونت"، الذي أطلق على علم الاجتماع " الفيزياء الاجتماعية"، رغبة منه في اتخاذ العلوم التجريبية نموذجا يقتدى به علم الاجتماع في سعيه نحو موضعة الظواهر الاجتماعية والتفسير العلمي الموضوعي لها بمنهج علمي وضعي بعيد عن كل تأثير لاهوتي، أو ميتافزيقي وهو نفس التوجه الذي اختاره عالم اجتماع فرنسي آخر هو " إميل دوركهايم" الذي طلب بضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية باعتبارها أشياء حيث يطلب عالم الاجتماع أن يتجه نحو موضعة الظواهر الاجتماعية ودراستها كأشياء خارجية مستقلة عن وعي وإرادة الأفراد وتفسيرها بالعوامل الاجتماعية الموضوعية وباعتماد طرق وأدوات منهجية إحصائية واستقرائية تساعد على تحقيق الدقة والموضوعية.

الموقف البنيوي: أطروحة جون بياجي: صعوبة موضعة الظاهرة الإنسانية

يؤكد جون بياجي على صعوبة موضعة الظاهرة الإنسانية لأنها ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد تتداخل فيها الذات بالموضوع حيث أن الإنسان الملاحِظُ هو جزء من الموضوع الملاَحظ، بالإضافة إلى غياب شرط الحياد والموضوعية، حيث تبقى الذات الدارسة محكومة بمواقفها الفلسفية وتوجهاتها الإيديولوجية والتي غالبا ما تؤثر في الظاهرة الإنسانية ودراستها، الشيء الذي يجعل من عملية الموضعة عملية صعبة جدا. يقول بياجي : " إن الوضعية الإبستمولوجية المركزية في علوم الإنسان تكمن في كون الإنسان ذاتا وموضوعا، مما يجعل الموضوعية تعترضها صعوبات...".



الجمعة، 2 فبراير 2024

تأطير إشكالي لمفهوم العلوم الإنسانية

 


 المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك " الشعبة الأدبية"

مجزوءة : المعرفة

وضعية مشكلة:

" لعلنا نستطيع كتابة تاريخ للمغرب، بما في ذلك تاريخه الحديث، باعتباره تتاليا للنماذج المجتمعية المختلفة (اللاهوتية، والقبلية، و القائدية، والصناعية)، تحاول القضاء على المجتمع الأبوي الذي لايزال يقاوم، ولم يترك بعد مكانه نهائيا. يستحق كل نموذج مجتمعي من هذه النماذج المجتمعية وصفا وتاريخا. وبإمكاننا، في انتظار ذلك، جعلها تتابع هكذا: المجتمع الأبوي، فالمجتمع القبلي، ثم المجتمع القائدي والمجتمع الصناعي. ويبقى على الباحثين تحديد عمقها التاريخي وتداخلاتها لاحقا، وبعد ذلك تتدخل عوامل التراتب الاجتماعي كالسن، والجنس، والانتماء القبلي. "

بول باسكون، الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، ضمن: ثلاثون سنة من البحث السوسيولوجي بالمغرب، نشر المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، عدد 15-156، 1986 ص: 214-215

من خلال هذا المقطع يتحدث عالم الاجتماع المغربي بول باسكون، عن الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، وقد وظف مقاربة علمية تتجاوز النظرة التقليدية سواء الدينية أو الفلسفية للمجتمع المغربي، وحاول جمع مجموعة من العوامل التي تحدد طبيعة البنية الاجتماعية، التي توجه العلاقات بين الأفراد في المجتمع، مثل طبيعة الاقتصاد، وعلاقات الإنتاج، والسلطة، والدين. ليخلص في النهاية أن المجتمع المغربي، ليس رأسماليا ولا اشتراكيا ولا دينيا لاهوتيا، بل هو مجتمع تتداخل فيه عدة نماذج، تتداخل فيها القبيلة والزاوية والإقطاع والمصنع.

الطرح الإشكالي:

من خلال هذه الوضعية يمكن أن نطرح عدة تساؤلات تكون بمثابة موجه لدرس العلمية في العلوم الإنسانية:

كيف توصل باسكون لهذه النتائج؟ هل هذه النتائج قابلة للتعميم على كل المجتمعات أم أنها خاصة بالمجتمع المغربي فقط؟

إن كانت غير قابلة للتعميم هل هي نتائج علمية دقيقة؟ ما هي الخلفية التي حكمت عمل بول باسكون هل هي خلفية علمية حقا، أم خلفية إيديولوجية وسياسية؟ هل عالم الاجتماع يمكن أن يفصل بين توجهه الإيديولوجي السياسي وبين اشتغاله العلمي؟



الثلاثاء، 30 يناير 2024

منهجية تحليل سؤال إشكالي مفتوح 2 باك

 

الفئة المستهدفة: 2 باك " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة:  المعرفة



ما المقصود بالسؤال الإشكالي المفتوح؟

تعريف: السؤال الإشكالي المفتوح تساؤل فلسفي يتضمن مفارقة واحدة، ويحيل على موقفين فلسفيين أو علميين مختلفين على الأقل. يتميز السؤال الإشكالي عن السؤال العادي أو المعرفي ب:

الإحالة المباشرة أو غير المباشرة على أكثر من موقف فلسفي أو علمي.

تضمنه لمفارقة أو أكثر (هذا مع العلم أن الصيغة التي يطرح بها قد تكون متضمنة للمفارقة، كما يمكن حذف أحد طرفيها، إلا أنه أثناء الإجابة يجب استحضارها.

كيف أجيب عن السؤال الإشكالي المفتوح؟

ملاحظة: السؤال الإشكالي: هو الاختيار الأول من ضمن الاختيارات الثلاثة التي يأتي بها الامتحان.

يحيل السؤال، بشكل مباشر أو غير مباشر، على موقف فلسفي أو علمي من المواقف المكونة للمقرر.

يأتي السؤال منفرد دون أن يرفق بشيء آخر، فهو في حد ذاته سؤال يحتاج إلى جواب (التحليل والمناقشة)

على مستوى المعالجة، يتم تتبع نفس خطوات تحليل النص والقولة، مع وجود بعض الاختلافات.

أثناء معالجة السؤال، يجب   جنب العبارات: نعم، لا، فهذه صيغ تقريرها يرفضها السؤال.

من أجل تحليل السؤال الإشكالي المفتوح نقوم باتباع الخطوات التالية:

أولا: مطلب الفهم

نقوم فيه ب:

1.تمهيد مناسب للسؤال: تأطير عام له، يتم الأخذ فيه بعين الاعتبار موضوعه ومجال انتمائه (المجزوءة والمفهوم)

2. توسيع السؤال الإشكالي: اعتباره السؤال الأصل، ثم محاولة صياغة أسئلة فرعية انطلاقا منه، وذلك لغرض تحديد الإشكالية الواردة فيه. (تحديد أبعاد السؤال الأصلي)

ثانيا: مطلب التحليل

1.شرح المفاهيم والمفردات المكونة للسؤال، مع تبيان العلاقات الموجودة بينها.

2.تحديد الأطروحة أو الأطروحات التي يحيل عليها السؤال مع شرحها وتوضيحها (تلافيا للوقوع في الخطأ، يستحسن عدم ذكر أصحابها، حتى ولو كانت تتشابه مع مواقف سبق لك الوقوف عليها في الدرس)

3.البناء الحجاجي للمضامين الفلسفية مع إمكانية افتراض حجج واقعية (براهين واستدلالات واقعية وعقلية/ أدلة وصفية وتاريخية/ أمثلة/ شهادات وأقوال الفلاسفة)

ملحوظة: في السؤال لا يتم تقديم أساليب بلاغية أو روابط لغوية ومنطقية.

ثالثا: مطلب المناقشة:

في المناقشة ينبغي فتح حوار بين الأطروحات التي يحيل عليها السؤال، وذلك لإبراز ما يلي:

وضع تمهيد قبل عرض المواقف لربط التحليل بالمناقشة.

ملحوظة: في السؤال هناك نوع واحد من المناقشة هو المناقشة الخارجية.

رابعا: مطلب التركيب  

نقوم في هذا المستوى بالعمليات التالية:

1.خلاصة موجزة ومركزة للأفكار والآراء التي تم التطرق لها في اللحظات السابقة.

2.إبداء الرأي في الموضوع مع تبرير ذلك بحجج وأدلة دامغة.

الجوانب الشكلية: يكون الموضوع جيدا إذا استوفى الشروط التالية:

1.سلامة اللغة وخلوها من الأخطاء الإملائية.

2.حسن الانتقال والتخلص من فكرة إلى أخرى.

3.الحرص على تنظيم الورقة على شكل فقرات.

4.الكتابة بلغة مقروءة وواضحة / انسجام وتماسك الفقرات/ احترام علامات الوقف والترقيم.

    نموذج تطبيقي:

 

السؤال: هل تتأسس النظرية على العقل أم على التجربة؟

 

مطلب الفهم: 4ن

وجب تأطير السؤال ضمن إطاره العام المتعلق بمجزوءة المعرفة، ثم مجاله الخاص المرتبط بمفهوم النظرية والتجربة ثم تحديد القضية الأساسية التي يعالجها وهي قضية التجربة والتجريب، وتضمين ذلك في شكل تمهيد مناسب يتضمن مفارقة. أي لابد أن يعطي التمهيد المبررات الكافية لطرح الإشكالية تعطي المبرر الكافي لطرح الإشكالية المتعلقة بالتجربة والتجريب.

           التمهيد:

         انطلاقا من المفاهيم المتضمنة في هذا السؤال الفلسفي قيد الاشتغال (العقل، النظرية، التجربة ...) يتضح لنا أنه يتموضع داخل مجال مجزوءة المعرفة، والتي تتناول القضايا الإشكالية والمنهجية المتعلقة بمجال العلوم. والمعرفة تقتضي ثلاث شروط أساسية، الذات العارفة، وموضوع المعرفة والمنهج العلمي. وقد تطورت المعرفة الإنسانية من معرفة قائمة على الحس كما هو الأمر مع التفسيرات الأسطورية البدائية للطبيعة، ثم انتقل اليونان بعدها للنظر للطبيعة نظرة عقلانية قائمة على اللغوس، لكن هذا التفسير اليوناني للكون كان ذا طابع ميتافزيقي (إهمال التجربة) وإحيائي (تشبيه الطبيعة بالكائن الإنساني). وهو ما عطل العلم قرونا عديدة خاصة مع هيمنة الكنيسة في أوروبا ودفاعها عن الحقيقة الدينية كتفسير وحيد للعالم. لكن مع ظهور الحداثة خلال القرن 17، ستنفصل العلوم عن الفلسفة وتؤسس لنفسها مناهجها الخاصة. وقد تم الاعتماد على منهجين أساسين، أول منهج استقرائي قائم على التجربة، ومنهج استنباطي قائم على العقل الرياضي. وهو موضوع هذا السؤال الماثل أمامنا، والذي يعالج مفهوم " النظرية والتجربة." بالتحديد قضية العقلانية العلمية. والتي تعني قدرة العقل على المعرفة وتفسير الظواهر وبلوغ الحقيقة.

المفارقة: لكن كما رأينا فهذا المفهوم يطرح عدة مفارقات: العقل / التجربة. المنهج الاستنباطي/ المنهج الاستقرائي. الحس/ العقل.

الإشكالية: هذه المفارقات تدفعنا لإعادة طرح السؤال على الشكل التالي: هل تتأسس النظرية على العقل؟ أم على التجربة؟ أم عليهما معا؟ وهل العقلانية العلمية هي عقلانية مطلقة ومنغلقة ومجردة؟ أم أنها عقلانية نسبية ومنفتحة ومطبقة؟

مطلب التحليل: 5ن

في التحليل نقوم بتحليل ألفاظ ومفاهيم السؤال، ونستخرج الأطروحة أو الأطروحات الضمنية أو المصرح بها في السؤال، ثم نقوم بالتوسع في أطروحة السؤال، وبنائها مضامينها الفكرية والحجاجية.

يمكن وضع خلاصة جزئية في نهاية التحليل وسؤال للانتقال نحو مطلب المناقشة.

شرح ألفاظ ومفاهيم السؤال والعلاقة بينها.

        إذن كخطوة أولية لمقاربة الإشكال الذي ينطوي عليه السؤال المطروح ومناقشة إشكالياته المطروحة أعلاه يقتضي الأمر الحسم مع الحروف والألفاظ والمفاهيم المؤثثة لبنيته حيث نجد أنه يفتتح بحرف استفهام هل يحمل في طياته سؤال استفهام للتخيير بين قضيتين متقابلتين يحتمل الإجابة عنها إما بنعم أو لا. أما مفهوم النظرية فيقصد به: مجموع الأطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكاملا في مجال معين (الفيزياء مثلا).  أما مفهوم التجربة فيعني: اللحظة المنهجية التي يتم فيها اختبار الفرضيات العلمية. أما العقل: فيقصد به المبدأ العام الذي يضفي الوحدة والنظام على كل المعارف والمعطيات الحسية. وتكمن العلاقة بين هذه المفاهيم في أنها علاقة تقابل، نظرا لإحالة التجربة على ما هو حسي من جهة، ثم إحالة العقل على ما هو نظري.

وهو ما يفضي بنا إلى أطروحتين فلسفيتين يحيل عليهما السؤال: الأولى تؤكد على أهمية العقل في تأسيس النظرية العلمية. والثانية تؤكد على دور التجربة في تأسيس النظرية العلمية. سنعتبر الأطروحة القائلة بأهمية التجربة هي الأطروحة الرئيسية.

فالتجربة هي الأساس الوحيد لتأسيس النظرية، مادام العقل صفحة بيضاء يملأ بالتجارب الحسية. إن كل الحقائق التي تم التوصل إليها كالجاذبية والحركة والتحولات الكيميائية وغيرها، إنما كانت بفضل التجارب التي قام بها العلماء، الذين تجاوزوا التأملات الميتافزيقية التي كان يقوم بها الفلاسفة في السابق، وأسسوا بذلك لمعرفة قائمة على المنهج الاستقرائي لذي يؤكد على أن المعرفة تبني من أسفل (يعني الظواهر التجريبية)، (نحو الأعلى يعني القوانين العلمية). ونجد هذا التصور حاضرا لدى الكثير من العلماء والفلاسفة التجريبيين أمثال كلود برنار مثلا، الذي عرف بدفاعه عن المنهج التجريبي، باعتبار الأساس الأولي لكل معرفة علمية والذي صاغ خطواته الأساسية:

أولا: الملاحظة: حيث يلاحظ العالم الظاهرة المراد دراستها. ثانيا: الفرضية: حيث يفترض تفسيرا أولا للظاهرة. ثالثا: التجربة: حيث يتحقق العالم من هذه الفرضية عبر التجربة وهي أهم مرحلة في هذا المنهج، حيث يجب على العالم أن يكون بمثابة آلة تصوير تصور كل الجزئيات المتعلقة بالتجربة. رابعا: استنتاج القانون العلمي: حينما تتطابق التجربة مع الفرضية، في حالة العكس يعيد العالم النظر في الفرضية ويصوغ فرضية جديدة.

ويمكن دعم هذا الموقف بعدة أمثلة من تاريخ العلم: فمثلا كل الاكتشافات العلمية خلال العصر الكلاسيكي للعلم، أي القرن 17 و 18م كان نتيجة المنهج التجريبي. بدءا بالنظريات الفلكية مع كبلر وغاليلي ونيوتن. ثم النظريات في مجال الكيمياء مع لافوازييه أو في مجال البيولوجيا مع داروين. كان المنهج التجريبي هو الوسيلة لبناء هذه المعارف العلمية.

يمكن القول إذن أن المنهج التجريبي هو الأساس لبناء النظرية العلمية. لكن هل المنهج التجريبي مازال قادرا على دراسة الظواهر الجديدة المعقدة في مجال الفيزياء مثلا؟

مطلب المناقشة: 5ن  

ينفتح التلميذ على مواقف معارضة لأطروحة السؤال. وفتح النقاش بينها وبين تصورات فلسفية معارضة أو مؤيدة.

 

    رغم أهمية الموقف التجريبي، إلا أن الظواهر ستتعقد في مجال العلم، بدءا من المنتصف الثاني من القرن 19 مع اكتشاف الذرة وعوالمها الميكروسكوبية، أو في ظل الظواهر الفلكية المايكروسكوبية، لذلك سيتصدع المنهج التجريبي الكلاسيكي، وسترتفع أسهم المنهج العقلاني، القائم على الخيال الرياضي، والذي يعطي الأهمية للقوانين الرياضية على المعطيات الإمبريقية التجريبية.

 أما ألبرت أينشتاين  فيؤكد على أن النظريات العلمية هي إنتاجات حرة للعقل البشري، فالعقل هو الذي يضفي على المعرفة العلمية تماسكها المنطقي، أما المعطيات التجريبية فهي مطالبة بأن تكون مطابقة للقضايا الناتجة عن العقل. فالعقل الرياضي وحده كفيل بتفسير الظواهر الطبيعيةـ دون حاجة إلى التجربة، التي لا تلعب غلا دور المرشد من جهة، والمطبق للفرضيات العقلية من جهة أخرى. يقول أينشتاين: " إن المبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في التجربة، بل في العقل الرياضي.". في ظل هذا التضارب، ألا يمكن القول أن الحوار بين العقل والتجربة هو الأساس لبناء العلم، وليس الصراع بين المنهجين العقلاني والتجريبي. هذا الموقف هو الذي سيؤكد عليه الإبستمولوجي الفرنسي، غاستون باشلار الذي ينتقد كلا النزعتين التجريبية والعقلانية، ويرفض اعتبار الواقع المصدر الوحيد لبلوغ النظرية العلمية، كما يرفض اعتبار العقل مكتفيا بذاته في بناء المعرفة العلمية. ويرى أنه لا يمكن تأسيس العلوم الفيزيائية دون الدخول في حوار بين العقل والتجربة. فلا يمكن في نظره بناء النظرية على العقل وحده أو على التجربة وحدها. يقول: " لا توجد عقلانية فارغة، كما لا توجد مادية عمياء".

مطلب الخاتمة:            

يُنتظر في هذه اللحظة أن يستنتج التلميذ نتائج وخلاصات حول ماتم تحليله ومناقشته. والإشارة إلى أهمية الإشكالية، وأخيرا مع الإدلاء برأيه الشخصي حول الموضوع والتأكيد على الطابع النسبي للفكر الفلسفي والعلمي.

     من خلال تحليلينا ومناقشتنا للسؤال الفلسفي أعلاه يتبين أن إشكالية العقلانية العلمية، قد أفرزت مجموعة من التصورات الفلسفية المتعارضة: فمن جهة يذهب الاتجاه الأول إلى أهمية التجربة في بناء النظرية العلمية. أما الاتجاه الثاني: فيؤكد على دور العقل الرياضي في تأسيس النظرية العلمية. أما غاستون باشلار فيؤكد على تصور توفيقي بين كلا الأطروحتين ويؤكد العلم المعاصر لا يؤمن بأي نزعة مغلقة سواء كانت تجريبية أو عقلانية لأن الحوار الجدلي بين العقل الرياضي والتجربة في المختبر هو ما يؤسس للنظرية العلمية.

وهو الموقف الذي نجده منسجما مع موقفنا من الإشكالية، لأن مجال العلم ليس مجال عقائد منغلقة بل هو مجال مفتوح لأن المعرفة العلمية معرفة مطلقة لكنها منفتحة على النسبية والتطور والخلق المستمر.

وفي الأخير نتساءل: كيف يمكن أن نتحقق من صدق وعلمية النظرية العلمية؟ بمعنى متى يمكننا القول إن النظرية العلمية خاطئة او صحيحة؟

الجوانب الشكلية: 3ن

يتم التركيز فيها على 3 شروط أساسية:

سلامة اللغة والخط 1ن

التماسك المنطقي للإنشاء 1ن

نظافة الورقة وتنظيمها 1ن

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاثنين، 29 يناير 2024

المحور الثاني معايير علمية النظريات العلمية

 

الفئة المستهدفة: 2 باك " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة:  المعرفة



إشكالية للمحور:

ما هو معيار علمية النظريات العلمية؟ هل هو مطابقة الواقع التجريبي؟ أم شرط التماسك المنطقي؟

التصور العقلاني: ألبرت أينشتاين: العقل هو معيار صلاحية النظرية العلم

يرى أن العقل وحده كاف في التحقق من صدق النظريات التي يستعصي عرضها على الاختبار التجريبي، فالتماسك المنطقي والترابط الداخلي لنظرية ما، هو المعيار الأساسي لإبراز صدقها وسلامتها. ذلك أنه من أجل التأكد من صحة نظرية علمية ما وجب النظر إلى البنية الداخلية لهذه النظرية من أجل إبراز الترابط والانسجام الموجود بين المقدمات والنتائج وبذلك يمكن التسليم بسلامة النظرية وصحتها.

التصور التجريبي: بيير دوهيم (التجربة هي معيار صلاحية النظرية العلمية)


يرى دوهيم أن تطاق نظرية فيزيائية ما مع الواقع عند إخضاعها للتجربة هو المعيار الوحيد للتأكد من صدقها وصحتها، فالحسم مع صحة وصلاحية النظرية العلمية، يقتضي إخضاعها للتجربة، فإن هي توافقت مع القوانين التجريبية تكون بذلك قد أصابت هدفها وأثبتت صلاحيتها. وإن لم تتوافق معها وجب تعديلها أو رفضها.

أطروحة كارل بوبر: قابلية التكذيب والتفنيد هو معيار صحة النظرية



يرى بوبر أن معيار التجريب ليس كافيا للتحقق من نظرية ما، لذلك وجب معرفة مدى قابليتها للتكذيب، فالنظرية التي لا تقبل التكذيب وتعتبر نفسها مُسَلَمَة مطلقة وصحيحة مائة في المائة، لا يمكن اعتبارها نظرية علمية صادقة، في حين إذا قام صاحب النظرية بوضع الاحتمالات الممكنة لتكذيب نظريته وأبرز إمكانات هدمها وتجاوزها يمكن قبولها مؤقتا كنظرية إن توافقت تنبؤاتها المسبقة مع ما تؤكده التجربة. لذلك فبوبر بهذا المعيار يستبعد كل النظريات الدوغمائية التي تدعي العلمية خلال القرن 20م مثل الماركسية والفرويدية، لأنهما نظريتان ميتافيزيقيان نسقان مغلقان لا يقبلان التكذيب والتفنيد.

خلاصة تركيبية للمفهوم:

نخلص إلى أن حركة العلم ترتبط بتجاوز كل ما هو غير علمي، لكنها تنفتح على كل ما يساهم في تلك الحركية. وهكذا يتكامل داخل مجال المعرفة العلمية النظري بالتجريبي والعقلي بالواقعي والخيالي بالحسي. أكثر من ذلك يظل العلم منفتحا على كل جديد مادام يقبل النقد والمراجعة. والسؤال المطروح: إذا استطاع العلم تكوين معرفة بالطبيعة فهل بمقدوره تأسيس معرفة بالإنسان كذلك؟



الأحد، 28 يناير 2024

المحور الثاني: العقلانية العلمية

 

مادة الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باكالوريا " جميع الشعب "

مجزوءة: المعرفة 



إشكالية المحور: على أي أساس تقوم العقلانية العلمية؟ هل على العقل أم على التجربة؟ أم عليهما معا؟

التصورات الفلسفية:

أطروحة ألبرت أينشتاين: النظرية العلمية تتأسس على العقل الرياضي

التجربة لا تشكل بمعناها الكلاسيكي أساس المعرفة العلمية وتقدمها، فالمعرفة العلمية المعاصرة أصبحت تقوم على مقدمات العقل الرياضي القائم على الاستنباط والاستنتاج والتماسك المنطقي الرياضي بحيث تكون نتائج هذا النسق الرياضي متطابقة مع التجربة، يمكن أن نفهم ذلك من خلال المعرفة العلمية المعاصرة. يقول أينشتاين: " المبدأ المبدع والخلاق في العلم لا يوجد في التجربة بل يوجد في العقل الرياضي."

أطروحة رايشنباخ: النظرية العلمية تتأسس على أساس التجربة

يرى رايشنباخ أن العقلانية الرياضية بتعاليها على الملاحظة والتجريب لا يمكنها أن تؤسس المعرفة العلمية، فالمعرفة تكون علمية حين تتأسس على المنهج التجريبي، في حين تصبح ضربا من التصوف والمثال إن تخلت وأملت هذا المنهج، فالتجربة هي ما يضفي على المعرفة طابع العلمية لكونها تشكل مصدرا " حسيا" ووضعيا للحقيقة عكس المعرفة العقلانية التي تبقى معرفة نظرية تجريبية لا تلامس الواقع.

التصور الإبستمولوجي المعاصر: أطروحة باشلار (النظرية العلمية تتأسس على الحوار بين العقل والتجربة)

المعرفة العلمية نتاج الحوار الجدلي بين العقل من جهة والتجربة من جهة أخرى، فلا النزعة الكلاسيكية المغلقة ولا النزعة الاختبارية السطحية الساذجة بإمكانها معرفة تأسيس المعرفة العلمية أو الإسهام في التقدم العلمي، ذلك أن الواقع العلمي عند باشلار ليس واقعا حسيا معطى بشكل مسبق، وإنما هو واقع يقوم العقل ببنائه بطريقة رياضية وليس، وليس واقعا مستقرا أو ثابتا، إنما هو واقع متحول ومتغير. يقول " لا توجد عقلانية فارغة كما لا توجد مادية عمياء."