‏إظهار الرسائل ذات التسميات مفهوم الغير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مفهوم الغير. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 19 يناير 2024

تـأطير إشكالي لمفهوم الغير


الفئة المستهدفة: 2 باك جميع الشعب
المجزوء: الوضع البشري




الوضعية المشكلة

في فيلم وحيد في العالم Seul au monde، نجد أن البطل بعد سقوط الطائرة التي تقله في البحر ونجاته عبر لجوئه إلى جزيرة، وجد نفسه وحيدا، في غياب تام للغير وهو ما جعله يبحث عن شخص آخر يتواصل معه ويخرج من عزلته الوجودية، لذلك صنع دمية سماها ويلسون باعتبارها كائنا آخر تواصل معه ويؤنس وحدته.

يبين هذا الشريط السينمائي، حاجة الغير للتواصل وعدم قدرة عيش تجربة عزلة وجودية مفروضة بدون حضور الآخرين.

لذلك نتساءل: هل من الممكن العيش بدون الغير؟ وهل يكفي التواصل لاكتشاف الغير ومعرفته؟ وما العلاقة التي يجب أن تتأسس معه؟

تقديم إشكالي للمفهوم:

من الدلالات إلى طرح الإشكالية:

الدلالة الفلسفية: " الغير هو أنا بالنسبة لي وهو أنت بالنسبة لي"

المفارقات:

ضروري لوجودي / مصدر تهديد، يشبهني (مماثل) / يختلف عني (غامض)    غيابه عقاب لي / حضوره جحيم

من خلال المفارقات أعلاه نستنتج مجموعة من التساؤلات:

تساؤلات المفهوم:

أولا: هل الغير ضروري لوجودي أم هو تهديد لي ؟

ثانيا: هل يمكنني معرفة حقيقة الغير ؟

ثالثا: كيف يجب  أن  تكون علاقتي بالغير ؟

محاور المفهوم:

المحور الأول: وجود الغير

المحور الثاني: معرفة الغير

المحور الثالث: العلاقة مع الغير



الخميس، 18 يناير 2024

المحور الثالث: العلاقة مع الغير


الفئة المستهدفة: الثانية بكالوريا جميع الشعب

المجزوءة: الوضع البشري

المفهوم: الغير




إشكالية المحور: هل العلاقة مع الغير هل هي علاقة صداقة وحوار وغيرية أم علاقة غرابة وصراع؟

التصور الهيجلي: ألكسندر كوجيف (علاقة صراع وهيمنة لنزع الاعتراف)

يرى كوجيف أن العلاقة بين الأنا والغير علاقة صراع دائم يتأسس على مبدأ الهيمنة والرغبة في نزع الاعتراف، فكل من الأنا والغير يسعى لنزع الاعتراف به كذات حرة وواعية، إلا أن هذا الاعتراف لا يمنح بشكل سلمي، وإنما ينتزع عبر صراع يخاط فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت، ولكن الموت الفعلي لا يحقق هذا الاعتراف، وإنما يحققه استسلام أحد الطرفين بتفضيله لحياة التبعية على الموت والفناء.

التصور الوضعي: أوغست كونت (علاقة تكامل وتضامن)

يعتبر أوغست كونت أن الإنسان مدين للإنسانية بحياته وثروته ومعارفه...فما كان له أن يحافظ على بقائه ويبلغ أشده لولا الحماية التي وفرها له الآخرون من آباء وأبناء وأصدقاء...إن وصول الإنسان إلى الحالة الوضعية، التي تمثل حالة نضج العقل البشري، تحتاج إلى تجاوز المصالح الشخصية والسعي لتحقيق المصالح العامة المشتركة، الشيء الذي يقتضي انفتاح الأنا على الغير ونسج علاقات تكامل وتعاون معه.

التصور النفسي: جوليا كرستيفا (علاقة الأنا بالغير علاقة صداقة)

ترفض جوليا كرستيفا، اعتبار الغريب هو ذلك الدخيل الأجنبي الذي يهدد وحدة الجماعة وانسجامها.  وتؤكد بالمقابل أن الغريب حقا، هو ذلك لذي يسكن دواخلنا هلة نحو غريب، إنه ذلك المكون اللاشعوري المعبر عن تناقض الذات وتمزقها. الشيء الذي يفرض على الأنا أن تتخلى عن كل أشكال النبذ والإقصاء والتهميش تجاه الغير الغريب، وتسعى جاهدة لنسج علاقات صادقة معه، أساسها الحوار ولتسامح والاحترام المتبادل.

خلاصة تركيبية:

من خلال الاشتغال على مفهوم الغير، يتبين أن إشكالاته مرتبطة بالمحدد العلائقي في الوجود الإنساني. فرغم حاجة الذات للآخر، إلا أن هذه الحاجة تصطدم برهانات محافظة الذات على أصالتها في وجه محاولة تشييئها أو السيطرة عليها أو الحجر على حريتها. وكذا في رهان معرفة الذات للآخر، هل هذه المعرفة ممكنة سواء كان الآخر قريبا، لغويا أو أسريا أو ثقافيا، أو بعيدا ثقافيا وحضاريا، لأن هذه المعرفة تظل محصورة في إطار افتراضات ذاتية تسقط على الآخر، ولكن قد تكون هذه المعرفة ممكنة، إن أخذنا بعين الاعتبار المماثلة بين الذوات، وهو ما يسقطنا في إشكالية محو الأصالة الشخصية. إن إشكالية وجود ومعرفة الغير هو ما يفتح النقاش حول العلاقة مع الغير، خاصة مع الغير " البعيد" ثقافيا والمختلف، هل الاختلاف في الذين واللغة واللون والانتماء والعرق يشكل حاجزا أزليا أمام أي تواصل. هنا تؤسس الفلسفة لخطاب مبني على الإنسانية التي تنتفي معها كل الحواجز لصالح تأسيس علاقة قائمة على الغيرية أو كذلك على الصداقة ضد كل نزعات الانغلاق التي لا تؤدي إلى العنف والتطرف. 




الثلاثاء، 16 يناير 2024

المحور الثاني: معرفة الغير

الفئة المستهدفة : 2 بكالوريا جميع الشعب



مجزوءة : الوضع البشري

مفهوم: الغير 

تأطير إشكالي:

يقصد المعرفة الفعالية الفكرية التي يدرك من خلالها الفكر موضوعا ما، سواء كان موضوعا جامدا أو ذات أخرى.  ويعالج هذا المحور قضية معرفة الغير، ويحيل هذا الإشكال على عدة مفارقات: الذات/الموضوع، الجانب الداخلي/الجانب الخارجي، معرفة يقينية / معرفة نسبية.

من خلال هذه المفارقات نستنتج مجموعة من التساؤلات: هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟ إن كان الجواب بالإيجاب فكيف يتم ذلك؟

التصور الوجودي: معرفة الأنا للغير معرفة مستحيلة 

يؤكد سارتر على استحالة معرفة الأنا للغير بسبب النظرة التشييئية، فالأنا تنظر إلى الغير كموضوع خارجي وتسلبه كل معاني الوعي، والإرادة والمسؤولية، فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وتلقائية، وما أن ينتبه إلى أن أحدا ما يراقبه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. إن حالة التحول هاته هي التي تجعل من معرفة الأنا للغير معرفة خارجية وسطحية لا ترقى إلى المعرفة اليقينية الحقة.

التصور العقلاني: نيكولا مالبرانش معرفة الأنا للغير معرفة تخمينية

يؤكد مالبرانش على صعوبة معرفة الغير لأنه ذات أخرى مختلفة عنا، وأقصى ما يمكن بلوغه هو محاولة إسقاط فرضيات تدعي أن ما نشعر به هو نفسه ما يشعر به الآخرون مادام أنهم من نفس فصيلتنا، إلا أن مبدأ الإسقاط والمماثلة هذا، ليس فعالا لمعرفة الغير، خاصة، حين يتعلق الأمر بالأحاسيس والانفعالات الذاتية. وبالتالي فمعرفة الغير تظل معرفة احتمالية تخمينية وليست معرفة يقينية، مادام أن الأنا لا تستطيع أن تنفذ إلى أعماق الغير لإدراك حقيقة مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته.

التصور الفينومينولوجي : موريس ميرلوبونتي

يرى ميرلوبونتي أن نظرة الغير لا تحول الأنا إلى موضوع، كما أن نظرة الأنا إل الغير لا تحوله إلى موضوع، إلا إذا كان أحد الطرفين مجهولا بالنسبة إلى الآخر أو متعاليا عليه، ولكن ما أن يهم الغير بالحديث إلى الأنا أو العكس، حتى ينشأ نوع من التواصل والحوار بينهما، مما يؤدي إلى تحقيق معرفة يقينية ببعضهما البعض، أساسها التعاون والمشاركة. فالأنا ، حسب ميرلوبونتي، قادرة على معرفة الغير، والنفاذ إلى أعماقه إذا تخلت عن تعاليها، وحققت شرط التواصل اللغوي والوجداني معه، واعترفت به كذات واعية، حرة ومستقلة.


الاثنين، 15 يناير 2024

المحور الأول: وجود الغير

الفئة المستهدفة: 2 باك جميع الشعب

المجزوءة: الوضع البشري

المفهوم: الغير



أولا: تقديم إشكالي

من خلال الفيلم المذكور، وحيد في العالم Seul au monde، نجد أن البطل بعد سقوط الطائرة التي تقله في البحر ونجاته عبر التجائه إلى الجزيرة، وجد نفسه وحيدا، في غياب تام للغير وهو ما جعله يبحث عن شخص آخر يتواصل معه ويخرج من عزلته الوجودية، لذلك صنع دمية باعتبارها كائنا آخر. انطلاقا من هذه الوضعية نتساءل:

هل الغير ضروري م غير ضروري؟

هل وجود الغير تهديد لي أم مصدر سعادة؟

ما تأثير الغير على الشخص؟ هل وعيي بذاتي يمر عبر الغير؟

أولا: مطلب التحليل

التصور الوجودي: أطروحة مارتن هايدجر 1889-1976م: الغير تهديد

إشكالية النص:

هل وجود الغير تهديد للشخص أم هو ضروري لوجوده؟

أطروحة النص:

إن حضور الغير في علاقته بالأنا هو هو افراع للذات من خصوصيتها وكينونتها التي تتميز بها عن الآخرين، وبالتالي يذوب كل الاختلافات التي تميزه عن الآخرين وينصهر بذلك في الحياة المشتركة كأنه لا أحد.

شرح الأطروحة: أفكار النص

يميز هايدجر بين الوجود مع الغير MITSEIN  والوجود- هنا أي الوجود الفردي DASEIN، ففي النمط الأول يفقد الإنسان كينونته وأصالته وجوهره، أي يفقد ما يميزه باعتباره شخصا فريدا، وذلك من خلال انصهاره في الحياة الاجتماعية المشتركة ( مثل الألعاب، قراءة الكتب والجرائد، مشاهدة الأفلام، ركوب وسائل النقل العامة...) إن هذا النمط إذن هو تهديد لأصالة الفرد  وبالتالي يسقط في عالم زائف  ويعيش وجودا زائفا، أما في النمط الثاني الذي يسميه هايدجر بالوجود الأصيل، فالشخص يكون أمام نفسه وكنونته، بمعنى أنه يكون في حالة تفكير دائم في مصيره باعتباره وجد ليموت.

ثانيا: مطلب المناقشة

مناقشة داخلية:

تمرين: تتجلى قيمة النص في تأكيده على تهديد الغير خاصة في المجتمعات المعاصرة، التي أصبحت مجتمعات جماهيرية، تنتفي فيها ذاتية الفرد لصالح النسق الرأسمالي الاستهلاكي. أما من الناحية التاريخية فأطروحة هايدجر تعبير عن التصور الوجودي الذي يعلي من قيمة الفردية في ظل سيادة الأنظمة المغلقة سواء الرأسمالية أو الاشتراكية خلال القرن 20.

مناقشة خارجية

أطروحة جون بول سارتر: الغير تهديد لكن لا غنى عنه لمعرفة الذات.

يؤكد جون بل سارتر على أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا لكي تحقق وعيا بذاتها، ورغم أن وجود الغير يحد من وجود الأنا ويفقدها حريتها وتلقائيتها من خلال النظرة التي تحول الشخص إلى موضوع أو شيء، لكن رغم هذا التهديد يبقى الغير الوسيط الذي لا غنى عنه لوعي الذات بذاتها، وحالتها النفسية والسلوكية كتجربة الخجل الذي لا يشعر به الشخص إلا في وجود الغير يقول سارتر: " أنا عبد بالقدر الذي يرتبط به وجودي بحرية ليست هي حريتي لكنها الشرط الأساسي في وجودي."

أطروحة فردريك هيجل: الغير تهديد

حسب هيجل كل شيء في العالم يمر عبر الصراع والجدل، حتى وعي الشخص بذاته وتحقيق وجوده والاعتراف به كوجود حر، فالاعتراف لا يُعطى مجانا بل إنه يمر عبر عملية من الصراع الجدلي بين ذاتين تحاول كل واحدة منهما أن تتغلب على الأخرى وهو ما يسميه هيجل ب " جدلية العبد والسيد"، بمعنى أن كل واحد يدخل في معركة حتى الموت لنزع الاعتراف به كسيد، أما الطرف الآخر المنهزم يتحول إلى عبد مفضلا التبعية على الموت.

رابعا: مطلب التركيب

    من خلال ما سبق نستنتج أن إشكالية وجود الغير قد أفرزت مجموعة من المواقف. فمن جهة يؤكد هايدجر على تهديد الغير لأصالة الشخص. ومن جهة يؤكد الفيلسوف سارتر على أهمية وجود الغير رغم تهديده، لكي يكتمل وعي الذات بذاتها. أما الفيلسوف هيجل فيؤكد على تهديد الغير للذات من خلال رغبة كل طرف في إخضاع الآخر. أما من وجهة نظري أجد أن لكل موقف ما يبرره من الناحية الفلسفية والتاريخية، لذلك فوجود الغير لا يمكن حسمه كتهديد أو كضرورة، لأن طبيعة العلاقة بين الذات والغير هو المحدد، فعلاقة الأمومة تختلف مثلا عن علاقة الأخوة أو علاقة العمل أو علاقة التلمذة أو علاقة الزوجية. فلا يمكن النظر لوجود الغير إلا من خلال زاوية الوضع الذي يحدد الذات بالآخر. وعلى ضوء ذلك يمكن القول تهديد أو ضرورة.

وفي الأخير نتساءل: هل يمكن معرفة الغير؟