vendredi 23 février 2024

المحور الأول: الرغبة والحاجة

 

الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة: الإنسان



إشكالية المحور: ما علاقة الرغبة بالحاجة؟ هل الحاجة فطرية ؟

 أم مكتسبة ؟

التصور النفسي: ميلاني كلاين 1882-1960

إشكالية النص:

 كيف تنبثق الرغبة عن الحاجة؟ ما دور إشباع الرغبة أو إحباطها في تثبيت الأنا وتكوين شخصية الطفل؟

أطروحة النص:

 شخصية الإنسان الراشد هي حصيلة الإشباعات والاحباطات التي تعرضت له رغباته في الطفولة؟ خصوصا الرغبة في ثدي الأم.

أفكار النص:

1-    ينطلق النص من التأكيد على أن الطفل في علاقته بثدي أمه يلبي حاجاته إلى الطعام وفي نفس الوقت يحقق رغباته اللاشعورية، المتمثلة في التخلص من دوافعه العدوانية وقلقه الاضطهادي.

2-   ينتقل النص في الفقرة الثانية إلى التمييز بين طريقين في الرضاعة: الأولى منتظمة، حيث لا تلبي الأم رغبة الطفل في ثديها كلما بكى، بل تترك له الفرصة للبكاء، وبالتالي تحقيق رغباته اللاشعورية والتنفيس عن قلقه واندفاعاته التدميرية. أما الطريقة الثانية، فهي عشوائية لأن الأم تلبي طلب الطفل لثديها كلما بكى وبالتالي يحس بالإحباط لأن رغباته اللاشعورية لم تتحقق.

3-    الطريقة المنتظمة في الرضاعة يكون لها الأثر الإيجابي في شخصية الطفل، من خلال تثبيت أناه و تكوين مفهوم الواقع لدية وبالتالي حصوله على شخصية متوازنة في المستقبل يعمل على تعويض إحباطه الطفولي بأنشطة إبداعية عبر عملية الإعلاء.

البنية المفاهيمية:

الحاجة: وهي الضرورة البيولوجية التي يمثلها الطعام.

الدوافع التدميرية: هي دوافع غريزية لدى الإنسان الهدف منها هو التدمير، يسميها فرويد " دوافع الموت"، ويقابلها دوافع الحب.

القلق الاضطهادي: هي مشاعر سلبية يختبرها الطفل حينما تغيب عنه الأم.

العلاقة بين المفاهيم:

هي علاقة تعارض لأن إشباع الحاجة إلى الطعام، لا يزيل الدوافع التدميرية والقلق الاضطهادي.

البنية الحجاجية:

الدحض: دحض فكرة ارتباط الحاجة بالجانب البيولوجي فقط." لا يتعلق الأمر في علاقة الطفل بثدي أمة بالحاجة إلى الطعام فقط."

التفسير: تفسير كيفية تحول الحاجة إلى رغبة نفسية لاشعورية لدى الطفل:" ففي الحالة الأولى يصادف الطفل صعوبات، في تحقيق جميع رغباته، لأن الأم عاجزة عن إزالة جميع الدوافع التدميرية لطفلها."

المقارنة: حيث تقارن صاحبة النص بين نوعين من الرضاعة " الرضاعة المضبوطة" و " الرضاعة العشوائية".

التصور الأنثروبولوجي: رالف لنتون 1893_1953

إشكالية النص:

كيف تعمل الثقافة على توجيه الرغبة؟

أطروحة النص:

يتبنى الأنثروبولوجي رالف لنتون أطروحة مفادها أن الثقافة تعمل على توجيه الحاجات الإنسانية ويقسمها إلى ثلاث أنواع من الرغبات:

الرغبات البيولوجية: تعتمد على الخصائص الجسدية للإنسان مثل المسكن والمأكل والمشرب وهي ضرورة حيوية مشتركة بين الإنسان وباقي الكائنات الأخرى.

الرغبات الاجتماعية: تنشأ من خلال العيش داخل الجماعة البشرية والرغبة في التواصل داخل إطار اجتماعي.

الرغبات النفسية: وتربط بالبعد النفسي للفرد مثل الحاجة إلى السعادة وتحقيق الذات والتواصل والتعاطف.

خلاصة تركيبية للمحور:

 من خلال تحليلنا لإشكالية الحاجة والرغبة، يتبين لنا أن حظيت بالكثير من النقاش على مر تاريخ الفلسفة، وقد أفرزت هذه الإشكالية تصورين أساسيين، الأول يربطها بالجانب النفسي الغريزي وهو ما ذهبت إليه ميلاني كلاين، واتجاه آخر يربطها بالجانب الاجتماعي الثقافي حيث يربطها بتأثير المجتمع على الحاجة وتحويلها إلى رغبة.

 وفي الأخير نتساءل: هل نحن أحرار فيما نرغب فيه؟


 

jeudi 22 février 2024

تأطير إشكالي لمفهوم الرغبة :

 

الفئة المستهدفة: أولى بكالوريا " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة: الإنسان



نص سوزانا في (سفر دانيال )



تدور القصة حول امرأة يهودية تُدعى سوزانا وكانت هذه المرأة تتمتع بجمال فائق كما كانت على درجة عالية من الأخلاق والعفاف وفي يوم من الأيام ذهبت سوزانا للاستحمام فشاهدها قاضيان مسنان من وراء إحدى الأشجار وعندما باشرت في خلع ملابسها خرجا من مخبئهما واقتربوا منها وهدّداها بأنها إن لم تقدّم لهما نفسها طواعية ومارست معهم الجنس فإنهما سيشهدان ضدّها في المحكمة ويدّعيان أنهما رأياها تمارس الزنا مع شابّ في الحديقة، لكن سوزانا رفضت بشدة.

وفي اليوم التالي عقدت المحكمة برئاسة القاضيان وأمروا بإحضار سوزانا ووجها لها تهمة الزنا مع شاب بالحديقة زاعمين أنهما رأيا ذلك بنفسهما وصدق الناس كلام القاضيان على أساس أنهما قاضيان ومتدينان ويريدون حماية الفضيلة ثم صدر الحكم على سوزانا بالموت. وقبل تنفيذ الحكم قاطع شاب يدعى دانيال القاضيان وطلب سؤالهم عن الواقعة قبل تنفيذ الحكم على سوزانا وأمر دانيال بأن يُفصل الرجلان عن بعضهما وأن يُسأل كلّ منهما عن تفاصيل ما رأياه. فاختلف وصفهما للشجرة التي ادّعيا أن سوزانا التقت بالعاشق المزعوم تحتها. هذا الاختلاف في الوصف أثبت أنهما كانا يكذبان، فتأكّدت براءتها ونجت من الموت رجماً، بينا حُكم على الرجلين بالموت.

في هذه القصة، نلاحظ كيف أن الإنسان صنع ثقافة من خلال الإعلاء من رغباته وكبحها، وجعل الأخلاق والفضيلة هي المعيار الأساسي، للعلاقات بين الأفراد، القصة تتحدث عن صراع الرغبة الجنسية، والمعايير الأخلاقية، ومن جهة أخرى تعبر عن إشكالية القدرة على ضبط الرغبات كي لا تختل المعايير الأخلاقية داخل المجتمع.

يعتبر الإنسان حيوانا راغبا، ذلك أن له حاجات بيولوجية مثله مثل الحيوانات الأخرى، لكنه يتميز عنها بالرغبة لأنه يسعى إلى تحقيق حاجاته بأشكال وفي أوقات مختلفة، وبحسب ما يريد وهذا يعني أن الرغبة لها علاقة وطيدة بالإرادة والعقل. كما يكتنف مفهوم الرغبة غموضا مرتبطا بالأبعاد الأساسية للإنسان، بجسده وانفعالاته الوجدانية وإرادته العاقلة.

هكذا فللإنسان رغبات وجدانية واجتماعية وجمالية وغيرها.

تساؤلات المفهوم:

ماهي طبيعة الرغبة؟ هل هي ذات طبيعة نفسية لاشعورية؟ أم ذات طبيعة ثقافية اجتماعية؟ وما علاقة الرغبة بالحاجة؟

كيف تتفاعل الرغبة مع العقل والإرادة؟ وهل نحن أحرار فيما نرغب فيه؟

هل تتحقق السعادة بتحقيق الرغبة؟



mardi 20 février 2024

المحور الثالث: الإيديولوجيا والوهم

 

الفئة المستهدفة: أولى بكالوريا " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة 

المجزوءة: الإنسان



تأطير إشكالي:

التطور التاريخي للمفهوم:

كلمة الإيديولوجيا تتكون من شقين، الأول، Idéo التي تعني الأفكار والثاني Logie التي تعني العلم، وبالتالي فهي تعني حرفيا: علم الأفكار، وأول من صاغ المصطلح هو الفيلسوف الفرنسي دوتراسي Antoine-Louis-Claude Destutt  de Tracy(1745- 1836م). وهو علم يدرس في نظر دوتراسي مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يعتقدها الناس.

لكن المفهوم لم يشتهر إلا مع نابليون بونابارت 1769-1821 م الذي كان يطلقه على خصومه السياسيين على سبيل الاحتقار. لكن الكلمة ستصبح أكثر انتشارا في مجال السياسة بالخصوص مع الصحفي الألماني كارل ماركس (1818- 1883م) التي يعني بها الأفكار التي تعكس مصالح الطبقة المهيمنة. أما مع عالم الاجتماع كارل مانهايم 1893-1947م)، فسيميز في كتابه " الإيديولوجيا واليوتوبيا"، بين المعنى الخاص للإيديولوجيا، التي تعني الأفكار التي يتبناها الفرد، ومعناها العام، التي يربطها بأفكار طبقة أو حقبة تاريخية معينة.

من خلال هذه النظرة التاريخية يتبين أن مفهوم الإيديولوجيا تتجاذبه عدة مفارقات:

الفردي / الجماعي، العقل، الغريرة، الحقيقة/ الوهم...

ومن خلال هذه المفارقات نصوغ هذه الإشكالية:

ما هي الإيديولوجيا؟ وما هي أهم وظائفها؟ وما دور كل من الفلسفة والعلم في مواجهتها؟

التصور التأويلي للفيلسوف الفرنسي: بول ريكور (1913-2005م)

تحليل منهجي للنص ص 20 (الكتاب المدرسي: في رحاب الفلسفة)

المستوى الإشكالي للنص: ماهي الإيديولوجيا؟ وما هي وظائفها؟ وكيف تعمل على تشويه الواقع في وعي الأفراد؟

المستوى المفاهيمي للنص:

 الإيديولوجيا: هي عملية فكرية تحاول فهم وتغيير حياة الناس، ولها ثلاث وظائف، تشويه الواقع، وتبرير الاستغلال، ثم إدماج الأفراد في منظومة السلطة.

التشويه: هو قلب الواقع وفي أذهان الأفراد.

التبرير: تبرير الطبقة الحاكمة والمستغلة لهذه الهيمنة حتى تكون مقبولة ذهنيا لدى الأفراد.

الإدماج: إدماج الأفراد في منظومة جماعية موحدة.

العلاقة بين المفاهيم: هي علاقة تكامل، لأن الإيديولوجيا تعمل على تشويه الواقع وتبرير الاستغلال ودمج الأفراد في منظومة أفكار موحدة.

المستوى الحجاجي للنص:

حجة التأكيد: حيث يؤكد على أهمية الوظيفة الإدماجية للإيديولوجيا.

حجة العرض والتفسير: حيث عرض الكاتب فكرته عن الإيديولوجيا ويفسر وظائفها.

حجة المثال: مثال: "إعادة إحياء أحداث الماضي"

المناقشة:

المناقشة الداخلية: مناقشة داخلية: تتجلى أهمية النص في كونه نصا حجاجيا اعتمد لغة واضحة، ويعبر عن موقف المدرسة التأويلية في الفك الفرنسي التي حاولت تفسير النصوص الفلسفية الكبرى.

المناقشة الخارجية:

 أطروحة المفكر المغربي عبد الله العروي مؤرخ مغربي (1933)

 حدد عبد الله  العروي خمس استعمالاتللأدلوجة" كما يسميها :

أولا استعمال القرن 18م: حيث تعني الإيديولوجيا الأفكار المسبقة الموروثة عن عصور الجهل.

ثانيا: استعمال المفكرين الألمان: حيث تعبر عن الروح التي تحفز حقبة تاريخية.

ثالثا الاستعمال الماركسي: حيث تعني منظومة فكرية تعكس بنية النظام الاجتماعي.

رابعا استعمال نيتشه: مجموع الأوهام التي يعاكس بها الإنسان المنحط قيم الحياة.

خامسا استعمال فرويد: وهي مجموع الأفكار التي تعاكس مبدأ اللذة.

خلاصة تركيبية:

من خلال تحليلنا لإشكالية " الوهم والإيديولوجيا"، يتبين لنا، أنها قضية أثارت الكثير من الجدل بين المفكرين والفلاسفة. خاصة وأنها مرتبطة بمجال السياسة. ولكن يمكن القول أن الإيديولوجيا هي فكر غير دقيق، يحول الرغبات إلى حقائق، ويقفز على العقلانية والدقة التي لا نجدها إلا في الفكر العلمي. القائم على التجارب الملموسة والنظريات العقلانية الواضحة. كما أن مهمة الفلسفة هي مواجهة الإيديولوجيا وتزييفها. وفي الأخير نتساءل: كيف تتحدد الرغبة الإنسانية؟




lundi 19 février 2024

المحور الثاني: الوعي واللاوعي


  الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"

المادة:  الفلسفة 

المجزوءة الإنسان




إشكالية المحور:

ما هو اللاوعي؟ ومن الذي يتحكم في الحياة النفسية للإنسان؟ الوعي أم اللاوعي؟
المستوى المفاهيمي:

- الشعور: منطقة ضيقة من اللاشعور، ذكرها فرويد في نظريته الموضعية الأولى، التي تتضمن اللاشعور والشعور وما قبل الشعور.

- اللاشعور: هو الأساس العام للحياة النفسية، وهو أوسع منطقة تضم بين جوانبها منطقة الشعور.

- الحلم: هو آلية نفسية يتم فيها تصوير الجسد تصويرا رمزيا من أجل تحقيق الرغبات المكبوتة لا شعوريا.

- المخاوف الهستيرية: اضطرابات نفسية عصابية تعبر عن علاقات اضطراب في شخصية الفرد وهي تعبيرات جسدية.

العلاقة بين المفاهيم: هي علاقة تضمن لأن اللاشعور يتضمن الشعور، ويتمظهر اللاشعور من خلال الحلم والمخاوف الهستيرية.

المستوى الحجاجي:

حجة الدحض: يتجلى في دحض الأطروحة التي "تبالغ في تقدير خاصية الشعور."

حجة العرض والتفسير: حيث عرض فكرته القائلة بفرضية اللاشعور ثم فسرها.

حجة المثال: حيث استعرض أمثلة للتدليل على موقفه مثل: " الحلم " و " المخاوف الهستيرية".

المناقشة:

مناقشة داخلية: تتجلى أهمية النص في كونه نصا حجاجيا اعتمد لغة واضحة، ووظف أمثلة من مجال علم النفس، وفسر ألية اشتغال اللاشعور. كما أنه يعبر عن رأي واحد من المنظرين في مجال علم النفس الذين كان لهم التأثير الكبير في فهم الإنسان خلال القرن 20.

مناقشة خارجية: موقف الفيلسوف الفرنسي: ألان (إميل شارتيي)

لكن رغم تلك الأهمية إلا أن نظرية التحليل النفسي تعرضت للكثير من النقد سواء من طرف علماء النفس أو من طرف الفلاسفة ونستحضر هنا موقف الفيلسوف الفرنسي ألان الذي يؤكد على خطأ نظرية فرويد في تفسيره للسلوك الإنساني، جعل في نظره اللاوعي بمثابة " شيطان " أو " ملاك شرير يتحكم في الإنسان، في حين أن تركيبة الإنسان واضحة ويعتبر الوعي هو المتحكم فيها.

خلاصة تركيبية للمحور:

من خلال تحليلنا لإشكالية " الوعي واللاوعي"، يتبين لنا، أنها قضية أثارت الكثير من الجدل بين علماء النفس والفلاسفة وحتى علماء البيولوجيا والطب. لأن نظرية التحليل النفسي التي قدمها فرويد خلال نهاية القرن 19م، أعطت فهما جديدا للسلوك الإنساني، قائم على أهمية العوامل اللاشعورية في حياة الإنسان، لكن مع تقدم علم النفس وتطور الدراسات العصبية ونمو مجال علم النفس المعرفي، أصبحت هذه النظرية متجاوزة في الكثير من جوانبها. وفي الأخير نتساءل:

ماهي الإيديولوجيا؟

 


dimanche 18 février 2024

المحور الأول: الإدراك الحسي والشعور

 

 الفئة المستهدفة: 1 باك

المادة: الفلسفة 

المجزوءة: الإنسان



المحو الأول: الإدراك الحسي والشعور

الوعي السيكولوجي: وعي الفرد بذاته وبالعالم الخارجي

إشكالية المحور: ما هو الوعي؟ هل هو إدراك حسي مباشر أم شعور ذاتي خالص؟

التصور الفلسفي العقلاني: موقف روني ديكارت 1596-1650م

 

" ولكن أي شيء أنا الآن إذن؟ أنا "شيء مفكر"، وما الشيء المفكر؟ إنه شيء يشك، ويفهم ويتصور، ويثبت وينفي، ويريد ويتخيل ويحس أيضا، حقا، إنه ليس بالأمر اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي، ولكن لم لا تكون من خصائصها؟ ألست أنا ذلك الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء على التقريب، وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء ويتصورها، ويؤكد أنها وحدها صحيحة وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، ويأبى أن يُخدع ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانا يحس منها بالكثير أيضا بواسطة أعضاء الجسد؟ فهل هنالك شيء يعادل في صحته اليقين بأني موجود حتى لو كنت نائما دائما، وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لتضليلي؟ وهل هناك أيضا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عن فكري، أو يمكن القول بأنها منفصلة عني فبديهي كل البداهة أنني أنا الذي أشك، وأنا الذي أفهم، وأنا الذي أرغب، ولا حاجة إلى شيء لزيادة الإيضاح."

روني ديكارت، تأملات ميتافزيقية، ترجمة عثمان أمين، نشر المكتبة الأنجلو مصرية، 1974، ص 98-100

أطروحة النص: يؤكد ديكارت أن الوعي أو التفكير هو الخاصية الأساسية للذات الإنسانية باعتبارها ذاتا تمتلك وعيا وعقلا وتفكيرا.

التصور الفلسفي التجريبي: موقف دافيد هيوم 1711-1776م

" هناك بعض الفلاسفة الذين يظنون أن لدينا في كل حين شعورًا حميمًا بما نسميه (أنا)، وأننا نحسٌ بوجُوده وباستمرار وجوده، وأننا متيقنون من هويته وبساطته التامتين يقينًا أكثر من ذاك الذي يكون بواسطة البرهان… أما من جهتي فإنني عندما أتوغل في أعماق ما أسميه (أنا) أصطدم دائمًا بهذا الإدراك الخاص أو ذاك، بالحرارة أو بالبرودة، بالنور أو الظلام، بالحب أو الكراهية، بالألم أو اللذة. فلا يمكنني أن أعقل نفسي (أنا) في أية لحظة من دون عملية إدراكية ما، ولا يمكنني أن ألاحظ إلا الإدراك. فعندما تزول إدراكاتي الحسية لمدة من الزمان، مثلما يكون ذلك في النوم الهادئ فإن شعوري (بأناي) يزول خلال النوم، ويمكن القول حقّا بأني لست موجودًا. فلو كانت جميع إدراكاتي قد زالت بالموت، وكنت لا أستطيع أن أفكر، ولا أن أحس، ولا أن أرى، ولا أن أحب، ولا أن أكره بعد تحلل جسمي، فإنني أكون قد غِبْتُ تمامًا، وأني لا أتصور شيئا أكثر من هذا ليجعل مني عدمًا بحتًا."

دافيد هيوم، منقول من “المختار من النصوص”؛ اختيار وتعريب محمود يعقوبي، مكتبة الشركة الجزائرية، 1972، ص 66-65

أطروحة النص: يولد الإنسان وعقله فارغ من كل معرفة كصفحة بيضاء، وبالتالي فالوعي هو التجارب الحسية التي يكتسبها الإنسان من خلال احتكاكه وتفاعله مع العالم الخارجي.

التصور العلمي: موقف عالم الأعصاب جون بيير شونجو:

الوعي نشاط عصبي فيزيولوجي.

-1 مؤلف النص :   هو عالم بيولوجي فرنسي يهتم بدراسة الخلايا العصبية للدماغ. من مؤلفاته " العقل واللذة " و " الأسس الطبيعية للأخلاق".

- 2 إشكال النص: ما هو الوعي؟ وهل يمكن تحديده بدقة؟

-3 أطروحة النص: يرفض شونجو كعالم بيولوجي أن يكون الوعي موضوعا للدراسات اللاهوتية والأدبية، بل يجب تفسيره وإخضاعه للتجارب العلمية الدقيقة. ويرى أن كل نشاط عقلي هو عبارة عن نشاط عصبي؛ فالحواس تتعرض إلى منبهات خارجية وتقوم بإرسالها إلى الجهاز العصبي الذي تقوم خلاياه، وبكيفية معقدة، بإحداث نشاط عقلي هو الذي يعبر عنه بما يسمى بالوعي.   هكذا يقدم لنا صاحب النص تفسيرا ماديا فيزيولوجيا لمسألة الوعي، والذي يلعب الإدراك الحسي دورا كبيرا في إنتاجه.

                                       الوعي يتطلب: 

  - الحواس      

 - الجهاز العصبي                               

  - العالم الخارجي

    4- مفاهيم النص : 

  - الوعي هو نشاط عقلي مرتبط بخلايا الجهاز العصبي للدماغ ولا يمكن تصوره بدونه.

   - النشاط العقلي هو نشاط عصبي مشروط فيزيولوجيا؛ أي أنه مرتبط بوظائف خلايا الجهاز العصبي.

 - التمثل هو عبارة عن صور عقلية ذات طابع مادي، لأنها مرتبطة بالخلايا و السيالات العصبية التي تغديها و تفرزها. 

المحور 2 : الوعي واللاوعي

المحور الثالث : الإيديولوجيا والوهم

-5  حجاج النص: 

يدحض صاحب النص الأطروحة التي يتبناها الكثير من الفلاسفة و اللاهوتيين الذين يخضعون الوظائف العليا للدماغ للخطابات اللاهوتية و الأدبية، و يعتبرون دراستها من اختصاصهم.   إن صاحب النص يرفض ذلك، ويدعو إلى دراسة الوظائف العليا للدماغ دراسة علمية دقيقة.   - أما أسلوب التعريف فيتجلى في تحديده للنشاط العقلي وللوعي باعتباره نشاطا عصبيا مشروطا فيزيولوجيا. ثم يلجأ إلى أسلوب التوضيح من خلال إعطاء أمثلة، والاستشهاد بعلماء وبتجارب ودراسات علمية. ويمكن توضيح هذه الأساليب الحجاجية من خلال ما يلي:

- النقد : ينتقد صاحب النص الخطابات الأدبية التي تؤكد أن الوعي موضوع فلسفي.

- التعريف : يعرف صاحب النص الوعي بأنه نشاط حسي مشروط فيزيولوجيا.

- النفي : ينفي صاحب النص أن يكون الوعي نشاطا غير عصبي.

- السلطة العلمية : يستشهد صاحب النص "بجاك مونو" الذي يؤكد أن الوعي هو تمثل للموضوعات الخارجية.

- الاستنتاج :  يستنج صاحب النص فرضية تتأسس على اعتبار الوعي عبارة عن موضوع حسي.