mardi 19 décembre 2017

ملخص كتاب منهجية الإنشاء الفلسفي



هذا العمل هو ملخص كتاب (منهجية الإنشاء الفلسفي) للأساتذة: (شفيق اكّريكّر، محمد بوتنبات ومحمد الخلوفي)، 
 وفيه مجموعة من الخطوات المرتبطة بمنهجية الإنشاء الفلسفي ( النص، القولة، السؤال).

lundi 18 décembre 2017

منهجية تحليل قولة فلسفية مرفقة بسؤال



ما المقصود بالقولة الفلسفية؟

تعريف: القولة citation: مقتطف من نص لكن ليس كل مقتطف من نص قولة، لأن الشرط الأساسي الذي ينبغي توفره، كي نعتبر مقتطفا من نص قولة، هو إحالته المباشرة أو غير المباشرة على موقف فلسفي أو علمي.
القولة بنية لغوية ومعنوية متكاملة العناصر، تطرح إشكالا فلسفيا واحدا، وتتخذ منه موقفا، وعموما، فالقولة الفلسفية أو العلمية هي موقف فلسفي أو علمي إزاء جدل أو مشكل فلسفي مطروح.

كيف أحلل وأناقش قولة فلسفية  أو علمية؟

ملاحظة: القولة هي الاختيار الثاني ضمن الاختيارات الثلاثة التي يأتي بها الامتحان النهائي.
تتضمن القولة الفلسفية موقفا فلسفيا أو علميا يحيل على إشكال أوو إشكالين ينتميان إلى مفهوم م واحد أو أكثر من مفاهيم المقرر.
تأتي القولة في صيغة تقريرية ومختصرة، وهي في الغالب قول لفيلسوف أو عالم.
ترفق القولة عادة بسؤال: فإما " حلل وناقش القولة" ، وإما "  حلل القول وأبرز حدوده وأبعاده"، وإما " حلل، متبوع بسؤال معرفي ذي صلة بموضوعها ولإشكالها"
تتم الإجابة عن القولة باحترام نفس الخطوات المتبعة في السؤال والنص مع وجود بعض الاختلافات.
أثناء تحرير الموضوع، وفي حالة عدم التيقن من صاحب القولة، يستحسن عدم ذكر اسمه. لتحليل قولة فلسفية أو علمية نقوم باتباع الخطوات الموالية:
I.  مطلب الفهم  
نقوم فيه ب:
1.تمهيد مناسب للقولة : تأطير عام للقولة، يتم فيه الأخذ بعين الاعتبار موضوعها ومجال انتمائها.
ملاحظة: قبل الشروع في كتابة التمهيد، لابد من القيام بعمليات أولية من قبيل: تفكيك القولة: تم إبراز العلاقات الموجودة بين المفاهيم والألفاظ المكونة لها.
حصر القولة ضمن إشكال فلسفي محدد، مع إبراز أي مواقف تحيل عليه ضمن الإشكال.
II. مطلب التحليل 4ن

1.تحديد أطروحة القولة وتوضيحها.
2.شرح مفاهيم القولة وبيان العلاقات فيما بينها.
3.ينبغي تقديم بعض الحجج التي يفترض أن تكون مدعمة لها. ويمكن حصرها في: أمثلة/ أدلة وصفية وتاريخية، شهادات وأقوال لفلاسفة أو علما/ براهين واستدلالات عقلية.
ملاحظة: أثناء المحاججة على الأطروحة لا ينبغي إقحام الأساليب البلاغية وكذا الروابط اللغوية والمنطقية.

III. مطلب المناقشة: 4ن

ملحوظة: هناك نوع واحد فقط من المناقشة في القولة، هي المناقشة الخارجية.
وفيها يتم يتم نسج حوار بين الأطروحات التي تصرح بها القولة وأطروحات أخرى، قد تكون مدعمة لها، كما قد تكون معارضة لها، الهدف منه هو إبراز قيمة الأطروحة وأبعادها.
تبيان حدود الأطروحة : من خلال الإشارة إلى أهم الانتقادات التي وجهت لها من لدن فلاسفة آخرين.
إبراز القيمة المعرفية للقولة، وذلك عن طريق تبيان المرتكزاتوالأسس الفلسفية والإيديولوجية التي بنيت عليها.
الإشارة إلى الرهانات والأبعاد التي تروم القولة تحقيقها والتأكيد عليها.

IV. مطلب التركيب: 3ن

نقوم في هذا المستوى بالعمليات التالية:

1.     خلاصة موجزة ومركزة للأفكار والآراء التي تم التطرق لها في اللحظات السابقة.
2.     إبداء الرأي في الموضوع مع تبرير ذلك بحجج وأدلة دامغة.
3.الجوانب الشكلية: 3ن

يكون الموضوع جيدا إذا استوفى الشروط التالية:
سلامة اللغة وخلوها من الأخطاء
حسن الانتقال والتخلص من فكرة إلى أخرى
الحرص على تنظيم الورقة على شكل فقرات
الكتابة بلغة مقروءة وواضحة /انسجام وتماسك الفقرات/ احترام علامات الوقف والترقيم.

*محمد بهاوي: دروس الفلسفة لتلامذة البكالوريا.


lundi 11 décembre 2017

تصحيح فرض محروس حول الحرية والضرورة






" أرى أن أي إنسان مقتنع بحيازته لحرية الاختيار أو حرية الإرادة، يتميز بإحساس أعظم بالمسؤولية يفوق الشخص الذي يعتقد أن الحتمية الشاملة تسود العالم وتتحكم في حياة البشر. وتعني الحتمية أن تيار التاريخ، وما يحمله من شتى مظاهر الاختيارات والأفعال الإنسانية، تحدد مساره مسبقا تحديدا كاملا منذ بداية الزمن.
إن من يعتقد أن كل ما هو كائن قد تحددت له كينونة ما، بمقدوره أن يحاول التنصل من المسؤولية الأخلاقية المترتبة عن ارتكاب الفعل الخاطئ، كالزعم بأنه كان مجبرا على فعل ما فعله، لأن هذا الفعل كان مقدرا تبعا للقوانين الصارمة التي تربط السبب بالنتيجة.
أما إذا الاختيار الحر موجودا حقا في لحظة الاختيار، فلا يخفى أنه في هذه الحالة، سيتمتع الناس بالمسؤولية الأخلاقية الكاملة لاتخاذ القرار والاختيار بين بديلين أو أكثر  من البدائل الحقيقية. وبذلك لا يكون لحجة الحتمية أي وزن."




مطلب الفهم: 4ن
       الوضع البشري هو مجموع الحدود القبلية التي ترسم الوضعية الأساسية للإنسان داخل العالم. هذا الوضع المركب الذي تتداخل فيه عدة أبعاد أهمها البعد الفردي الذي يحيل على مفهوم الشخص، ويعني الذات كل ذات عاقلة وواعية وقادرة على تحمل مسؤولية أفعالها .والنص الماثل أمامنا ينتمي إلى هذا المجال الإشكالي، ويعالج الشخص بين الحرية والضرورة، وهي إشكالية فلسفية استرعت اهتمام الكثير من الفلاسفة .ويمكن بسط إشكاله على الشكل التالي: هل الشخص حر أم خاضع للضرورة؟ هل سلوك الشخص ناتج عن إرادة حرة وواعية أم أنه نتاج إملاءات الضرورات والحتميات ؟وكيف يساعد القول بالحرية المطلقة للإنسان على القدرة على تحمل المسؤولية الأخلاقية؟ وهل الحرية تتأسس بشكل مجرد أي أنها مفصول عن كل سياق اجتماعي وتاريخي؟ أم أنها رهينة ذلك؟
مطلب التحليل : 5
      بتسليطنا الضوء على النص، يظهر أنه يعرض أطروحة مفادها: أن الشخص يتمتع بالحرية المطلقة وليس خاضعا للحتميات والضرورات، ويؤكد عل أن القول بالحرية يجعل الشخص يتحمل المسؤولية الأخلاقية عن كل أفعاله عكس الشخص الذي يؤمن بالحتمية.
وترتبط أطروحة النص بمجموعة من المفاهيم الرئيسية التي تشكل بنيان النص المفاهيمي والدلالي ومن بينها:
مفهوم الحرية: تصرف الذات بدون أي قيد داخلي كان أو خارجي
مفهوم الحتمية: هو الإيمان بأن كل حوادث ومجريات التاريخ لا يمكن التحكم فيها، ولا قدرة للإنسان على التحكم فيها.
مفهوم المسؤولية الأخلاقية: هو قدرة الشخص على تحمل كل العواقب الناتجة عن سلوكه سلبية كانت أو ايجابية.
إن العلاقة بين هذه المفاهيم هي التي  تنسج أطروحة النص، والتي ترتبط فيما بينها بشكل عضوي  ووطيد بحيث أن الشخص المؤمن بالحرية تكون له المسؤولية الأخلاقية على أفعاله أكثر من المؤمن بالحتمية الذي يعتبر ان أفعاله ناتجة عن عوامل تتجاوز إرادته الحرة وبالتالي لا يستطيع تحمل مسؤولية أفعاله. إذن فالعلاقة التي تجمع بين هذه المفاهيم هي علاقة تضاد.( الحرية/الحتمية، تحمل المسؤولية الأخلاقية/التنصل من المسؤولية).
إن الخطاب الفلسفي خطاب حجاجي بامتياز لذلك فقد وظف صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية قصد جعل أطروحته أكثر صوابية ومثانة. إذن كيف يدافع صاحب النص عن أطروحته، وكيف يعمل على نفي الأطروحة المعارضة؟
العنصر الحجاجي الأول تمثل في:
حجة التعريف (حيث يعرف مفهوم الحتمية) ويدل عليه في النص " وتعني الحتمية أن..."
حجة المثال: إعطاء مثال الشخص الذي يعتقد بالحرية " إن من يعتقد"
حجة المقارنة: المقارنة بين الشخص الذي يؤمن بالحرية والشخص الذي يؤمن بالحتمية "أرى أن أي إنسان...يفوق الشخص الذي يعتقد أن الحتمية الشاملة تسود العالم"
حجة النفي: نفي الفكرة القائلة بأن الإنسان خاضع للحتمية من خلال قوله " لايكون لحجة الحتمية أي وزن"
مطلب المناقشة:5ن
   لقد استطاع صاحب من خلال توظيفه لعدة مفاهيم أساسية ( الحرية، الحتمية، المسؤولية الأخلاقية)، وكذا استعانته بعدة أساليب حجاجية ( النفي، المثال، التأكيد..) أن يبلور أطروحة فلسفية مقنعة أكدت على أن الإنسان يتمتع بحرية مطلقة تمكنه من تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه أفعاله أكثر من الشخص الذي يؤمن بالحتمية.      
لكن رغم ذلك يمكن التساؤل إلى أي حد يمكن القبول بهذا الموقف كحل وكجواب عن الإشكال المطروح. هل يمكن التسليم بحرية مجردة مفصولة عن شروط التاريخ والمجتمع؟ وهل الشخص ذات لاتحدها أي ضرورة؟
وبما أن مجال الفلسفة هو مجال صراع الأفكار واختلاف المواقف فمن الطبيعي أن نجد من يذهب إلى عكس ما ذهب إليه صاحب النص، وفي هذا الصدد نجد الفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي الذي يتنطلق من تبيان مفهوم الإنسان الذي يتحقق في نظره من خلال عملية التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص، فهو يعتبر أن الإنسان كائن وشخص، كائن يخضع لضرورات، أي لشروط بيولوجية واجتماعية وتاريخية، وشخص يمارس حريات. لكن هذه الحرية تكون مشروطة بالوضع المجتمعي، بمعنى أنها ليست مطلقة وليست ذاتية، بل تتحقق حينما ينفتح الشخص ويتجه صوب الآخرين ومنه يستطيع، شخص له نواياه أي مقاصده التي تجعل أفعاله أفعالا قصدية وليست آلية، تسمح له بتفهم الوضع الذي يعيش فيه وتمكنه من اختيار الوسائل الملائمة لتجديد بناء ذاته، وهذه القصدية الواعية هي التي تضفي طابع الحرية على الفعل الإنساني.
إن الشخص إذن كائن حر في ظل شروط يتفاعل معها، الأمر الذي يجعل الحرية فعلا وليس صفة، فعلا يتشخصن به ويحقق به كماله العقلي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي. وبقدر ما أن الشخص حر ويسعى إلى تحقيق ذاته بحسب ما يريده في المستقبل، فهو أيضا ملزم أمام نفسه وأمام المجتمع، بأن له قضايا إنسانية واجتماعية يضع نفسه في خدمتها.
هكذا فالحرية حسب عزيز لحبابي، ليست مجرد حرية نظرية ذاتية، بل إنها حرية مجتمعية وتاريخية، إنها حرية ملتزمة بقضايا المجتمع . والشخص الحر في ظروفه هو الشخص القادر على تحويل الظروف من عوامل تتحكم فيه وتوجهه، إلى إمكانات يتحكم فيها وبها لبناء ذاته وتجديد شروط حياته.
كما أن هناك في المقابل مواقف تؤكد على غياب التام للحرية الإنسانية كما يؤكد ذلك الفيلسوف باروخ اسبينوزا الذي يدحض التصور العام الذي يعتقد أن الإنسان ذات حرة لمجرد قدرته على التفكير و المعرفة و الوعي يقول اسبينوزا "....تلك هي الحرية الإنسانية التي يتبجح الكل بامتلاكها و التي تقوم فقط في واقعة أن للناس وعي بشهواتهم و يجهلون الأسباب التي تحددهم حتميا ".
ويرى أن الشعور الحدسي للإنسان بأنه قادر على الاختيار هو شعور واهم ،و ما يجعله يعتقد أنه حر هو جهله بالأسباب المتحكمة في الاختيار بالفعل .

مطلب التركيب:3ن    
      من خلال تحليلنا ومناقشة للنص الماثل أمامنا نخلص إلى أن إشكالية الشخص بين الضرورة والحرية من بين أهم إشكالات الفلسفة التي حظيت باهتمام يراع (قلم) الفلاسفة والمفكرين، وقد أفرزت لنا مجموعة من المواقف المتعارضة، فمن جهة يؤكد النص على حرية الإنسان المطلقة التي تمنحه بالتالي شعورا بالمسؤولية الأخلاقية عكس من يؤمن بالحتمية الشاملة، لكن من جهة أخرى هناك مواقف أخرى تؤكد على عكس ذلك  كمايؤكد مثلا اسبينوزا الذي ينفي المحرية عن الشخص ويرتبط الشعور بها بالجهل الذي يصاحب الإنسان عن علل و أسباب أفعاله الحقيقة أما محمد الحبابي فهو يتفق مع الحرية لكن ليس الحرية الذاتية والمجردة لكن الحرية المشروطة بظروف التاريخ والمجتمع. أما من وجهة نظري فإنني أرى أن  الإنسان تحده محكوم بمجموعة من الحتميات ( طبيعية، ثقافية، بيولوجية...) لكن وعي الانسان بهذه المحددات والشروط هي ما يمنحه حريته.بناء على ماسبق يمكن أن أتساءل في الأخير:هل الغير يحد من حريتنا؟/
الجوانب الشكلية 3ن
( تماسك العرض1ن+سلامة اللغة 1ن+وضوح الخط1ن)

mercredi 29 novembre 2017

فرض محروس: مفهوم الوعي



النص:

"هناك بعض الفلاسفة الذين يظنون أن لدينا في كل حين شعورا حميما بما نسميه (أنا)، وأننا نحس بوجوده وباستمرار وجوده، وأننا متيقنون من هويته وبساطته التامتين يقينا أكثر من ذاك الذي يكون بواسطة البرهان...أما من جهتي فإنني عندما أتوغل في أعماق ما أسميه (أنا) أصطدم دائما بهذا الإدراك الخاص أو ذاك، بالحرارة أو بالبرودة، بالنور أو الظلام، بالحب أو الكراهية، بالألم أو اللذة. فلا يمكنني أن أعقل نفسي (أنا) في أية لحظة من دون عملية إدراكية ما، ولا يمكنني أن ألاحظ إلا الإدراك. فعندما تزول إدراكاتي الحسية لمدة من الزمان، مثلما يكون ذلك في النوم الهادئ فإن شعوري (بأناي) يزول خلال النوم، ويمكن القول حقا بأني لست موجودا. فلو كانت جميع إدراكاتي قد زالت بالموت، وكنت لا أستطيع أن أفكر، ولا أن أحس، ولا أن أن أرى، ولا أن أحب، ولا أن أكره بعد تحلل جسمي، فإنني أكون قد غبت تماما، وأني لا أتصور شيئا أكثر من هذا ليجعل مني عدما بحثا."

الأسئلة:

1-    استخرج أطروحة النص
2-    استخرج الحجاج الذي وظفه صاحب النص للدفاع عن أطروحته
3-    انطلاقا من النص ومما درسته هل الإدراك الحسي شرط ضروري لتشكيل الوعي؟ 10ن


التصحيح:

1-    أطروحة النص :
يؤكد دافيد هيوم على أطروحة مفادها أنالإدراك الحسي هو العنصر الأساسي في إثبات الذات، ذلك أن وجودي مرتبط بالاصطدام بالحرارة والبرودة والنور والظلمة...وبصفة عامة جملة المعطيات الحسية والتجريبة.

2-    حجاج النص:
حجة الدحض:  حيث عرض أطروحة الفلاسفة المعارضين من أجل نفيها ودحضها.
حجة المثال: حيث وظف مجموعة من الأمثلة التي تؤكد على أطروحته ( الاصطدام بالحرارة والبرودة ، النور، الظلام، النور،غياب الإدراك أثناء الموت.)
حجة الاستنباط الشرطي: ( عندما تزول إدراكاتي ...فإن شعوري بأناي يزول) ( لوكانت جميع إدراكاتي...فإنني قد كنت غبت تماما).
حجة التقابل : الحرارة/ البرودة، النور الظلام، الحب الكراهية، الألم/اللذة)

3-    هل الإدراكي الحسي شرط لتشكيل الوعي؟ 10ن

يقصد بالوعي المعرفة التي تكونها الذات الإنسانية عن عالمها الداخلي والخارجي. وقد استرعت هذه الإشكالية اهتمام الفلاسفة والمفكرين. الذين طرحوا سؤال المعرفة (الوعي ) وعلاقته بالإدراك الحسي. ويعتبر الفلاسفة التجريبيون أهم من أكد على أن الوعي الإنساني مرتبط بالإدراك الحسي، فالإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء ومن خلال التقائه بمثيرات العالم الخارجي يتكون لدية الوعي والمعرفة. لأن هذا الأخير يرتسم لدية على شكل ردود فعل نحو مثيرات العالم الخارجي ( البرودة، السخونة، الألم ...الخ). إن هذا التصور مثل تجاوزا للموقف العقلاني الذي نادى به  الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت خلال القرن 17 الذي يؤكد على دور الفكر والبداهة في تشكيل الذات وعيا بذاتها وبالعالم. أما فيما يتعلق بوجهة نظري فإنني  أجد أن الوعي مرتبط بجهة بالإدراك الحسي  من جهة وبالإدراك العقلي من جهة أخرى إذ كلاهما وجهان لعملة واحدة.

dimanche 19 novembre 2017

فرض محروس مفهوم الوعي




النص:

" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد والموشوم ببياض والمسكون بكذبة. إنه سجل الممنوع. لكن حقيقته يمكن اكتشافها، فهي في الغالب تعمل في أمكنة أخرى.
أولا في الجسد كأثر، عبر لغة العصاب، وهي لغة يمكن تأويلها...
ثانيا في وثائق الأرشيف الخاص بذكريات الطفولة، ولا يستطيع المرء معرفة مصدرها بدقة ولا من أين تأتي؟
ثالثا في تطور اللغة وما تحمله من معنى، وهي التي تحكم نمط حياة الفرد وتطبع شخصيته.
رابعا في العادات والتقاليد والأساطير، التي تطبع هي أيضا تاريخ الفرد.

خامسا في كل الآثار التي يحتفظ بها..."

الأسئلة:

1-   استخرج أطروحة النص. 
2-    اشرح الجملة التالية: 
" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد والموشوم ببياض والمسكون بكذبة، إنه سجل الممنوع."
3-ما الذي حكم وجود الذات الوعي أم اللاوعي ؟     ( فقرة موجزة).10ن

التصحيح:

1-    أطروحة النص: إن أساس الحياة النفسية للفرد هو اللاشعور، وهو منطقة غير ظاهرة، ولكن يمكن أن تتجلى من خلال عدة مظاهر أهمها: الجسد وذكريات الطفولة و اللغة العناصر الثقافية.
2-    المقصود بهذه الجملة أن اللاشعور هو المنطقة النفسية المتحكمة في كل سلوكات الإنسان وفيه يتم تسجيل كل الرغبات المكبوتة.

3-    إن الإنسان كائن يجمع المتناقضات، فهو كائن واع وراغب واجتماعي. فمن خلال وعيه يمكن إدراك ذاته وعالمه الداخلي من خلال التأمل الداخلي في أحوال نفسه وإحساساته وعواطفه وهذا هو ما يسمى ب "الاستبطان"، ومن جهة أخرى معرفة وإدراك العالم الخارجي المحيط به. وقد تبنى الفلاسفة والمفكرون هذه النظرة إلى الإنسان مدة طويلة خاصة منذ القرن 17 حيث أكد الفيلسوف روني ديكارت على اهمية الوعي الذاتي في بناء المعرفة الإنسانية، حيث من خلاله يكشف الإنسان ذاته باعتباره " أنا" أي ذات شفافة وواضحة تدرك ذاتها بشكل مباشر عبر عملية التفكير. وبعض الفلاسفة الأخرين اتفقوا على مبدأ الوعي لكنهم اختلفوا مع ديكارت حول الوسيلة التي يتم بها هذا الوعي وهذه المعرفة بالعالم فربطوها بالتجارب الحسية (الاتجاه التجريبي). لكن هذا التصور حول الإنسان سيتم تجاوزه خلال القرن 19 عشر مع نظرية التحليل النفسي التي  تؤكد على أهمية اللاشعور باعتباره البنية العميقة في الحياة النفسية للإنسان والتي تتحكم في كل السلوكات الإنسانية وليس الوعي. ولكن في نظري أجد أن الإنسان لا يحدده جانب فقط دون سواه فبعض السلوكات ناتجة عن الوعي المباشر بها لكن بعض السلوكات الأخرى كالحلم مثلا يجعلنا نتساءل هل فعلا كل إدراكاتنا ناتجة عن وعينا الشفاف. لهذا فانا أجد أن الإنسان كائن معقد وأن سلوكه ووعيه محدد بعدة محددات أهمها الوعي واللاوعي وأحيانا أخرى الإيديولوجيا.