mercredi 14 février 2024

تقديم إشكالي لمفهوم الوعي:

 الفئة المستهدفة: أولى بكالوريا " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة: الإنسان



تقديم إشكالي:

الوضعية المشكلة


إذا كنا يقظين، نصغي إلى الأصوات القريبة والبعيدة، ونرى المسافات الشاسعة تحتوينا كما يحتوي الجو ذرات الغبار، ونشعر إلى ذلك بأن الأشجار تستمد عصارتها من دمنا والأزهار تعكس ألوان وجوهنا، وجدنا أننا في الواقع ملتقى قوى هائلة دقيقة تفعل في وعينا، وأن وعينا تغزوه الآلام فتزيد من نشاطه ومدته. وبذلك نصل في النهاية إلى القول إن ما يكفيه من الحياة هو الاستزادة من الوعي بها عن طريق القوى الهائلة الدقيقة فينا، من حسية وعاطفية وفكرية.

جبرا إبراهيم جبرا، أقنعة الحقيقة وأقنعة الحياة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1992، ص 14 و15.

تحليل الوضعية المشكلة:

يصف لنا النص مختلف الضغوطات التي تمارس على الوعي الإنساني، والتي تزيده قوة وصلابة. إن الحياة بأكملها تتغدى على هذا المنبع الحسي (ما نحس به) والوجداني ما نكنه في دواخلنا) والفكري (ما نفكر به).

تساؤلات:

هل وعينا فقط هو أساس تجربتنا الإنسانية؟ أليس هناك جانبا آخر من ذواتنا هو ما يحدد سلوكنا؟

هل نعرف أنفسنا حقا؟

ألا يمكن القول بأن وعينا ليس إلا وهما؟

 

التحديد المفاهيمي:

الدلالة العامة: اليقظة/ الغيبوبة، الانتباه/ الغفلة واللامبالاة.

الدلالة اللغوية: كلمة الوعي conscience مشتقة من الكلمة اللاتينية    conscienta وتعني شعور مصحوب بمعرفة

الدلالة الفلسفية: المعرفة التي يمتلكها الإنسان عن نفسه وعن العالم المحيط به.

يمكن تصنيف الوعي إلى ثلاثة مستويات:

أولا: الوعي البسيط Conscience spontané (العفوي والتلقائي): وهو الوعي بالأشياء، وهولا يتطلب مجهودا ذهنيا كبيرا.

ثانيا: الوعي السيكولوجي Conscience psychologique: هو الوعي بالذات من خلال الحواس والذاكرة.

ثالثا: الوعي التأملي Conscience réfléchie: وهو الوعي بالذات لكن بناء على الحواس وعلى العقل والخيال والاستبطان (التعمق في سبر أعماق النفس).

رابعا: الوعي الحدسيConscience intuitif: المعرفة التي تتم دون وساطة الحواس أو العقل، هو بمثابة الوعي الفجائي الذي يجعلنا ندرك دون البرهنة على ذلك.

خامسا: الوعي الأخلاقيConscience morale: يسمح لنا بإصدار أحكام قيمة على سلوكات نرفضها بناء على قناعات أخلاقية.

أستنتج: تعدد دلالات مفهوم الوعي وبالتالي عدة مفارقات تؤكد الطابع الإشكالي لهذا المفهوم:

الإدراك الحسي/ الإدراك العقلي، الوعي الذاتي / الوعي الجمعي، الوعي / اللاوعي، الوعي / الوهم

أتساءل إذن:

أولا: ما هو الوعي؟ هل هو إدراك حسي مباشر أم شعور ذاتي خالص؟

ثانيا: هل أفعال الإنسان تصدر عن وعي شفاف وما دور اللاوعي في ذلك؟

ثالثا: كيف يصبح الوعي الجمعي وهما؟ 



 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire