الثلاثاء، 6 فبراير 2024

 المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك 

النص:

" تكمن التربية في عملية التنشئة الاجتماعية الممنهجة، التي يتلقاها الجيل الشاب. يمكن القول، إنه داخل كل واحد منا، يوجد كائنين لا يمكن الفصل بينهما إلا على المستوى التجريدي. أحدهما يتكون من كل الحالات الذهنية التي لا ترجع إلا إلى ذواتنا وإلى الأحداث المتعلقة بحياتنا الشخصية: وهذا ما نسميه بالكائن الفردي. والآخر هو عبارة عن نسق من الأفكار، والأحاسيس والعادات التي تعبر عن نفسها داخلنا، لا يتعلق الأمر بشخصيتنا الخاصة، بل بالجماعة أو المجموعات المختلفة التي ننتمي إليها، تلك هي المعتقدات الدينية، والمعتقدات والممارسات الأخلاقية، والعادات الوطنية أو المهنية، والآراء الجماعية بمختلف أنواعها. ومجموع هذه الأشياء هو الذي يكون الكائن الاجتماعي، ودور التربية هو تكوين هذا الكائن بداخلنا."

Emile Durkheim : Education et sociologie, Librairie Fant 7, 2006. P 17 -19 – 20.

                           حلل (ي) النص وناقشه (يه).

مطلب الفهم:

وجب تأطير النص ضمن إطاره العام المتعلق بمجزوءة الوضع البشري، ثم مجاله الخاص المرتبط بمفهوم الشخص ثم تحديد القضية الأساسية التي يعالجها وهي قضية الهوية الشخصية، وتضمين ذلك في شكل تمهيد مناسب يتضمن مفارقة. أي لابد أن يعطي التمهيد المبررات الكافية لطرح الإشكالية تعطي المبرر الكافي لطرح الإشكالية المتعلقة بالهوية الشخصية.

نموذج مقترح لكتابة المقدمة: 

من خلال القراءة الأولية للنص، وانطلاقا من بعض المفاهيم الواردة فيه (الكائن الفردي، الجماعة، الكائن الاجتماعي...)، ستبين لنا بأنه يتأطر ضمن المجال الإشكالي لمجزوءة الوضع البشري، ويقصد بالوضع البشري مختلف المحددات التي الأساسية الفردية والغيرية والزمانية، التي تحدد وتحصر الوجود الإنساني في العالم، ويتسم هذا الوضع بالتداخل والتركيب بين كل هذه المحددات، ويحيل النص على مفهوم الشخص بما هو ذات يتجاذبها بدورها -كما توحي لنا القراءة الأولى للنص- مستويات فردية وجماعية. بمعنى أن الهوية الشخصية هي التي تجعل الذات تحافظ على وحدتها لكن التي تتحول على حسب الظروف. وهي الإشكالية التي يقاربها النص، وهي من القضايا الفلسفية التي استرعت اهتمام الفلاسفة والمفكرين والعلماء على مر العصور، لاستكناه حقيقة الإنسان. ومن خلال ما سبق يمكن أن نطرح إشكالية النص على الشكل التالي: ما الذي يحدد هوية الشخص؟ هل تتحدد هويته بشكل داخلي فردي؟ أم تتحدد بشكل اجتماعي؟ بمعنى هل أن الهوية الشخصية تنطلق من الفرد نفسه وأحاسيسه الداخلية وتركيبته النفسية والذهنية؟ ـأم أن الهوية الشخصية تنطلق من المجتمع عبر مختلف المعايير والقيم والعادات لتشكل الهوية الشخصية؟

وإلى حد يمكن القول إن التفاعل بين الفردي والجماعي هو المحدد الأساس لهذه الهوية؟

مطلب التحليل:

في التحليل يجب استخراج الأطروحة الرئيسية التي تنتظم حولها أفكار ومفاهيم النص والعلاقات القائمة بينها، ثم استخراج الحجج والبراهين التي يدافع بها النص عن هذه الأطروحة. يمكن وضع خلاصة جزئية في نهاية التحليل وسؤال للانتقال نحو مطلب المناقشة.

نموذج مقترح لكتابة التحليل:

         يؤكد صاحب النص أن الهوية الشخصية للفرد تتكون من مستووين أساسيين، مستوى داخلي، هو الذي يتشكل من الحياة الذهنية للفرد، يسمى هذا الجانب بالكائن الفردي، وجانب آخر يتكون من الأفكار والأحاسيس والعادات التي نتلقاها من المجتمع وهي مجموع المعتقدات الدينية، والممارسات الأخلاقية، والعادات الوطنية أو المهنية، والآراء الجماعية ويسمى هذا الجانب بالكائن الاجتماعي، وتتكون هذه الهوية المزدوجة من خلال عملية التربية والتنشئة الاجتماعية.

       بالعودة لأفكار النص نجد أن صاحبه ينطلق في الفقرة الأولى التي تتحدد بين "بداية النص إلى " الكائن الفردي." ويؤكد فيها أن التنشئة الاجتماعية تحددها التربية، مؤكدا أن داخل كل فرد منا هوية فردية داخلية تتكون من مكونين أساسيين: الأول يسميه بالمكون الفردي، ويتشكل من خلال الحالات الذهنية المكونة للحياة الشخصية للفرد، وتسمى ب" الكائن الفردي.

بعد ذلك ينطلق في الفقرة الثانية التي تتحدد بين قوله:" والآخر هو عبارة عن نسق..."، إلى نهاية النص. ويؤكد فيه على الجانب الآخر الذي يكون الهوية الشخصية، وهو الجماعة التي ينتمي إليها الفرد والتي تعمل على تلقينه -عبر التنشئة الاجتماعية والتربية- مختلف المعتقدات الدينية، والممارسات الأخلاقية، والعادات الوطنية أو المهنية، والآراء الجماعية. ويسمى هذا الجانب في الهوية بالكائن الاجتماعي. إذن الهوية حسب صاحب النص مزدوجة، لديها جانب داخلي نفسي وجانب خارجي اجتماعي.

إن التفكير الفلسفي هو بناء للمفاهيم الفلسفية بامتياز، لذلك فهذا النص يتضمن مجموعة المفاهيم ذات الصلة بمجال علم الاجتماع تحديدا، أول هذه المفاهيم، نجد مفهوم الهوية الذي لم يذكره إلا بشكل ضمني من خلال عدة مؤشرات لفظية ك" الداخل و الذات.."، ويقصد بها حسب النص:" ذلك الكائن المزدوج الأوجه الذي يوجد داخل كل واحد منا ويشكل الأساس وجوهر شخصيتنا، والذي لا يمكن حسب النص فصلهما، وهذين الجانبين، هو الجانب النفسي الداخلي، والجانب الاجتماعي الذي نتلقاه عبر التنشئة الاجتماعية."

نجد كذلك مفهوم التنشئة الاجتماعية: ويعرفه النص "كعملية يتم من خلال نقل مختلف العادات والتقاليد والعقائد إلى الفرد من خلال الجماعة التي ينتمي إليها عبر التربية." نجد كذلك مفهوم الجماعة: ويقصد بها "مجموع الأفراد المكونين للمجتمع، والذين تربط بينهم روابط اجتماعية مشتركة." ثم كذلك مفهوم الكائن الفردي، ويعرفه النص، بأنه: " نسق من الأفكار، والأحاسيس والعادات التي تعبر عن نفسها داخلنا، لا يتعلق الأمر بشخصيتنا الخاصة." وأخيرا مفهوم الكائن الاجتماعي: وهو: " نسق من الأفكار، والأحاسيس والعادات التي تعبر عن نفسها داخلنا، التي تعبر عن الجماعة أو المجموعات المختلفة التي ننتمي إليها، وتتشكل من مختلف المعتقدات الدينية، والمعتقدات والممارسات الأخلاقية، والعادات الوطنية أو المهنية، والآراء الجماعية بمختلف أنواعها."

إن العلاقة القائمة بين هذه المفاهيم هي علاقة ترابط وانسجام لأن الهوية الشخصية تتحدد وفق بعد داخلي فردي مرتبط بالحالات الذهنية للفرد، وبعد آخر تكونه الجماعة التي ينتمي إليها الشخص، عبر التربية والتنشئة الاجتماعية.

 إن العلاقة هذه المفاهيم هي ما يؤسس لأطروحة النص المرتبطة التي تؤكد على البعد المزدوج للهوية.

إذن كيف يقدم النص أطروحته وكيف يدافع عنها:

لأجل تلك الغاية استعان النص بمجموعة من الأساليب الحجاجية: إذ ينطلق من حجة العرض، إذ يعرض أطروحته في بداية النص ويؤكد عليها، من خلال قوله: " تكمن التربية.."، ثم ينفي بعدها البعد الواحد للهوية لأن ذلك في نظره غير ممكن إلا في المستوى التجريدي، حينما يقول: " لا يمكن الفصل بينهما إلا...". ثم ينطلق لشرح وتفسير هذين البعدين: من خلال قوله: " أحدهما....." وقوله كذلك: " الأخر...". موظفا في الآن ذاته حجة التعريف حينما يعرف هذه الأبعاد من خلال قوله مثلا: " الآخر هو نسق من الأفكار...". كما يستعين بمجموعة من الأمثلة: " المعتقدات، الممارسات الأخلاقية، العادات الوطنية." وفي الأخير يستعين بحجة الاستنتاج لأنه استنتج أن ما يكون الهوية هو التربية من خلال قوله: " ومجموع هذه الأشياء هو الذي يكون التربية". ويمكن كذلك القول بأنه استعان بحجة القياس المنطقي، لأنه انقل من مقدمة واضحة بذاتها، مستعينا بمختلف الاستدلالات المنطقية للوصول للنتيجة النهائية.

يتبين لنا إذن أن صاحب النص، قد دافع عن أطروحته القائلة بدور التنشئة الاجتماعية في تكوين الهوية الشخصية، التي يربطها بالبعد الذاتي والبعد الاجتماعي.

مطلب المناقشة:

يُنتظر من التلميذ في هذه المرحلة أن يؤكد على أهمية الأطروحة الفلسفية من الناحية الداخلية للنص والناحية التاريخية. ويبين حدود الأطروحة من خلال ربطها وفتح النقاش بينها وبين تصورات فلسفية معارضة أو مؤيدة.

نموذج مقترح للمناقشة:

         يتبين لنا بعد عملية التحليل أن النص متماسك من الناحية المنطقية، وقد وظف صاحبة عدة مفاهيمية ومقاربة اجتماعية، لأن دوركهايم من بين المؤسسين للاتجاه الوضعي في علم الاجتماع، وبالتالي فهو يعطي الأهمية للعوامل الاجتماعية في تكوين الهوية. لكن ألا يمكن القول بأن الأساس المزدوج للهوية هو النظر إلى الذات الإنسانية بشكل انفصامي أليس هناك جوهرا واحدا هو المؤسس لهذه الهوية؟

للإجابة عن هذا التساؤل نستحضر التصورات التي نادت بالبعد الواحد للهوية، مثل المقاربة الفلسفية التي خلال القرن 17 التي دعا إليها الفيلسوف ديكارت، الذي يؤكد أن ما يؤسس الهوية هو الفكر، باعتباره نورا فطريا يحافظ على وحدة الذات وثباتها ووجودها، رغم تغير حالاتها الفكرية والنفسية. وهو ما تعبر عنه قولة ديكارت: " أنا أفكر إذن أنا موجود." والتصور الماهوي الآخر الذي جاء كرد فعل على الاتجاه العقلاني ونقصد به الاتجاه التجريبي الذي يعتبر جون لوك أهم رموزه. والذي يربط الهوية بالجانب الشعوري، لأنه لا يمكن تصور فكرا لا يمرر عبر الحس، لأنه لا وجود لأي فكر خالص وفطري كما يدعي ديكارت، مادام الشخص يولد وعقله صفحة بيضاء نملأها بالتجربة. يقول جون لوك في كتابه مقالة في الفهم البشري: " لا يمكن أن ندرك إدراكا فكريا دون أن نشعر أننا ندرك إدراكا فكريا."

وفي اتجاه آخر نستحضر المقاربة النفسية لسيجموند فرويد الذي يقترب قليلا من أطروحة النص، لأن يركز على الجانب اللاشعوري في الفرد، من خلال تقسيمه الشهير للجهاز النفسي، إلى جانب واقعي هو " الأنا"، وجانب أخلاقي هو " الأنا الأعلى"، وجانب غريزي "هو " الهو". وفي نظره الصراع بين هذه المكونات هو ما يحدد الهوية الفردية.

يتبين لنا إذن أن المقاربات التي قاربت إشكال الهوية متعددة ومختلفة بين مقاربة اجتماعية ومقاربة فلسفية ومقاربة نفسية.

مطلب التركيب:

يُنتظر في هذه اللحظة أن يستنتج التلميذ نتائج وخلاصات حول ماتم تحليله ومناقشته. والإشارة إلى أهمية الإشكالية، وأخيرا مع الإدلاء برأيه الشخصي حول الموضوع والتأكيد على الطابع النسبي للفكر الفلسفي.

نموذج مقترح للتركيب:

      من خلال تحليلنا لهذا النص يتبين لنا أن إشكالية الهوية الشخصية قد شكل محل تضارب للمواقف بين الفلاسفة والعلماء. نظرا لتعقد الموضوع وتعدد أوجهه. لذلك فقد رأينا أن النص يؤكد على دور التنشئة الاجتماعية في تأسيس الهوية وفق مقاربة سوسيولوجية. أما المقاربة الفلسفية الماهوية فقد بحثت عن الجوهر فالعقل عند العقلانيين هو أساس الهوية، أما التجريبيين فيربطونه بالتجربة الحسية، أما المقاربة النفسية فقد ركزت على دور العوامل النفسية اللاشعورية في تأسيس هذه الهوية. وفي ظل تضارب هذه المواقف فإن ذلك ليس إلا دليلا على تعقد الموضوع وعمقه، وهذا لا ينقص من قيمة الفكر الفلسفي في شيء بل يدل على أن لكل موقف ما يبرره من الناحية النظرية والتاريخية. وإذن نقر بهذه الأهمية فإننا نؤكد أن الهوية الإنسانية لا يمكن حصرها في بعد واحد فقط، مادام الإنسان كائنا متعدد الأبعاد، لذلك فالهوية هي كذلك متعددة الأبعاد بين ما هو إجتماعي ونفسي وشعوري. وفي الأخير وتأكيدا للطابع المنفتح للفلسفة نتساءل: إن اختلف الفلاسفة حول الشخص فهل يتفقون حول قيمته؟

الجوانب الشكلية:

الورقة و الخط - تماسك العرض - اللغة

                                                            تحميل PDF

 

 


المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2باك 

النص:

" لكل واحد منا انطباع أكيد بأنه الحاصل الكلي لتجربته الخاصة ولذاكرته يشكل وحدة متميزة تماما عن تلك التي لأي شخص آخر، وهو يسمي هذه الوحدة ب "الأنا". ولكن ما " الأنا"؟ إذا قمنا بتحليل هذا المفهوم فإننا سنجد، على الأرجح، أنه يعني مجموعة من المعطيات المنعزلة (تجارب وذكريات) إضافة إلى الأرضية التي تتجمع فوقها تلك المعطيات. وبعملية استبطان أو تأمل ذاتي سنكتشف أن " الأنا" هو الأساس الذي تنبني فوقه بثبات تلك المعطيات من ذكريات وتجارب. لنتخيل أننا سافرنا إلى بلد بعيد وغبنا عن جميع أصدقائنا القدامى لدرجة نسيانهم، وأننا تمكنا، بالتالي، من التعرف على أصدقاء جدد وشاركناهم حياتهم بصخب أكبر مما كنا نفعله مع أولئك القدامى. إن الانغماس في الحياة الجديدة لن ينسينا، أبدا حياتنا القديمة على الرغم من أنها أصبحت بالتدريج تفقد أهميتها بالنسبة لنا، فما زلنا نذكر الشاب الذي كناه سابقا، ونتحدث عنه بضمير الغائب (...) ومع ذلك، فإن مجرى حياتنا لن يعرف انقطاعا ولا موتا، وحتى لو تمكن أحدهم من دفعنا إلى نسيان كافة الذكريات، فإنه لن يكون قد قتلنا أو أفقدنا وجودنا باعتبارنا أشخاصا.

                                                     حلل (ي) النص وناقشه (يه).

مطلب الفهم:

                      من خلال المفاهيم المتضمنة في النص (الشخص، الأنا، الذاكرة...)، يتضح أنه يتأطر داخل مجزوءة الوضع البشري، وتحديدا ضمن مفهوم الشخص، إذ يسلط الضوء على موضوع الشخص والهوية، ويقصد بالشخص في السياق الفلسفي، مجموع المحددات الماهوية الثابتة والمشتركة بين الجنس البشري، التي لا تعرف تغيرا أو اختلافا من كائن إلى آخر، ويحيل مفهوم الشخص على الذات الواعية والمفكرة والمسؤولة عن أفعالها مسؤولية قانونية وأخلاقية، الشيء الذي يضعنا أمام مجموعة من الإشكالات من قبيل: ما الذي يحدد هوية الشخص؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار الوعي الحسي الذي يستمد من الذاكرة استمراريته وديمومته هو المحدد لهوية الشخص؟ ومادور العقل والاشعور في تأسيس هوية الشخص؟

مطلب التحليل:

             جوابا عن الإشكالات أعلاه يقدم النص أطروحة مركزية يؤكد من خلالها على أن الوعي الحسي المرتبط بالذاكرة هو المحدد لهوية الشخص، حيث يستهل صاحب النص نصه مؤكدا على أن كل فرد من له انطباع خاص بتفرد تجاربه وذكرياته عن باقي أفراد بني جنسه، ويسمى هذا التفرد بالأنا، ليتساءل صاحب النص عن مفهوم هذا الأنا، ليجيب بأنه مجموعة من المعطيات المنعزلة ( تجارب وذكريات) إضافة إلى الأرضية التي تتجمع فوقها تلك المعطيات، أو بالأحرى هو الأساس الذي تنبني فوقه بثبات تلك المعطيات من ذكريات وتجارب، فرغم تبدل أحوالنا وانغماسنا في حياة جديدة مختلفة عن تلك التي كنا نحياها ونحن أطفال صغار، فإن ذلك لن ينسينا ذكريات الصبا التي تعتبر مكونا من مكونات أنانا ومحددا رئيسا لهويتنا.

لقد استثمر صاحب النص جملة من المفاهيم الفلسفية أهمها: الشخص وهو الذات الواعية والمستمرة في الزمان عبر الذاكرة، كما نجد مفهوم التجربة: وهي كل الأحداث التي يمر بها الشخص في حياته، ثم نجد مفهوم الأنا وهو حسب النص: مجموعة من المعطيات المنعزلة (تجارب وذكريات) إضافة إلى الأرضية التي تتجمع فوقها تلك المعطيات. والعلاقة التي تجمع بين هذه المفاهيم هي علاقة ترابط وانسجام لأن الشخص يحتفظ بهويته وأناه عبر الذاكرة.

ولدعم أطروحته وظف صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية أهمها: أسلوب التعريف، حيث عرف الأنا معتبرا إياه بأنه مجموعة من المعطيات المنعزلة (تجارب وذكريات)، بالإضافة إلى الأرضية التي تتجمع فوقها تلك المعطيات، وأسلوب المثال، حيث يستحضر مثال السفر للدلالة على أنه غير قادر على أن ينسينا ذكريات الشباب، وكذا أسلوب الاستنتاج حيث خلص صاحب النص إلى أن الوعي الحسي هو المحدد لهوية الشخص. كما اعتمد على مجموعة من الروابط المنطقية من بينها: التأكيد " إن الانغماس في الحياة، فإن مجرى حياتنا..."، الاستفهام " لكن ما " الأنا"؟

مطلب المناقشة:

             يتضح من خلال ما سبق أن أطروحة القولة تؤكد على أن هوية الشخص تتحدد انطلاقا من الوعي الحسي الذي يستمد من الذاكرة استمراريته وديمومته، أما من ناحية بناء النص فهو متماسك من الناحية الاستدلالية مع وضوح للأفكار وانسجام بين المفاهيم. أما أطروحته القائلة بأن الهوية الشخصية تستمر في الزمان والمكان عبر الذاكرة فنجد لها حضورا قويا لدى الفيلسوف جون لوك الذي يرى أن هوية الشخص لا تتأسس على العقل، لأن هذا الأخير صفحة بيضاء، بل تقوم على الوعي، أو المعرفة الحسية التي تصاحب جميع أفعاله وتجاربه الشعورية، من شم وتذوق وسمع وإحساس...، فالوعي الحسي هو ما يجعل الشخص " هو هو"، مادام أن الشخص لا يمكن أن يفكر بمعزل عن المعارف التي يكتسبها بواسطة الشعور والإحساس، وبفضل الذاكرة يستمر الوعي في الزمان ويدرك الشخص أنه ذات واحدة وثابتة لا يشوبها التحول والتغيير، فهوية الشخص إذن، تتأسس على الوعي الحسي الذي يستمد من الذاكرة استمراره وديمومته. لكن هل الذاكرة وحدها محددا للهوية؟ ألا يمكن الحديث كذلك على أن العقل أو اللاشعور هو المحدد لهوية الشخص؟

لمقاربة هذا الإشكال نستحضر تصور الفيلسوف ديكارت الذي يرى أن العقل هو المحدد لهوية الشخص. فمن خلال تجربة الشك التي أوصلته إلى حقيقة " الكوجيطو " أنا أفكر إذن أنا موجود"، أدرك ديكارت أن الذات جوهرها الفكر، والعقل كنور فطري هو الذي يجعل الشخص يعي ذاته ويثبت وجوده ويبلغ الحقيقة. فمتى توقفت الأنا عن التفكير توقفت عن الوجود وبالتالي هوية الشخص تتوقف أساسا على الممارسة الفكرية بكل أبعادها: التحليلية والتخييلية والإبداعية...، وهو ما يعبر عنه ديكارت بقوله: " أي شيء أنا؟ أنا شيء مفكر". وفي نفس لسياق نستحضر تصور سيغموند فرويد الذي يعتبر أن هوية الشخص تتشكل لا شعوريا من خلال الصراع بين مكونات الجهاز النفسي الثلاث: الهو، موطن الغرائز والشهوات والرغبات المكبوتة، والأنا الأعلى الذي يتضمن مجموع القيم والمثل الأخلاقية والقانونية التي يكتسبها الفرد من المحيط الاجتماعي والتربوي والديني...و الأنا المكون المسؤول عن التوفيق بين المطالب المتناقضة للهو و الأنا الأعلى والعالم الخارجي. فاللاشعور هو المحدد لاختياراتنا والموجه الرئيس لإرادتنا ورغباتنا، وبالتالي المسؤول المباشر عن تحديد هويتنا.

مطلب التركيب:

            من خلال ما سبق نخلص إلى أن إشكالية الشخص والهوية، أفرزت مجموعة من المواقف المتعارضة، حيث يرى صاحب النص وجون لوك أن الوعي الحسي هو المحدد لهوية الشخص، في حين اعتبر ديكارت أن العقل هو المحدد لهوية الشخص وبالمقابل يؤكد فرويد أن اللاشعور هو المحدد لهوية الشخص. أما فيا يتعلق بوجهة نظري الشخصية ومادام التفكير الفلسفي تفكيرا متعددا ومنفتحا وليس تفكيرا أحاديا كما هو شأن الإيديولوجيا، فإن لكل موقف فلسفي ما يبرره من الناحية المنطقية والتاريخية. لذلك فكل هذه المواقف متداخلة هي ما يعطينا الحل للإشكالية، فمادام الإنسان كائن متعدد الأبعاد (بعد نفسي وتاريخي واقتصادي واجتماعي وسياسي...) فإن هويته بالتالي متعددة الأوجه، وليست هوية ذات بعد واحد.

وفي الأخير نتساءل: ما الذي يحدد قيمة الشخص؟

الجوانب الشكلية : 

الخط  - تماسك الموضوع - اللغة 

                                                                تحميل PDF 

 

الاثنين، 5 فبراير 2024

المحور الأول: موضعة الظاهرة الإنسانية

 



المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك " الشعبة الأدبية"

مجزوءة : المعرفة 

مفهوم: مسألة العلمية في العلوم الإنسانية

تأطير إشكالي للمحور:

يقصد بالموضعة الإجراءات المنهجية التي تهدف إلى تعيين ظاهرة ما أو مجموعة من الظواهر كموضوع علمي متمايز ومنفصل عن الذات الدارسة وهو المشكل المطروح في العلوم الإنسانية الذي يتميز بتداخل الذات والموضوع.

فكيف يمكن للظاهرة الإنسانية أن تصبح موضوعا للعلم أي موضوعا للدراسة المنهجية؟

ألا يشكل تداخل الذات والموضوع عائقا أمام تحقيق الموضوعية العلمية في العلوم الإنسانية؟

إلى أي حد استطاعت العلوم الإنسانية موضعة الظاهرة الإنسانية؟

تصور النزعة الوضعية: موضعة الظاهرة الإنسانية ممكنة

حاولت النزعات الاختبارية الوضعية موضعة الظاهرة الإنسانية والتعامل معها باعتبارها شيئا موضوعيا ومستقلا عن الذات وهذا ما نجده عند مؤسس الفلسفة الوضعية ومؤسس علم الاجتماع " أوغست كونت"، الذي أطلق على علم الاجتماع " الفيزياء الاجتماعية"، رغبة منه في اتخاذ العلوم التجريبية نموذجا يقتدى به علم الاجتماع في سعيه نحو موضعة الظواهر الاجتماعية والتفسير العلمي الموضوعي لها بمنهج علمي وضعي بعيد عن كل تأثير لاهوتي، أو ميتافزيقي وهو نفس التوجه الذي اختاره عالم اجتماع فرنسي آخر هو " إميل دوركهايم" الذي طلب بضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية باعتبارها أشياء حيث يطلب عالم الاجتماع أن يتجه نحو موضعة الظواهر الاجتماعية ودراستها كأشياء خارجية مستقلة عن وعي وإرادة الأفراد وتفسيرها بالعوامل الاجتماعية الموضوعية وباعتماد طرق وأدوات منهجية إحصائية واستقرائية تساعد على تحقيق الدقة والموضوعية.

الموقف البنيوي: أطروحة جون بياجي: صعوبة موضعة الظاهرة الإنسانية

يؤكد جون بياجي على صعوبة موضعة الظاهرة الإنسانية لأنها ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد تتداخل فيها الذات بالموضوع حيث أن الإنسان الملاحِظُ هو جزء من الموضوع الملاَحظ، بالإضافة إلى غياب شرط الحياد والموضوعية، حيث تبقى الذات الدارسة محكومة بمواقفها الفلسفية وتوجهاتها الإيديولوجية والتي غالبا ما تؤثر في الظاهرة الإنسانية ودراستها، الشيء الذي يجعل من عملية الموضعة عملية صعبة جدا. يقول بياجي : " إن الوضعية الإبستمولوجية المركزية في علوم الإنسان تكمن في كون الإنسان ذاتا وموضوعا، مما يجعل الموضوعية تعترضها صعوبات...".



الجمعة، 2 فبراير 2024

تأطير إشكالي لمفهوم العلوم الإنسانية

 


 المادة: الفلسفة

الفئة المستهدفة: 2 باك " الشعبة الأدبية"

مجزوءة : المعرفة

وضعية مشكلة:

" لعلنا نستطيع كتابة تاريخ للمغرب، بما في ذلك تاريخه الحديث، باعتباره تتاليا للنماذج المجتمعية المختلفة (اللاهوتية، والقبلية، و القائدية، والصناعية)، تحاول القضاء على المجتمع الأبوي الذي لايزال يقاوم، ولم يترك بعد مكانه نهائيا. يستحق كل نموذج مجتمعي من هذه النماذج المجتمعية وصفا وتاريخا. وبإمكاننا، في انتظار ذلك، جعلها تتابع هكذا: المجتمع الأبوي، فالمجتمع القبلي، ثم المجتمع القائدي والمجتمع الصناعي. ويبقى على الباحثين تحديد عمقها التاريخي وتداخلاتها لاحقا، وبعد ذلك تتدخل عوامل التراتب الاجتماعي كالسن، والجنس، والانتماء القبلي. "

بول باسكون، الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، ضمن: ثلاثون سنة من البحث السوسيولوجي بالمغرب، نشر المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، عدد 15-156، 1986 ص: 214-215

من خلال هذا المقطع يتحدث عالم الاجتماع المغربي بول باسكون، عن الطبيعة المركبة للمجتمع المغربي، وقد وظف مقاربة علمية تتجاوز النظرة التقليدية سواء الدينية أو الفلسفية للمجتمع المغربي، وحاول جمع مجموعة من العوامل التي تحدد طبيعة البنية الاجتماعية، التي توجه العلاقات بين الأفراد في المجتمع، مثل طبيعة الاقتصاد، وعلاقات الإنتاج، والسلطة، والدين. ليخلص في النهاية أن المجتمع المغربي، ليس رأسماليا ولا اشتراكيا ولا دينيا لاهوتيا، بل هو مجتمع تتداخل فيه عدة نماذج، تتداخل فيها القبيلة والزاوية والإقطاع والمصنع.

الطرح الإشكالي:

من خلال هذه الوضعية يمكن أن نطرح عدة تساؤلات تكون بمثابة موجه لدرس العلمية في العلوم الإنسانية:

كيف توصل باسكون لهذه النتائج؟ هل هذه النتائج قابلة للتعميم على كل المجتمعات أم أنها خاصة بالمجتمع المغربي فقط؟

إن كانت غير قابلة للتعميم هل هي نتائج علمية دقيقة؟ ما هي الخلفية التي حكمت عمل بول باسكون هل هي خلفية علمية حقا، أم خلفية إيديولوجية وسياسية؟ هل عالم الاجتماع يمكن أن يفصل بين توجهه الإيديولوجي السياسي وبين اشتغاله العلمي؟



الخميس، 1 فبراير 2024

تصحيح الفرض المحروس 1 الدورة 1 - مستوى 1 باك مفهوم الوعي -

 

الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"

 


النص:

" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد والموشوم ببياض والمسكون بكذبة. إنه سجل الممنوع. لكن حقيقته يمكن اكتشافها، فهي في الغالب تعمل في أمكنة أخرى.

أولا في الجسد كأثر، عبر لغة العصاب، وهي لغة يمكن تأويلها...

ثانيا في وثائق الأرشيف الخاص بذكريات الطفولة، ولا يستطيع المرء معرفة مصدرها بدقة ولا من أين تأتي؟

ثالثا: في تطور اللغة وما تحمله من معنى، وهي التي تحكم نمط حياة الفرد وتطبع شخصيته.

رابعا: في العادات والتقاليد والأساطير، التي تطبع هي أيضا تاريخ الفرد.

خامسا في كل الآثار التي يحتفظ بها اللاشعور..."

 

أولا: مطلب الفهم 2ن

1.قم بتأطير النص ضمن سياقه الفلسفي العام المجزوءة :

مجزوءة الإنسان

 وسياقه الخاص المفهوم: مفهوم الوعي

 والمحور: المحور الثاني: الوعي واللاوعي

2.استخرج إشكالية النص: ما هو اللاشعور؟ وأين تتجلى مظاهره؟

ثانيا: مطلب التحليل

1.     قم بصياغة أطروحة النص بأسلوبك الخاص؟

يدافع صاحب النص عن أطروحة فلسفية مفادها أن اللاشعور هو سجل خاص بتاريخ الفرد، ويمكن كشف تجلياته في عدة أماكن:

أولا في الجسد عبر لغة الأمراض النفسية والعصاب، ثانيا في ذكريات الطفولة، ثالثا في تطور اللغة، رابعا في العادات والتقاليد والأساطير خامسا في كل الآثار التي يحتفظ لها اللاشعور.

2.كيف يعرف صاحب النص مفهوم اللاشعور؟  

هو سجل خاص بتاريخ الفرد، وهو سجل الممنوع، ويمكن أن يظهر في الأمراض النفسية وفي اللغة وفي الثقافة.

الأساليب الحجاجية:

 

الحجة

الفكرة المرتبطة بها

المؤشر عليها من النص

الجرد والإحصاء

يتجلى في جرد وعد مظاهر اللاشعور.

" أولا.... ثانيا..خامسا."

التأكيد

يتجلى في تأكيد على أن اللاشعور سجل لتاريخ الفرد.

" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد."

                  

ثالثا: مطلب المناقشة:

 من خلال ما درسته قدم أطروحة فلسفية أو أكثر تؤيد أو تعارض أطروحة النص:

 أطروحة ألان: يؤكد على خطأ نظرية فرويد في تفسيره للسلوك الإنساني، جعل في نظره اللاوعي بمثابة " شيطان " أو " ملاك شرير يتحكم في الإنسان، في حين أن تركيبة الإنسان واضحة ويعتبر الوعي هو المتحكم فيها.

 

رابعا: مطلب التركيب:

1.     قم بتركيب أهم عناصر التحليل والمناقشة في فقرة موجزة

من خلال تحليلنا ومناقشتنا للنص يتبين أن إشكالية اللاوعي أفرزت موقفين أساسيين ففي جين يؤكد صاحب النص على أهمية اللاشعور كأساس للسلوك الإنساني ويعدد مظاهره، يذهب ألان في اتجاه رفض هذه الفرضية والتأكيد على أهمية الوعي.

2.     قدم موقفك الشخصي من النص في فقرة موجزة، هل تتفق أم لا تتفق مع صاحب النص معللا جوابك من مكتسباتك وتجربتك الشخصية:  

يعتبر موضوع الوعي من أهم القضايا في تاريخ الفلسفة، وهو نظرية جاء بها عالم الأعصاب النمساوي فرويد، ويؤكد على أهمية الجانب العميق من الشخص في تفسيره السلوك الإنساني، لكن رغم ذلك تظل هذه النظرية موضوع جدال، خاصة في النقطة المتعلقة بصعوبة إخضاع الوعي للتجريب العلمي، وهو ما يجعل هذه النظرية ذات بعد ميتافزيقي وفلسفي واضح. لذلك أرى أن الإنسان أكيد لديه جانب عميق من شخصيته لكنه مرتبط بتركيبته العصبية والدماغية أكثر من أبعاده اللاواعية.

ملحوظة: نقطة تمنح لسلامة الخط والأسلوب ونظافة

 

الأربعاء، 31 يناير 2024

تصحيح الفرض المحروس 1 الدورة الأولى - 1 باك مفهوم الوعي-

الفئة المستهدفة: 1 باك " جميع الشعب"





النص:

" ما الوعي؟ إنكم تتصورون بالتأكيد أنني لن أعرف شيئا على قدر كبير من التعين، ومن الحضور الدائم في تجربة كل واحد منا. لكن، دون أن أسند إلى الوعي تعريفا يكون أقل وضوحا من الوعي نفسه، يمكنني أن أميزه بسمته الأكثر بروزا: يعني الوعي أولا الذاكرة. ويمكن للذاكرة أن تفتقد اتساعها، قد لا تشمل إلا جزءا ضئيلا من الماضي ويمكن ألا تحتفظ إلا بما يحدث للتو. لكن الذاكرة حاضرة في هذه الحالة وتلك: دون هذا لن يوجد وعي. إن وعيا لا يحتفظ بشيء من ماضيه ولا ينفك ينسى نفسه سيتلاشى وسينبعث في كل لحظة (....) كل وعي هو إذن ذاكرة بمعنى احتفاظ بالماضي وتراكم له في الحاضر. ولكن كل وعي هو استباق للمستقبل. انتبهوا إلى الاتجاه الذي يتخذه فكركم في أية لحظة: ستجدون أنه يهتم بما هو كائن، ولكن من جهة ما سيكون على وجه الخصوص. الانتباه انتظار، ولا وجود لوعي دون ضرب من الانتباه إلى الحياة. فالمستقبل ماثل هناك أمامنا يدعونا أو بالأحرى يجذبنا إليه: هذا الانجذاب غير المنقطع الذي يجعلنا نتقدم على درب الزمن هو أيضا ما يجعلنا نعمل باستمرار. فكل فعل هو انفتاح على المستقبل. "

Henri Bergson : L’Energie spirituelle. Alcan P 5.

أولا: مطلب الفهم 2ن

1.قم بتأطير النص ضمن سياقه الفلسفي العام المجزوءة :

مجزوءة الإنسان  

 وسياقه الخاص المفهوم: مفهوم الوعي 

 والمحور: الإدراك الحسي والشعور 

2.استخرج إشكالية النص: ماهو الوعي؟ وما علاقة الوعي بالذاكرة؟

ثانيا: مطلب التحليل

1. قم بصياغة أطروحة النص بأسلوبك الخاص؟

الوعي مرتبط بالذاكرة، فهي التي تحافظ على الوعي في الماضي وتحافظ على تراكمه في الحاضر وأخيرا على الانتباه إلى المستقبل والحياة عموما.

2.كيف يعرف صاحب النص مفهوم الذاكرة؟  

الذاكرة هي حضور الوعي في الحاضر والماضي.

الأساليب الحجاجية: 2ن

 

الحجة

الفكرة المرتبطة بها

المؤشر عليها من النص

الاستفهام

حيث يتساءل صاحب النص عن معنى الوعي

" ما الوعي ؟"

التعريف

حيث يعرف  الوعي

" يعني الوعي أولا الذاكرة"

                 

ثالثا: مطلب المناقشة:

 من خلال ما درسته قدم أطروحة فلسفية أو أكثر تؤيد أو تعارض أطروحة النص:

أطروحة رونيه ديكارت: عكس أطروحة برغسون يربط الفيلسوف الفرنسي ديكارت الوعي بالإدراك العقلي، حيث أن وحدة الأنا وحضورها أمام نفسها، مرتبط بالإدراك العقلي الخالص. يقول ديكارت: " أنا افكر إذن أنا موجود."

أطروحة دافيد هيوم: يؤكد الفيلسوف الإنجليزي هيوم أن الوعي عبارة عن إدراك حسي، أي أن الإنسان من خلال تجاربه الحسية في علاقته بالعالم يكتسب وعيه. فالعقل صفحة بيضاء نملأها بالتجارب الحسية.

أطروحة شونجو: الوعي مرتبط بعمل الجهاز العصبي للإنسان في الدماغ.

رابعا: مطلب التركيب:

1. قم بتركيب أهم عناصر التحليل والمناقشة في فقرة موجزة 2ن

من خلال ما سبق يتبين لنا أن إشكالية الوعي أفرزت عدة مواقف/ فصاحب النص يؤكد على أن الوعي مرتبط بالذاكرة، بينما يرتبط حسب الاتجاه العقلاني بالعقل, أما الاتجاه التجريبي فيربطه بالحواس.

2.       قدم موقفك الشخصي من النص في فقرة موجزة، مبرزا دور الوعي في تشكيل هوية الإنسان معللا جوابك من مكتسباتك وتجربتك الشخصية:  

من خلال ما سبق يتبين لي ان لكل موقف فلسفي ما يبرره من الناحية الفكرية والتاريخية، ويمكننا القول أن مسألة الوعي مركبة ولا يمكن ربطها بجانب دون آخر فالكل الجوانب العقلية والحسية والعصبية هي التي تشكل الكائن الإنساني المتميز بتعدد أبعاده.

ملحوظة: نقطة تمنح لسلامة الخط والأسلوب ونظافة