mercredi 29 novembre 2017

فرض محروس: مفهوم الوعي



النص:

"هناك بعض الفلاسفة الذين يظنون أن لدينا في كل حين شعورا حميما بما نسميه (أنا)، وأننا نحس بوجوده وباستمرار وجوده، وأننا متيقنون من هويته وبساطته التامتين يقينا أكثر من ذاك الذي يكون بواسطة البرهان...أما من جهتي فإنني عندما أتوغل في أعماق ما أسميه (أنا) أصطدم دائما بهذا الإدراك الخاص أو ذاك، بالحرارة أو بالبرودة، بالنور أو الظلام، بالحب أو الكراهية، بالألم أو اللذة. فلا يمكنني أن أعقل نفسي (أنا) في أية لحظة من دون عملية إدراكية ما، ولا يمكنني أن ألاحظ إلا الإدراك. فعندما تزول إدراكاتي الحسية لمدة من الزمان، مثلما يكون ذلك في النوم الهادئ فإن شعوري (بأناي) يزول خلال النوم، ويمكن القول حقا بأني لست موجودا. فلو كانت جميع إدراكاتي قد زالت بالموت، وكنت لا أستطيع أن أفكر، ولا أن أحس، ولا أن أن أرى، ولا أن أحب، ولا أن أكره بعد تحلل جسمي، فإنني أكون قد غبت تماما، وأني لا أتصور شيئا أكثر من هذا ليجعل مني عدما بحثا."

الأسئلة:

1-    استخرج أطروحة النص
2-    استخرج الحجاج الذي وظفه صاحب النص للدفاع عن أطروحته
3-    انطلاقا من النص ومما درسته هل الإدراك الحسي شرط ضروري لتشكيل الوعي؟ 10ن


التصحيح:

1-    أطروحة النص :
يؤكد دافيد هيوم على أطروحة مفادها أنالإدراك الحسي هو العنصر الأساسي في إثبات الذات، ذلك أن وجودي مرتبط بالاصطدام بالحرارة والبرودة والنور والظلمة...وبصفة عامة جملة المعطيات الحسية والتجريبة.

2-    حجاج النص:
حجة الدحض:  حيث عرض أطروحة الفلاسفة المعارضين من أجل نفيها ودحضها.
حجة المثال: حيث وظف مجموعة من الأمثلة التي تؤكد على أطروحته ( الاصطدام بالحرارة والبرودة ، النور، الظلام، النور،غياب الإدراك أثناء الموت.)
حجة الاستنباط الشرطي: ( عندما تزول إدراكاتي ...فإن شعوري بأناي يزول) ( لوكانت جميع إدراكاتي...فإنني قد كنت غبت تماما).
حجة التقابل : الحرارة/ البرودة، النور الظلام، الحب الكراهية، الألم/اللذة)

3-    هل الإدراكي الحسي شرط لتشكيل الوعي؟ 10ن

يقصد بالوعي المعرفة التي تكونها الذات الإنسانية عن عالمها الداخلي والخارجي. وقد استرعت هذه الإشكالية اهتمام الفلاسفة والمفكرين. الذين طرحوا سؤال المعرفة (الوعي ) وعلاقته بالإدراك الحسي. ويعتبر الفلاسفة التجريبيون أهم من أكد على أن الوعي الإنساني مرتبط بالإدراك الحسي، فالإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء ومن خلال التقائه بمثيرات العالم الخارجي يتكون لدية الوعي والمعرفة. لأن هذا الأخير يرتسم لدية على شكل ردود فعل نحو مثيرات العالم الخارجي ( البرودة، السخونة، الألم ...الخ). إن هذا التصور مثل تجاوزا للموقف العقلاني الذي نادى به  الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت خلال القرن 17 الذي يؤكد على دور الفكر والبداهة في تشكيل الذات وعيا بذاتها وبالعالم. أما فيما يتعلق بوجهة نظري فإنني  أجد أن الوعي مرتبط بجهة بالإدراك الحسي  من جهة وبالإدراك العقلي من جهة أخرى إذ كلاهما وجهان لعملة واحدة.

dimanche 19 novembre 2017

فرض محروس مفهوم الوعي




النص:

" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد والموشوم ببياض والمسكون بكذبة. إنه سجل الممنوع. لكن حقيقته يمكن اكتشافها، فهي في الغالب تعمل في أمكنة أخرى.
أولا في الجسد كأثر، عبر لغة العصاب، وهي لغة يمكن تأويلها...
ثانيا في وثائق الأرشيف الخاص بذكريات الطفولة، ولا يستطيع المرء معرفة مصدرها بدقة ولا من أين تأتي؟
ثالثا في تطور اللغة وما تحمله من معنى، وهي التي تحكم نمط حياة الفرد وتطبع شخصيته.
رابعا في العادات والتقاليد والأساطير، التي تطبع هي أيضا تاريخ الفرد.

خامسا في كل الآثار التي يحتفظ بها..."

الأسئلة:

1-   استخرج أطروحة النص. 
2-    اشرح الجملة التالية: 
" إن اللاشعور هو ذلك السجل الخاص بتاريخ الفرد والموشوم ببياض والمسكون بكذبة، إنه سجل الممنوع."
3-ما الذي حكم وجود الذات الوعي أم اللاوعي ؟     ( فقرة موجزة).10ن

التصحيح:

1-    أطروحة النص: إن أساس الحياة النفسية للفرد هو اللاشعور، وهو منطقة غير ظاهرة، ولكن يمكن أن تتجلى من خلال عدة مظاهر أهمها: الجسد وذكريات الطفولة و اللغة العناصر الثقافية.
2-    المقصود بهذه الجملة أن اللاشعور هو المنطقة النفسية المتحكمة في كل سلوكات الإنسان وفيه يتم تسجيل كل الرغبات المكبوتة.

3-    إن الإنسان كائن يجمع المتناقضات، فهو كائن واع وراغب واجتماعي. فمن خلال وعيه يمكن إدراك ذاته وعالمه الداخلي من خلال التأمل الداخلي في أحوال نفسه وإحساساته وعواطفه وهذا هو ما يسمى ب "الاستبطان"، ومن جهة أخرى معرفة وإدراك العالم الخارجي المحيط به. وقد تبنى الفلاسفة والمفكرون هذه النظرة إلى الإنسان مدة طويلة خاصة منذ القرن 17 حيث أكد الفيلسوف روني ديكارت على اهمية الوعي الذاتي في بناء المعرفة الإنسانية، حيث من خلاله يكشف الإنسان ذاته باعتباره " أنا" أي ذات شفافة وواضحة تدرك ذاتها بشكل مباشر عبر عملية التفكير. وبعض الفلاسفة الأخرين اتفقوا على مبدأ الوعي لكنهم اختلفوا مع ديكارت حول الوسيلة التي يتم بها هذا الوعي وهذه المعرفة بالعالم فربطوها بالتجارب الحسية (الاتجاه التجريبي). لكن هذا التصور حول الإنسان سيتم تجاوزه خلال القرن 19 عشر مع نظرية التحليل النفسي التي  تؤكد على أهمية اللاشعور باعتباره البنية العميقة في الحياة النفسية للإنسان والتي تتحكم في كل السلوكات الإنسانية وليس الوعي. ولكن في نظري أجد أن الإنسان لا يحدده جانب فقط دون سواه فبعض السلوكات ناتجة عن الوعي المباشر بها لكن بعض السلوكات الأخرى كالحلم مثلا يجعلنا نتساءل هل فعلا كل إدراكاتنا ناتجة عن وعينا الشفاف. لهذا فانا أجد أن الإنسان كائن معقد وأن سلوكه ووعيه محدد بعدة محددات أهمها الوعي واللاوعي وأحيانا أخرى الإيديولوجيا.