الفئة
المستهدفة: الثانية بكالوريا
الشعبة:
جميع الشعب والمسالك
أنا فرد واحد من جيل، وكل فرد من
أفراد هذا الجيل هو صورة للآخر، أناه الثانية. إن الصورة التي نشرتها جريدة وطنية
تعود إلى عام 1947، وهي لتلامذة المدرسة التي درست فيها. أخذت هذه الصورة من أحد
أصدقائي وبدأت أتأملها، لم أستطع اكتشاف نفسي إلا بصعوبة لأن الجميع متشابهون
والجمع متراص،وكذلك كانوا في الحياة العملية خلال طفولتهم، منهم من أصبح اليوم مهندسا أو طبيبا أو أستاذا جامعيا أو مقاولا أو قاضيا أو موظفا كبيرا في جهاز الدولة أو تاجرا من كبار التجار. لقد عاش هؤلاء جميعا التجربة نفسها التي عشتها، ولذلك فعندما كنت أكتب عن تجربتي، كنت أتكلم في نفس الوقت عن جيل بأكمله وعن مرحلة تاريخية بأكملها، عن مرحلة يمكن اعتبارها جسرا بين حياة القرون الوسطى وحياة القرن العشرين(...) وهكذا فالجوانب الشخصية والاجتماعية والوطنية قد فرضت نفسها على الكاتب فرضا. "
محمد
عابد الجابري، حفريات في الذاكرة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان1997،
ص229-230.
يتحدث
الكاتب في هذا المقطع من سيرته الذاتية، عن التداخل الحاصل بين التجربة
الفردية للإنسان والتجربة الجماعية التي يحياها مع
الآخرين. وحينما رأى صورته لم يكتشف نفسه منذ الوهلة الأولى، نظرا لتغيره ولتشابهه
مع الآخرين. فما الذي يميز تجربة الذات الفردية؟ وما الذي يمنحها قيمتها؟
وهل هي حرة في أفعالها؟
من الدلالات إلى الإشكالية:
الدلالة
العامة: تمثلات التلاميذ
الدلالة
اللغوية: تشير كلمة الشخص في اللغة العربية إلى البروز
والظهور. وكلمة personne مشتقة
من الكلمة اللاتينية persona التي
تعني القناع.
الدلالة
الفلسفية: يدل الشخص على الإنسان بما هو ذات واعية وعاقلة
قادرة على التمييز بين الخير والشر وبين الصدق والكذب وتتحمل مسؤولية أفعالها
واختياراتها. ويحيل مفهوم الشخص على وحدة وهوية ومطابقة مع الذات تستمر رغم تعدد
الحالات التي يمر منها الشخص واختلافها.
أستنتج من
خلال دلالات الشخص أنه يطرح مجموعة من المفارقات يمكن التعبير
عنها كما يلي:
الثبات/التغير،
الوحدة/التعدد، الحرية/ الضرورة، الشروط القبلية/ التباعد
من خلال هذه المفارقات نصوغ الإشكالات التالية:
1- ما الذي يحدد هوية الشخص؟
2- ما الذي يحدد قيمة الشخص؟
3- هل
الشخص حر أم خاضع للضرورات؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire