الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"
المادة: الفلسفة
المجزوءة: الإنسان
إشكال المحور:
من خلال ممارسة الإنسان لعملية التفكير، يتجلى بوضوح
تشبثه باللغة كمعبر عن الموضوعات التي يعالجها الإنسان أثناء هذه العملية، فتصور
الإنسان للمفاهيم، وفهمه للوجود الطبيعي والإنساني يمر عبر ترجمة هذه المفاهيم
والموضوعات إلى كلمات ورموز تكون في مجملها لغة، ولعل إشكالية ارتباط اللغة
بالتفكير أثيرت قديما، حيث تعني كلمة "لوغوس logos" عند فلاسفة اليونان
اللغة أو الخطاب، كما تعني العقل أو الفكر، فما علاقة اللغة بالتفكير؟ هل يمكن
اعتبارهما وجهان لعملة واحدة؟ أم أن الفكر يستعمل اللغة كأداة للتعبير عن نفسه
باعتبارها منفصلة عنه؟
وحدة اللغة والفكر:
تحليل نص ميرلو بونتي M.Merleau-Ponty1961 - 1908 ـص 48 من الكتاب المدرسي.
أطروحة النص: يرفض ميرلوبونتي أن تكون
اللغة أداة منفصلة عن التفكير، نستعملها من أجل التعبير عما يجول بداخلنا من
أفكار، ويرى مقابل ذلك أن اللغة والتفكير مرتبطان بشكل يستحيل معه الفصل بينهما،
فاللغة حسبه هي جسد التفكير.
تحليل الأطروحة: إن الكلام ليس علامة
للفكر، حيث تشير هذه العلامة إلى الفكر كما يشير الدخان إلى النار، دون أن تكون
النار هي الدخان نفسه.
ــ اللغة والفكر مرتبطان،
بحيث نستخرج الأفكار والمعاني من داخل الكلمات، كما نستخرج الكلمات من المعاني، من
حيث إن اللغة هي واجهة الفكر، أو صورته الخارجية.
ــ لم يكن ممكنا أن تكون
اللغة هي حصن التفكير لولا توفرها على قوة للدلالة عليه، ذلك أنها الحضور المحسوس
للفكر، فهي الجسد الذي يظهر من خلاله الفكر.
ــ إن الفكر بدون لغة هو
وعي فارغ، إذ لا يمكن أن يتحقق الفكر إلا بوجود لغة تعبر عنه، فحتى في حالة الصمت،
يستعمل الإنسان الكلمات، بالتالي فالفكر والتعبير يتكونان دفعة واحدة، وفي نفس
الوقت.
خلاصة واستنتاج:
نخلص انطلاقا مما سبق إلى أن الفكر لا يمكن أن
يكون إلا في حضور اللغة، وأن اللغة لا يمكن أن تعبر عن الفكر إلا إذا كانت من نفس
طبيعته، بالتالي فاللغة والتفكير وجهان لعملة واحدة، ذلك أن التفكير عملية داخلية
تتخذ من اللغة جسدا لها، تتجلى من خلاله وتتكون في ظله.
مناقشة الأطروحة:
موقف هنري برغسونH.Bergson
1859/1941،
النص ص 49.
يرى برغسون في سياق
معالجته لإشكالية ارتباط اللغة بالفكر، أن اللغة أفقر من أن تعبر عن غنى أفكارنا
وعواطفنا، بحيث نتخذ نفس العبارات المتراكمة للتعبير عن أحاسيس قد تختلف من شخص
إلى آخر، دون أن تختلف هذه العبارات في حالتي الشخصين، وهكذا فالعالم الداخلي الذي
يعيشه كل منا لا ينفتح إلا نسبيا على العالم الخارجي، وذلك لعجز اللغة على تحويل
كل أحاسيس الفرد إلى كلمات معبرة.
اختلفت التصورات في معالجة إشكالية ارتباط اللغة بالفكر، فمن الفلاسفة من رأى أن اللغة مرتبطة بالفكر بشكل يصعب معه اعتبار اللغة مجرد وسيلة للتعبير عن الفكر، ومنهم من رأى أن اللغة عاجزة عن التعبير عن الفكر، نظرا لفقرها أمام غنى الفكر المجسد لمختلف حالات الإنسان، وبين هذا الموقف وذاك، يبقى سؤال العلاقة بين اللغة والفكر قائما.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire