mardi 30 janvier 2024

منهجية تحليل سؤال إشكالي مفتوح 2 باك

 

الفئة المستهدفة: 2 باك " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة:  المعرفة



ما المقصود بالسؤال الإشكالي المفتوح؟

تعريف: السؤال الإشكالي المفتوح تساؤل فلسفي يتضمن مفارقة واحدة، ويحيل على موقفين فلسفيين أو علميين مختلفين على الأقل. يتميز السؤال الإشكالي عن السؤال العادي أو المعرفي ب:

الإحالة المباشرة أو غير المباشرة على أكثر من موقف فلسفي أو علمي.

تضمنه لمفارقة أو أكثر (هذا مع العلم أن الصيغة التي يطرح بها قد تكون متضمنة للمفارقة، كما يمكن حذف أحد طرفيها، إلا أنه أثناء الإجابة يجب استحضارها.

كيف أجيب عن السؤال الإشكالي المفتوح؟

ملاحظة: السؤال الإشكالي: هو الاختيار الأول من ضمن الاختيارات الثلاثة التي يأتي بها الامتحان.

يحيل السؤال، بشكل مباشر أو غير مباشر، على موقف فلسفي أو علمي من المواقف المكونة للمقرر.

يأتي السؤال منفرد دون أن يرفق بشيء آخر، فهو في حد ذاته سؤال يحتاج إلى جواب (التحليل والمناقشة)

على مستوى المعالجة، يتم تتبع نفس خطوات تحليل النص والقولة، مع وجود بعض الاختلافات.

أثناء معالجة السؤال، يجب   جنب العبارات: نعم، لا، فهذه صيغ تقريرها يرفضها السؤال.

من أجل تحليل السؤال الإشكالي المفتوح نقوم باتباع الخطوات التالية:

أولا: مطلب الفهم

نقوم فيه ب:

1.تمهيد مناسب للسؤال: تأطير عام له، يتم الأخذ فيه بعين الاعتبار موضوعه ومجال انتمائه (المجزوءة والمفهوم)

2. توسيع السؤال الإشكالي: اعتباره السؤال الأصل، ثم محاولة صياغة أسئلة فرعية انطلاقا منه، وذلك لغرض تحديد الإشكالية الواردة فيه. (تحديد أبعاد السؤال الأصلي)

ثانيا: مطلب التحليل

1.شرح المفاهيم والمفردات المكونة للسؤال، مع تبيان العلاقات الموجودة بينها.

2.تحديد الأطروحة أو الأطروحات التي يحيل عليها السؤال مع شرحها وتوضيحها (تلافيا للوقوع في الخطأ، يستحسن عدم ذكر أصحابها، حتى ولو كانت تتشابه مع مواقف سبق لك الوقوف عليها في الدرس)

3.البناء الحجاجي للمضامين الفلسفية مع إمكانية افتراض حجج واقعية (براهين واستدلالات واقعية وعقلية/ أدلة وصفية وتاريخية/ أمثلة/ شهادات وأقوال الفلاسفة)

ملحوظة: في السؤال لا يتم تقديم أساليب بلاغية أو روابط لغوية ومنطقية.

ثالثا: مطلب المناقشة:

في المناقشة ينبغي فتح حوار بين الأطروحات التي يحيل عليها السؤال، وذلك لإبراز ما يلي:

وضع تمهيد قبل عرض المواقف لربط التحليل بالمناقشة.

ملحوظة: في السؤال هناك نوع واحد من المناقشة هو المناقشة الخارجية.

رابعا: مطلب التركيب  

نقوم في هذا المستوى بالعمليات التالية:

1.خلاصة موجزة ومركزة للأفكار والآراء التي تم التطرق لها في اللحظات السابقة.

2.إبداء الرأي في الموضوع مع تبرير ذلك بحجج وأدلة دامغة.

الجوانب الشكلية: يكون الموضوع جيدا إذا استوفى الشروط التالية:

1.سلامة اللغة وخلوها من الأخطاء الإملائية.

2.حسن الانتقال والتخلص من فكرة إلى أخرى.

3.الحرص على تنظيم الورقة على شكل فقرات.

4.الكتابة بلغة مقروءة وواضحة / انسجام وتماسك الفقرات/ احترام علامات الوقف والترقيم.

    نموذج تطبيقي:

 

السؤال: هل تتأسس النظرية على العقل أم على التجربة؟

 

مطلب الفهم: 4ن

وجب تأطير السؤال ضمن إطاره العام المتعلق بمجزوءة المعرفة، ثم مجاله الخاص المرتبط بمفهوم النظرية والتجربة ثم تحديد القضية الأساسية التي يعالجها وهي قضية التجربة والتجريب، وتضمين ذلك في شكل تمهيد مناسب يتضمن مفارقة. أي لابد أن يعطي التمهيد المبررات الكافية لطرح الإشكالية تعطي المبرر الكافي لطرح الإشكالية المتعلقة بالتجربة والتجريب.

           التمهيد:

         انطلاقا من المفاهيم المتضمنة في هذا السؤال الفلسفي قيد الاشتغال (العقل، النظرية، التجربة ...) يتضح لنا أنه يتموضع داخل مجال مجزوءة المعرفة، والتي تتناول القضايا الإشكالية والمنهجية المتعلقة بمجال العلوم. والمعرفة تقتضي ثلاث شروط أساسية، الذات العارفة، وموضوع المعرفة والمنهج العلمي. وقد تطورت المعرفة الإنسانية من معرفة قائمة على الحس كما هو الأمر مع التفسيرات الأسطورية البدائية للطبيعة، ثم انتقل اليونان بعدها للنظر للطبيعة نظرة عقلانية قائمة على اللغوس، لكن هذا التفسير اليوناني للكون كان ذا طابع ميتافزيقي (إهمال التجربة) وإحيائي (تشبيه الطبيعة بالكائن الإنساني). وهو ما عطل العلم قرونا عديدة خاصة مع هيمنة الكنيسة في أوروبا ودفاعها عن الحقيقة الدينية كتفسير وحيد للعالم. لكن مع ظهور الحداثة خلال القرن 17، ستنفصل العلوم عن الفلسفة وتؤسس لنفسها مناهجها الخاصة. وقد تم الاعتماد على منهجين أساسين، أول منهج استقرائي قائم على التجربة، ومنهج استنباطي قائم على العقل الرياضي. وهو موضوع هذا السؤال الماثل أمامنا، والذي يعالج مفهوم " النظرية والتجربة." بالتحديد قضية العقلانية العلمية. والتي تعني قدرة العقل على المعرفة وتفسير الظواهر وبلوغ الحقيقة.

المفارقة: لكن كما رأينا فهذا المفهوم يطرح عدة مفارقات: العقل / التجربة. المنهج الاستنباطي/ المنهج الاستقرائي. الحس/ العقل.

الإشكالية: هذه المفارقات تدفعنا لإعادة طرح السؤال على الشكل التالي: هل تتأسس النظرية على العقل؟ أم على التجربة؟ أم عليهما معا؟ وهل العقلانية العلمية هي عقلانية مطلقة ومنغلقة ومجردة؟ أم أنها عقلانية نسبية ومنفتحة ومطبقة؟

مطلب التحليل: 5ن

في التحليل نقوم بتحليل ألفاظ ومفاهيم السؤال، ونستخرج الأطروحة أو الأطروحات الضمنية أو المصرح بها في السؤال، ثم نقوم بالتوسع في أطروحة السؤال، وبنائها مضامينها الفكرية والحجاجية.

يمكن وضع خلاصة جزئية في نهاية التحليل وسؤال للانتقال نحو مطلب المناقشة.

شرح ألفاظ ومفاهيم السؤال والعلاقة بينها.

        إذن كخطوة أولية لمقاربة الإشكال الذي ينطوي عليه السؤال المطروح ومناقشة إشكالياته المطروحة أعلاه يقتضي الأمر الحسم مع الحروف والألفاظ والمفاهيم المؤثثة لبنيته حيث نجد أنه يفتتح بحرف استفهام هل يحمل في طياته سؤال استفهام للتخيير بين قضيتين متقابلتين يحتمل الإجابة عنها إما بنعم أو لا. أما مفهوم النظرية فيقصد به: مجموع الأطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكاملا في مجال معين (الفيزياء مثلا).  أما مفهوم التجربة فيعني: اللحظة المنهجية التي يتم فيها اختبار الفرضيات العلمية. أما العقل: فيقصد به المبدأ العام الذي يضفي الوحدة والنظام على كل المعارف والمعطيات الحسية. وتكمن العلاقة بين هذه المفاهيم في أنها علاقة تقابل، نظرا لإحالة التجربة على ما هو حسي من جهة، ثم إحالة العقل على ما هو نظري.

وهو ما يفضي بنا إلى أطروحتين فلسفيتين يحيل عليهما السؤال: الأولى تؤكد على أهمية العقل في تأسيس النظرية العلمية. والثانية تؤكد على دور التجربة في تأسيس النظرية العلمية. سنعتبر الأطروحة القائلة بأهمية التجربة هي الأطروحة الرئيسية.

فالتجربة هي الأساس الوحيد لتأسيس النظرية، مادام العقل صفحة بيضاء يملأ بالتجارب الحسية. إن كل الحقائق التي تم التوصل إليها كالجاذبية والحركة والتحولات الكيميائية وغيرها، إنما كانت بفضل التجارب التي قام بها العلماء، الذين تجاوزوا التأملات الميتافزيقية التي كان يقوم بها الفلاسفة في السابق، وأسسوا بذلك لمعرفة قائمة على المنهج الاستقرائي لذي يؤكد على أن المعرفة تبني من أسفل (يعني الظواهر التجريبية)، (نحو الأعلى يعني القوانين العلمية). ونجد هذا التصور حاضرا لدى الكثير من العلماء والفلاسفة التجريبيين أمثال كلود برنار مثلا، الذي عرف بدفاعه عن المنهج التجريبي، باعتبار الأساس الأولي لكل معرفة علمية والذي صاغ خطواته الأساسية:

أولا: الملاحظة: حيث يلاحظ العالم الظاهرة المراد دراستها. ثانيا: الفرضية: حيث يفترض تفسيرا أولا للظاهرة. ثالثا: التجربة: حيث يتحقق العالم من هذه الفرضية عبر التجربة وهي أهم مرحلة في هذا المنهج، حيث يجب على العالم أن يكون بمثابة آلة تصوير تصور كل الجزئيات المتعلقة بالتجربة. رابعا: استنتاج القانون العلمي: حينما تتطابق التجربة مع الفرضية، في حالة العكس يعيد العالم النظر في الفرضية ويصوغ فرضية جديدة.

ويمكن دعم هذا الموقف بعدة أمثلة من تاريخ العلم: فمثلا كل الاكتشافات العلمية خلال العصر الكلاسيكي للعلم، أي القرن 17 و 18م كان نتيجة المنهج التجريبي. بدءا بالنظريات الفلكية مع كبلر وغاليلي ونيوتن. ثم النظريات في مجال الكيمياء مع لافوازييه أو في مجال البيولوجيا مع داروين. كان المنهج التجريبي هو الوسيلة لبناء هذه المعارف العلمية.

يمكن القول إذن أن المنهج التجريبي هو الأساس لبناء النظرية العلمية. لكن هل المنهج التجريبي مازال قادرا على دراسة الظواهر الجديدة المعقدة في مجال الفيزياء مثلا؟

مطلب المناقشة: 5ن  

ينفتح التلميذ على مواقف معارضة لأطروحة السؤال. وفتح النقاش بينها وبين تصورات فلسفية معارضة أو مؤيدة.

 

    رغم أهمية الموقف التجريبي، إلا أن الظواهر ستتعقد في مجال العلم، بدءا من المنتصف الثاني من القرن 19 مع اكتشاف الذرة وعوالمها الميكروسكوبية، أو في ظل الظواهر الفلكية المايكروسكوبية، لذلك سيتصدع المنهج التجريبي الكلاسيكي، وسترتفع أسهم المنهج العقلاني، القائم على الخيال الرياضي، والذي يعطي الأهمية للقوانين الرياضية على المعطيات الإمبريقية التجريبية.

 أما ألبرت أينشتاين  فيؤكد على أن النظريات العلمية هي إنتاجات حرة للعقل البشري، فالعقل هو الذي يضفي على المعرفة العلمية تماسكها المنطقي، أما المعطيات التجريبية فهي مطالبة بأن تكون مطابقة للقضايا الناتجة عن العقل. فالعقل الرياضي وحده كفيل بتفسير الظواهر الطبيعيةـ دون حاجة إلى التجربة، التي لا تلعب غلا دور المرشد من جهة، والمطبق للفرضيات العقلية من جهة أخرى. يقول أينشتاين: " إن المبدأ الخلاق في العلم لا يوجد في التجربة، بل في العقل الرياضي.". في ظل هذا التضارب، ألا يمكن القول أن الحوار بين العقل والتجربة هو الأساس لبناء العلم، وليس الصراع بين المنهجين العقلاني والتجريبي. هذا الموقف هو الذي سيؤكد عليه الإبستمولوجي الفرنسي، غاستون باشلار الذي ينتقد كلا النزعتين التجريبية والعقلانية، ويرفض اعتبار الواقع المصدر الوحيد لبلوغ النظرية العلمية، كما يرفض اعتبار العقل مكتفيا بذاته في بناء المعرفة العلمية. ويرى أنه لا يمكن تأسيس العلوم الفيزيائية دون الدخول في حوار بين العقل والتجربة. فلا يمكن في نظره بناء النظرية على العقل وحده أو على التجربة وحدها. يقول: " لا توجد عقلانية فارغة، كما لا توجد مادية عمياء".

مطلب الخاتمة:            

يُنتظر في هذه اللحظة أن يستنتج التلميذ نتائج وخلاصات حول ماتم تحليله ومناقشته. والإشارة إلى أهمية الإشكالية، وأخيرا مع الإدلاء برأيه الشخصي حول الموضوع والتأكيد على الطابع النسبي للفكر الفلسفي والعلمي.

     من خلال تحليلينا ومناقشتنا للسؤال الفلسفي أعلاه يتبين أن إشكالية العقلانية العلمية، قد أفرزت مجموعة من التصورات الفلسفية المتعارضة: فمن جهة يذهب الاتجاه الأول إلى أهمية التجربة في بناء النظرية العلمية. أما الاتجاه الثاني: فيؤكد على دور العقل الرياضي في تأسيس النظرية العلمية. أما غاستون باشلار فيؤكد على تصور توفيقي بين كلا الأطروحتين ويؤكد العلم المعاصر لا يؤمن بأي نزعة مغلقة سواء كانت تجريبية أو عقلانية لأن الحوار الجدلي بين العقل الرياضي والتجربة في المختبر هو ما يؤسس للنظرية العلمية.

وهو الموقف الذي نجده منسجما مع موقفنا من الإشكالية، لأن مجال العلم ليس مجال عقائد منغلقة بل هو مجال مفتوح لأن المعرفة العلمية معرفة مطلقة لكنها منفتحة على النسبية والتطور والخلق المستمر.

وفي الأخير نتساءل: كيف يمكن أن نتحقق من صدق وعلمية النظرية العلمية؟ بمعنى متى يمكننا القول إن النظرية العلمية خاطئة او صحيحة؟

الجوانب الشكلية: 3ن

يتم التركيز فيها على 3 شروط أساسية:

سلامة اللغة والخط 1ن

التماسك المنطقي للإنشاء 1ن

نظافة الورقة وتنظيمها 1ن

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire