المادة: الفلسفة
المجزوءة: الإنسان
إشكالية المحور: ما أساس المجتمع ؟ هل
هو أساس طبيعي فطري؟ أم أساس ثقافي مكتسب ؟
التصور الطبيعي للمجتمع: أساس
الاجتماع الإنساني فطري وطبيعي في الإنسان
أطروحة أرسطو:
بخصوص الأساس الطبيعي لنشأة المجتمع دافع أرسطو
عن الأطروحة القائلة بأن الإنسان مدني بطبعه ، أي أن للإنسان قابلية فطرية
للاجتماع، فالمجتمع من حيث هو تجمع للناس ضمن جماعة سياسية منظمة بقوانين إنما
يندرج ضمن منطق طبيعي حيث يحصل التنامي انطلاقا من الخلية الأسرية من حيث هي اتحاد
جنسين مختلفين من أجل الحفاظ على النوع البشري فالقرية باعتبارها اتحادا للعديد من
الأسر أو البيوت وأخيرا المدينة بكونها تجمعا للقرى حول مركز إداري مشترك، فإن
سيرورة التمركز تتم في شكل نمو عضوي ( طبيعي ) مما يجعل المجتمع شيئا طبيعيا.
والواقع أن غاية هذه التجمعات وتحصيل سعادة العيش ضمن الجماعة وتحقيق الاكتفاء
الذاتي. إن القول بأن الإنسان حيوان اجتماعي، إنما يبرز أن كمال الإنسان لا يتحصل
سوى ضمن الجماعة وبذلك يستجيب المجتمع لحاجة أولية، وميل أساسي لدى الإنسان، فيظهر
أن اجتماعية الإنسان هي من الأساس استعداد طبيعي. في السياق ذاته يؤكد ابن خلدون
أن الاجتماع البشري أو العمران هو أمر ضروري، من حيث إن الإنسان يكون في حاجة إلى
التعاون مع أبناء جنسه من أجل تحصيل الغذاء والدفاع عن النفس، بيد أنه يعتبر ضرورة
الاجتماع تجسيدا لإرادة إلهية في إعمار الأرض واستخلاف الإنسان فيها وهذا ما يمكن
اعتباره أساسا لاهوتيا اجتماعيا، لكن إذا كان المجتمع ذا أساس طبيعي، فكيف نفسر
تلك التوترات والصراعات الناجمة عن تجمع الناس، ألا يبدو ذلك متناقضا؟ ومن تم ألا
يبرز ذلك إن كان وجود أساس آخر للاجتماع البشري؟
أطروحة ابن خلدون:
يذهب ابن خلدون إلى أن أساس الاجتماع البشري
ضروري وطبيعي، ويكون بالفطرة والطبيعة وليس بالاتفاق والتعاقد والتواضع؛ لأن
الإنسان مدني بطبعه. ويحتاج إلى الآخرين من أجل تحقيق حاجياته الأساسية في العيش،
والدفاع عن نفسه من كل ما يهدد وجوده.
- المظاهر
التي تفسر ضرورة الاجتماع عند ابن خلدون :
أ- المظهر الاقتصادي: توفير متطلبات الحياة
وتحصيل القوت.
ب- المظهر الدفاعي: الدفاع عن النفس لا يتم إلا
بتضافر جهود أفراد المجتمع وتعاونهم.
من هنا ضرورة العيش داخل مجتمع تربط بين أفراده
علاقات تآزر وتعاون
أطروحة جون جاك روسو:
تحلیل نص جون جاك روسو: المجتمع تعاقد
إشكال النص: ما هو أساس المجتمع؟
هل أساسه اتفاقي تعاقدي أم ضروري طبیعي ؟
أطروحة النص:
أساس المجتمع تعاقدي، إنه اتفاق بین الأفراد حول وضع قوانین تعبر عن
ارادتهم الحرة في التعایش من خلال العقد الإجتماعي، الذي هو نظام یدبر من خلاله
الأفراد شؤونهم العامة من طرف مؤسسات منتخبة.
مفاهیم النص:
- حالة الطبیعة: هي حالة مفترضة تتمیز بغیاب القوانین والمؤسسات والروابط الاجتماعية
بین الأفراد.
- الحالة المدنیة: هي الحالة التي أصبح الإنسان یعیش فیها مع
بقیة الأفراد وفقا لقوانین ومبادئ منظمة تتجسد في العقد الإجتماعي.
- العقد الإجتماعي: هو نظریة تقول بأن النظام الإجتماعي یقوم
على اتفاق إرادي بین مختلف الأفراد المكونین له حول قوانین ومبادىء ینظمون
بها شؤونهم العامة.
- الحریة الطبیعیة: هي الحق الذي یملكه الفرد في أن یفعل كل
ما یراه نافعا له ویضمن بقاءه واستمراریته.
- الحریة المدنیة: هي التصرف وفقا لمبادئ العقد الإجتماعي
الذي یعبر عن الحریة العامة للأفراد.
حالة الطبیعة ( الغابة) |
حالة المدنیة ( المجتمع) |
الوهم الفطري (الغریزة) فقدان الأدب (الأخلاق) المحرك الجسماني الشهوة الفردانیة المیول الفطري البلادة + محدودیة الفهم شراسة الطبع و خشونة العواطف الحریة الطبیعیة (الحق الطبیعي) |
العدل (القوانین) امتلاك الأدب (الأخلاق) صوت الواجب الحق مصلحة الجماعة المبادئ العقلیة الذكاء + نمو القدرات العقلیة + اتساع الأفق الفكري سمو النفس ونبل العواطف الحریة المدنیة (العقد الإجتماعي) |
هكذا یتبین مع روسو أن تأسیس المجتمع جاء نتیجة اتفاق بین الأفراد
وتعاقدهم على قوانین وقواعد منظمة لحیاتهم الإجتماعیة، وقادرة على تحقیق الأمن والإستقرار
الذّي افتقده الإنسان حینما خرج من حالة الطبیعة كحالة خیر وسلام وحریة إلى حالة
أخرى تمیزت بالفوضى والصراع والشر. ولكن مع ذلك یسجل روسو مجموعة من المزایا التي
اكتسبها الإنسان في حال المدنیة وكانت تعوزه من قبل، مثل اكتسابه لمعارف متنوعة، و
تشریعه لقوانین أخلاقیة وسیاسیة منظمة، وحلول العقل في حیاته محل الشهوة والمیولات
الغریزیة.
تركيب:
مهما كان هناك
تعارض بين الأساس الطبيعي والثقافي للاجتماع البشري فإن من شأن هذين الأساسين أن
يتكامل على اعتبار أن الإنسان محكوما بالاستعداد أو قابلية فطرية للاجتماع لكن ذلك
قد لا يكون كافيا لتحقيق مجتمع منسجم مما يفرض التعاقد حول قواعد وقوانين تحصن
المجتمع وتضمن أمنا وسلامة وأفراده لكن كيف تتقوم العلاقة بين الفرد والمجتمع؟
تحميل الدرس على شكل PDF
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire