vendredi 19 avril 2024

المحور الثاني: الرغبة السعادة

 

الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"

المادة: الفلسفة

المجزوءة: الإنسان



تأطير إشكالي:

 بعدما رأينا علاقة الرغبة بالإرادة نتطرق الآن لتحليل العلاقة بين الرغبة والسعادة، وتعني السعادة الحالة النفسية المميزة بالنشوة والرضى إذن يمكن أن نطرح التساؤلات التالية:

ما علاقة الرغبة بالسعادة؟

هل يمكن أن يكون الإنسان سعيدا بتلبية حاجاته؟

التصور العقلاني: رونيه ديكارت 1596-1650م

إشكالية النص: ما علاقة الرغبة بالسعادة ما علاقة الرغبة بالبهجة؟

أطروحة النص: إن الرغبات حسب " ديكارت" متعددة حسب موضوعاتها، والبهجة هي التي تولد إحساسا عظيما بما يبهجنا، وأحسن الرغبات وأعلاها هو " الحب".

حجاج النص:

حجة التأكيد: "إن الطبيعة..."

حجة النفي:" لا نسعى إلى شيء ولا نريد..."

حجة المثال: " إننا لو أخذنا مثلا الفضول..."



حجة التقابل: الحب  / الكراهية          البهجة/  النفور

حجة الاستفهام: فما الرغبة التي تولدها البهجة؟

حجة التعريف: «الإحساس بالبهجة يسمى عادة الحب"

حجة العرض والتوضيح: " إن الابتهاج الرئيسي..."

استنتاج للنص:

نستطيع أن نتبين مع ديكارت ارتباط الرغبة بالسعادة فإذ يقر بتعدد الرغبات. وتغيرها بحسب تعدد موضوعاتها، فالرغبة المتولدة عن الإحساس بالبهجة هي أقوى الرغبات المتمثلة في الميل نحو شخص ما نعتقد فيه صفات الكمال الذي بإمكانه أن يشكل ذاتنا الأخرى. والميل الذي يعكس هذه الرغبة هو "الحب".

المناقشة: تحليل موقف أبيقور 342 ق.م 270 ق.م

أطروحة النص:

يعتبر أبيقور أن تحقيق اللذة هو غاية الحياة السعيدة، ما دامت الذات الإنسانية في سعي مستمر نحو التخلص من الآلام والاضطرابات.

ويقسم أبيقور اللذات إلى نوعين:

اللذات الطبيعية: ويعتبرها ضرورية للجسم والاستمرار في الحياة.

اللذات الحسية: وهي التي لا تشكل ضرورة للإنسان.

يتضح إذن أن الموقف الأبيقوري هو موقف يعتبر اللذة شيئا مهما وضروريا عكس بعض الفلاسفة الذين اعتبروها شيئا يجب التخلص منه.

تصور الفلسفة الإسلامية (ابن مسكويه ) : السعادة في قهر الرغبات

يعتبر الفيلسوف المسلم إبن مسكويه، في كتابه تهذيب الاخلاق وتطهير الأعراق، أن التعالي على الشهوات، هو السبيل نحو السعادة الحقيقية، ويميز في ذلك، بين رأي العوام من الناس الذين يبالغون في تقدير اللذات المادية، ويصفهم بأخس الكائنات كالخنافيس والخنازير والحشرات. أما تهذيب النفس والسعي بها نحو كمالها الأخلاقي، فيقضي بالضرورة لجمها عن هذه اللذات الذنيئة. يقول: "  من رضي لنفسه بتحصيل اللذات البدنية، وجعلها غايته، وأقصى سعادته، فقد رضي بأخس العبودية ، لأخس الموالي. لأنه يُصَيِّر نفسه الكريمة… عبدا للنفس الدنيئة، التي يناسب بها الخنازير، والخنافس، والديدان، وخسائس الحيوانات التي تشاركه في هذا الحال."[1]

خلاصة تركيبية:

يتبين من خلال تحليلنا لمفهوم الرغبة أنه م بين المفاهيم الفلسفية التي استأثرت باهتمام الفلاسفة عبر التاريخ. وقد أفرزت عدة إشكالات مرتبطة أساسا بمفاهيم الحاجة والإرادة والسعادة. فالرغبة مرتبطة بالجانب النسي اللاشعوري حسب ميلاني كلاين، وهي حسب لنتون ذات علاقة بالجانب الاجتماعي. ومرتبطة بالإرادة حسب سبينوزا مرتبطة باللاشعور وبالتالي خارج عن إرادة الإنسان حسب جاك لاكان. وأخيرا تحقيق الرغبة هي وسيلة لتحقيق السعادة حسب أبيقور وديكارت. أما حسب ابن مسكويه فهي طريق للشقاء.

 



[1] ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، مكتبة الثقافة الدينية، بدون تاريخ، ص: 49 – 51.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire