وضعية مشكلة:
" لعلنا نستطيع كتابة تاريخ للمغرب، بما
في ذلك تاريخه الحديث، باعتباره تتاليا للنماذج المجتمعية المختلفة (اللاهوتية،
والقبلية، و القائدية، والصناعية)، تحاول القضاء على المجتمع الأبوي الذي لايزال
يقاوم، ولم يترك بعد مكانه نهائيا. يستحق كل نموذج مجتمعي من هذه النماذج المجتمعية
وصفا وتاريخا. وبإمكاننا، في انتظار ذلك، جعلها تتابع هكذا: المجتمع الأبوي،
فالمجتمع القبلي، ثم المجتمع القائدي والمجتمع الصناعي. ويبقى على الباحثين تحديد
عمقها التاريخي وتداخلاتها لاحقا، وبعد ذلك تتدخل عوامل التراتب الاجتماعي كالسن،
والجنس، والانتماء القبلي. "
بول باسكون، الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، ضمن: ثلاثون سنة من البحث السوسيولوجي بالمغرب، نشر المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، عدد 15-156، 1986 ص: 214-215
من خلال هذا المقطع يتحدث عالم الاجتماع المغربي بول
باسكون، عن الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، وقد وظف مقاربة علمية تتجاوز النظرة
التقليدية سواء الدينية أو الفلسفية للمجتمع المغربي، وحاول جمع مجموعة من العوامل
التي تحدد طبيعة البنية الاجتماعية، التي توجه العلاقات بين الأفراد في المجتمع،
مثل طبيعة الاقتصاد، وعلاقات الإنتاج، والسلطة، والدين. ليخلص في النهاية أن
المجتمع المغربي، ليس رأسماليا ولا اشتراكيا ولا دينيا لاهوتيا، بل هو مجتمع
تتداخل فيه عدة نماذج، تتداخل فيها القبيلة والزاوية والإقطاع والمصنع.
الطرح الإشكالي:
من خلال هذه الوضعية يمكن أن نطرح عدة تساؤلات تكون
بمثابة موجه لدرس العلمية في العلوم الإنسانية:
كيف توصل باسكون لهذه النتائج؟ هل هذه النتائج قابلة
للتعميم على كل المجتمعات أم أنها خاصة بالمجتمع المغربي فقط؟
إن كانت غير قابلة للتعميم هل هي نتائج علمية دقيقة؟ ما
هي الخلفية التي حكمت عمل بول باسكون هل هي خلفية علمية حقا، أم خلفية إيديولوجية
وسياسية؟ هل عالم الاجتماع يمكن أن يفصل بين توجهه الإيديولوجي السياسي وبين
اشتغاله العلمي؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire