lundi 15 janvier 2024

المحور الأول: وجود الغير

الفئة المستهدفة: 2 باك جميع الشعب

المجزوءة: الوضع البشري

المفهوم: الغير



أولا: تقديم إشكالي

من خلال الفيلم المذكور، وحيد في العالم Seul au monde، نجد أن البطل بعد سقوط الطائرة التي تقله في البحر ونجاته عبر التجائه إلى الجزيرة، وجد نفسه وحيدا، في غياب تام للغير وهو ما جعله يبحث عن شخص آخر يتواصل معه ويخرج من عزلته الوجودية، لذلك صنع دمية باعتبارها كائنا آخر. انطلاقا من هذه الوضعية نتساءل:

هل الغير ضروري م غير ضروري؟

هل وجود الغير تهديد لي أم مصدر سعادة؟

ما تأثير الغير على الشخص؟ هل وعيي بذاتي يمر عبر الغير؟

أولا: مطلب التحليل

التصور الوجودي: أطروحة مارتن هايدجر 1889-1976م: الغير تهديد

إشكالية النص:

هل وجود الغير تهديد للشخص أم هو ضروري لوجوده؟

أطروحة النص:

إن حضور الغير في علاقته بالأنا هو هو افراع للذات من خصوصيتها وكينونتها التي تتميز بها عن الآخرين، وبالتالي يذوب كل الاختلافات التي تميزه عن الآخرين وينصهر بذلك في الحياة المشتركة كأنه لا أحد.

شرح الأطروحة: أفكار النص

يميز هايدجر بين الوجود مع الغير MITSEIN  والوجود- هنا أي الوجود الفردي DASEIN، ففي النمط الأول يفقد الإنسان كينونته وأصالته وجوهره، أي يفقد ما يميزه باعتباره شخصا فريدا، وذلك من خلال انصهاره في الحياة الاجتماعية المشتركة ( مثل الألعاب، قراءة الكتب والجرائد، مشاهدة الأفلام، ركوب وسائل النقل العامة...) إن هذا النمط إذن هو تهديد لأصالة الفرد  وبالتالي يسقط في عالم زائف  ويعيش وجودا زائفا، أما في النمط الثاني الذي يسميه هايدجر بالوجود الأصيل، فالشخص يكون أمام نفسه وكنونته، بمعنى أنه يكون في حالة تفكير دائم في مصيره باعتباره وجد ليموت.

ثانيا: مطلب المناقشة

مناقشة داخلية:

تمرين: تتجلى قيمة النص في تأكيده على تهديد الغير خاصة في المجتمعات المعاصرة، التي أصبحت مجتمعات جماهيرية، تنتفي فيها ذاتية الفرد لصالح النسق الرأسمالي الاستهلاكي. أما من الناحية التاريخية فأطروحة هايدجر تعبير عن التصور الوجودي الذي يعلي من قيمة الفردية في ظل سيادة الأنظمة المغلقة سواء الرأسمالية أو الاشتراكية خلال القرن 20.

مناقشة خارجية

أطروحة جون بول سارتر: الغير تهديد لكن لا غنى عنه لمعرفة الذات.

يؤكد جون بل سارتر على أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا لكي تحقق وعيا بذاتها، ورغم أن وجود الغير يحد من وجود الأنا ويفقدها حريتها وتلقائيتها من خلال النظرة التي تحول الشخص إلى موضوع أو شيء، لكن رغم هذا التهديد يبقى الغير الوسيط الذي لا غنى عنه لوعي الذات بذاتها، وحالتها النفسية والسلوكية كتجربة الخجل الذي لا يشعر به الشخص إلا في وجود الغير يقول سارتر: " أنا عبد بالقدر الذي يرتبط به وجودي بحرية ليست هي حريتي لكنها الشرط الأساسي في وجودي."

أطروحة فردريك هيجل: الغير تهديد

حسب هيجل كل شيء في العالم يمر عبر الصراع والجدل، حتى وعي الشخص بذاته وتحقيق وجوده والاعتراف به كوجود حر، فالاعتراف لا يُعطى مجانا بل إنه يمر عبر عملية من الصراع الجدلي بين ذاتين تحاول كل واحدة منهما أن تتغلب على الأخرى وهو ما يسميه هيجل ب " جدلية العبد والسيد"، بمعنى أن كل واحد يدخل في معركة حتى الموت لنزع الاعتراف به كسيد، أما الطرف الآخر المنهزم يتحول إلى عبد مفضلا التبعية على الموت.

رابعا: مطلب التركيب

    من خلال ما سبق نستنتج أن إشكالية وجود الغير قد أفرزت مجموعة من المواقف. فمن جهة يؤكد هايدجر على تهديد الغير لأصالة الشخص. ومن جهة يؤكد الفيلسوف سارتر على أهمية وجود الغير رغم تهديده، لكي يكتمل وعي الذات بذاتها. أما الفيلسوف هيجل فيؤكد على تهديد الغير للذات من خلال رغبة كل طرف في إخضاع الآخر. أما من وجهة نظري أجد أن لكل موقف ما يبرره من الناحية الفلسفية والتاريخية، لذلك فوجود الغير لا يمكن حسمه كتهديد أو كضرورة، لأن طبيعة العلاقة بين الذات والغير هو المحدد، فعلاقة الأمومة تختلف مثلا عن علاقة الأخوة أو علاقة العمل أو علاقة التلمذة أو علاقة الزوجية. فلا يمكن النظر لوجود الغير إلا من خلال زاوية الوضع الذي يحدد الذات بالآخر. وعلى ضوء ذلك يمكن القول تهديد أو ضرورة.

وفي الأخير نتساءل: هل يمكن معرفة الغير؟



 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire