الفئة المستهدفة: أولى بكالوريا " جميع الشعب "
المادة: الفلسفة
المجزوءة: الإنسان
إشكالية المحور:
تعرف اللغة بكونها نظام من العلامات التي تم التواطؤ عليها بشكل اعتباطي، لاستعمالها كوسيلة للتواصل، بالاعتماد إما على الكلام أو على الكتابة، وعند التطرق لموضوع اللغة، أول ما يمكن ملاحظته هو خاصة بالإنسان دون غيره من الكائنات، فكيف يمكن أن ندعم فكرة كون اللغة خاصية إنسانية؟ ألا يمكن افتراض وجود لغة حيوانية تؤدي أدوار اللغة الإنسانية؟
موقف إرنست كاسيرر:
يؤكد الفيلسوف الألماني
كاسيرر على أن ما يميز الإنسان، ليس امتلاكه للعقل والتفكير، بل قدرته على اختراع
جهاز رمزي، يمكنه من بناء عالم رمزي مواز لعالمه المادي المحدود. فالإنسان في نظره
" حيوان رامز"، وبالتالي يضيف الإنسان من خلاله جهازه الرمزي بعدا جديدا
لوجوده، وهو أهم بعد لأن الرموز وخاصة اللغة الرمزية هي التي تتيح للإنسان الفرصة
لخلق عالمه الرمزي، وكل الحضارة التي صنعها الإنسان من دين ولغة وأساطير وفنون، لم
يكن من الممكن أن يصنعها الإنسان بدون رموز. وعلاقة باللغة الإنسانية فإن ما
يجعلها خاصية إنسانية مختلفة عن اللغة الحيوانية هو ارتباطها بالرموز الشيء الذي
يجعلها منتوجا إنسانيا خالصا ومتفردا.
موقف ديكارت:
يتميز الإنسان في نظر الفيلسوف العقلاني ديكارت
بكونه كائنا مفكرا، مما يتيح له التعبير عن الموضوعات والأفكار التي تجول بداخله،
فالعقل هو النقطة الفاصلة بين الإنسان وغيره من الكائنات، في حين تبقى العلامات
التي تصدرها الحيوانات عبارة عن انفعالات اتجاه مثيرات العالم الخارجي، أما الكلام
الإنساني فهو انعكاس دال على وجود أفكار تتجاوز الانفعالات، بالتالي فاللغة خاصية
إنسانية ما دام الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالعقل.
ثانيا: مناقشة النص:
موقف إيميل بنفنيست:
أولا: الفرق بين الإشارة
والرمز:
للتمييز بين اللغة الإنسانية و"اللغة
الحيوانية"، يميز بنفنيست بين الرمز والإشارة على الشكل التالي:
الرمـــز
• يتواطأ الانسان على وضع مجموعة من
الرموز للدلالة على أشياء مادية كانت أو مجردة
• مثال: ــ رمز الميزان يدل على العدالة
• يكتسب الانسان قدرة على تأويل الرموز
عبر التواطؤ على ربط الدال بالمدلول
• تعد اللغة أبهى صورة يمكن أن يتمثل
فيها النظام الرمزي الذي يبدعه الانسان
الإشــارة:
• هي واقعة فيزيائية، ترتبط بواقعة
أخرى بشكل طبيعي أو اتفاقي
• مثال: ــ البرق يشير إلى الرعد
ــ الجرس: يشير إلى وقت
الاستراحة
• ما يعتبر "لغة حيوانية" هو
ردود أفعال تصدر عن الحيوان اتجاه إشارات معينة
• يشترك الانسان والحيوان في الاستجابة
للإشارات.
خلاصة المحور: يجمع الفلاسفة على أن
اللغة ميزة خاصة بالإنسان، يحول تعقيدها دون قدرة الحيوانات على منافسته فيها،
فاللغة الإنسانية تتجاوز ردود الأفعال اتجاه مثيرات العالم الخارجي، إلى كونها
نظام رمزي بالغ في التعقيد، يعبر من خلاله الإنسان عن أفكاره، بوصفه كائنا مفكرا، وهذا
ما يكشف لنا عن علاقة بين اللغة والفكر، فما طبيعة هذه العلاقة؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire