الفئة المستهدفة: الثانية بكالوريا آداب
تأطير إشكالي لمجزوءة الوضع البشري :
الوضعية المشكلة:
"دلف إلى الغرفة رجل
صغير نحيل وصلب العود يرتدي الثوب الداكن والبلغة، وهما اللباس التقليدي للفلاح الصعيدي
وعندما قالت له المرأتان إن هذا هو إدوارد الذي كنت تنتظر رؤيته بفارغ الصبر تراجع
مطئطئا رأسه :" لا ! كان إدوارد طويلا ويضع نظارتين. هذا ليس إدوارد". وبسرعة تعرفت
إلى أحمد حامد، الفراش الذي عمل عندنا خلال ما يقارب ثلاثة عقود، وهو رجل ساخر ومتزمت
في صدقه وإخلاصه. وكنا جميعا نعتبره بمنزلة فرد من أفراد العائلة. حاولت إقناعه بأني
أنا إدوارد حقا، ولكن بدلني المرض والعمر بعد غياب ثماني وثلاثين سنة. فجأة وقع كل
منا في حضن الآخر نجهش بدموع الفرح للقاء المتجدد والحزن على زمن لن يستعاد... روى
لي أحمد كيف كان يحملني على كتفيه وعن أحاديثنا في المطبخ وكيف كانت العائلة تحتفل
بعيد الميلاد ورأس السنة وما إلى ذلك. فصعقت كيف أنه لا يتذكر كل واحد منا السبعة-الوالدين
والأبناء الخمسة- فحسب وإنما يتذكر أيضا كل واحد من عمومتي وعماتي وأبناء عمومتي وجدتي
بالإضافة إلى البعض من أصدقاء العائلة. وبعد أن انتهى العجوز، المتقاعد في بلدة إدفو
البعيدة قرب أسوان، من تفريغ الماضي الذي في داخله، أدركت مجددا مدى هشاشة وقيمة وزوالية
التاريخ والظروف التي تمضي إلى غير رجعة ولاتجد من يستعيدها ويدونها، اللهم إلا على
شكل ذكريات عرضية أو أحاديث متقطعة."
إدوارد سعيد،
خارج المكان: مذكرات، ترجمة فواز طرابلسي، دار الآداب، بيروت 1 ط ،2000، ص21.
تحليل الوضعية المشكلة:
نستنتج من خلال هذا المقطع من السيرة الذاتية للمفكر الأمريكي من أصول فلسطينية إدوارد سعيد، حديثه عن تذكره لأحداث مرت عليها عشرات السنين، حينما يعيد معايشتها مع خادم بسيط وكيف يسترجع معه الماضي الذي انقضى ولكن المحفوظ في الذاكرة وكيف يغير الزمن الأشخاص ويحافظون في نفس الوقت على جوهرهم وذكرياتهم. لذلك نتساءل:
كيف يتحدد وجود الإنسان؟ لماذا يبقى هو هو رغم تغير الجسد؟ ماهي العلاقة الممكنة بينه وبين
الآخرين؟ وهل يستطيع الإنسان أن يعيش بدون تاريخ؟
الوضع الإنساني:
إدوارد: الشخص
أحمد : ( الآخر/ الغير)
علاقة الماضي بالحاضر : ( الزمن/التاريخ)
نستنتج إذن أن تجربة الإنسان مرتبطة ومتداخلة بالذوات الأخرى
والتجربة الإنسانية عموما.
تساؤلات عامة حول الوضع الإنساني:
1- ما الذي يجعل الذات تتشابه مع الذوات الأخرى؟ ما هو
الثابت وما هو المتغير في الإنسان/الذات/ الشخص؟
2- ماهي محددات الوضع البشري؟ كيف تتداخل مفاهيم الشخص
والغير والتاريخ؟
تأطير إشكالي:
الوضع البشري "
مجموعة الحدود القبلية التي ترسم الوضعية الأساسية للإنسان داخل العالم."
إنها أولا: حدود أو شروط قبلية، بمعنى أن الإنسان- إذ يقدف به إلى العالم- يجدها أمامه سابقة عليه لا مفر منها. وعليه أن يمارس انسانيته من داخلها، انطلاقا منها أو بالرغم منها."
وهي ثانيا: " حدود
أساسية. لأن الحدود والشروط لا متناهية (فيزيائية، بيولوجية، سياسية، أخلاقية،
ذاتية...)
البعد الذاتي: هو موضوع درس الشخص، يشير إلى الإنسان منظورا إليه في إنيته (جسم، وعي، عنصر طبيعي...)[1]
البعد العلائقي: " نتناول البنية أو النسيج الأساسي لكل هذه المكونات وهي علاقة أنا- أنت قبل أن يكون الآخر شريكا اجتماعيا (حاكم، محكوم، مالك سلعة...) فهو يشبهني ويختلف عني.
البعد التاريخي: هو موضوع درس التاريخ يتناول الإنسان ككائن تاريخي له تاريخ فردي يتقاطع مع التاريخ العام للجماعة التي ينتمي
إليها ومحكوم بذاكرة جماعية تؤسس لهويته الثقافية.
مفاهيم ومحاور المجزوءة:
مفهوم الشخص :
المحور الأول: الهوية الشخصية
المحور الثاني: قيمة الشخص
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
مفهوم الغير:
المحور الأول: وجود الغير
المحور الثاني: معرفة الغير
المحور الثاني: العلاقة مع الغير
مفهوم التاريخ:
المحور الأول: المعرفة التاريخية
المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم
المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire